2024-01-30

مع الأحداث : السودان.. المأساة الأخرى المنسية..!

في الوقت الذي تحول فيه العدوان الذي يشنه الاحتلال الصهيوني إلى الخبر الرئيس الذي يتصدر منذ أزيد من ثلاثة أشهر صدارة نشرات الأخبار في كل وسائل الاعلام العالمية تستمر الحرب في السودان ومعها تستمر مأساة السودانيين بعيدا عن الأضواء وشاشات الكاميرا.
وفي آخر تطورات الصراع في السودان لقي 52 شخصا مصرعهم بينهم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إثر هجوم وقع أمس الاثنين، على منطقة أبيي المتنازع عليها على الحدود بين السودان وجنوب السودان.
وأكدت وسائل اعلام محلية أن”المسلحين هاجموا منطقة أبيي مما أسفر عن مقتل 52 شخصا بينهم جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإصابة 64 آخرين”.

وأشار المسؤول إلى أن منفذي الهجوم كانوا شبانا ينتمون لإحدى القبائل المحلية من منطقة واراب المجاورة، حيث كان أفراد هذه القبيلة يتنازعون منذ فترة طويلة على الأراضي في أبيي مع قبيلة أخرى.
يحدث ذلك فيما لا يبدو في الأفق بصيص أمل لنهاية قريبة لهذا الصراع الذي علّق عليه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلا إن هناك ما يدعوه للاعتقاد بارتكاب طرفي الحرب في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها، جرائم في دارفور وفقاً لنظام روما الأساسي.
تشير آخر الأرقام القادمة من السودان إلى مقتل أكثر من 5 آلاف سوداني في الصراع المحتدم بين الجنرالين منذ قرابة نحو سنة ورغم كل الوساطات ومحاولات ايجاد تسوية سياسة للصراع في هذا البلد تستمر عربدة طرفي النزاع ليجد نحو 5 ملايين سوادي أنفسهم مشردين بلا مسكن ولا مأكل فيما دمرت مدن وقرى بأكملها ليغرق البلد في حرب أهلية جديدة ستضاف لسلسة الحروب التي عرفها على امتداد تاريخه والتي انتهت به الى بلد مقسم مفقر تنهشه الصراعات والأزمات رغم كل الثروات التي يمتلكها.
اليوم يترك السودانيون في مواجهة مصير مجهول مع تواصل الاقتتال بين الجيش ووحدات الدعم السريع فيما تؤكد مؤشرات كثيرة أن شبح الانقسام والتفتت يطل برأسه على البلد الذي لم يشف بعد من انفصال جنوبه عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث : كيف أوصل شعار «أمريكا أولا» ترامب من جديد للبيت الأبيض؟

لماذا فاز ترامب برئاسة أمريكا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع منذ الثالثة فجرا من ليلة ال…