في زيارة وزير الخارجية الصيني إلى تونس : تدعيم الشراكات والاستثمارات بعقلية المصلحة المتبادلة
يعود تاريخ الشراكة والتعاون التونسي الصيني إلى حوالي ستين عاما من الآن إذ تعددت هذه الشراكات وتنوعت في شتى المجالات وعلى مدى سنوات وقد مثلت بعض المحطات انطلاقة فعلية لمزيد دعم هذه الشراكات على غرار قمة بكين الصينية الإفريقية سنة 2018 والتي شكلت نقطة انطلاق جديدة للشراكة بين الصين والدول الإفريقية لتحقيق التنمية المشتركة و فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي وذلك من خلال العمل على الترفيع في حجم الاستثمارات الصينية لأنها ستخدم الشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية وكذلك تخدم النظرة الصينية التي دائما ما تدافع عن فكرة الشراكة التي تعود بالمنفعة المشتركة للجميع.
وقد أعطت الزيارة التي أداها وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» لتونس على مدى ثلاثة أيام دفعا كبيرا لدعم العلاقات التونسية الصينية والتفكير في تطوير الشراكات في أكثر من مجال والعمل على تقليص نسبة العجز التجاري المسجل مع الصين وتدعيم مستوى تدفق المنتجات التونسية للسوق الصينية والتعامل المشترك بمنطق رابح _رابح.
وقد أدى وزير الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي، زيارة عمل الى تونس من 14 إلى 16 جانفي الجاري، على رأس وفد صيني هام رفيع المستوى يتكون من نائبي وزير الشؤون الخارجية والتجارة ونائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الدولي وعدد من الإطارات الصينية السامية.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة وزير الخارجية الصيني تأتي بعد أسابيع من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تونس ما دفع عديد الملاحظين للحديث عن انفتاح تونس على المعسكر الشرقي وتنويع شراكاتها مع مختلف الأطراف الفاعلة والمؤثرة في العالم في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة فضلا عن تعثر تونس في إحلال اتفاق نهائي مع صندوق النقد وتوفير مستلزماتها من العملة الصعبة في ميزانية الدولة لسنة 2024.
ويؤكد المتابعون لزيارة وزير الخارجية الصيني وهي الثانية من نوعها الى تونس بعد الزيارة الأولى التي كان قد أداها في سنة 2016 أنها تمثل فرصة أمام تونس لتوسيع قاعدة التعاون في مستوى المشاريع الاستثمارية ذات الصبغة التقنية والتكنولوجية والتجارية والاقتصادية على غرار ما هو معمول به مع جيران تونس وأساسا الجزائر والمغرب مستندين في ذلك على الوعود والشراكات والبرامج التي تم إبرامها خلال هذه الزيارة.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قد شدد خلال لقائه أول أمس مع وزير الشؤون الخارجية بجمهورية الصين الشعبية «وانغ يي»، على تطلع تونس إلى إرساء شراكات واعدة وبرامج تعاون جديدة مع الصين في عدّة ميادين، على غرار الصحة والفلاحة والرياضة والبنية التحتية والطاقات المتجدّدة منوها ، بتميّز علاقات التعاون والشراكة بين تونس والصين، وبالإرادة المشتركة لقيادتي البلدين للارتقاء بها إلى أعلى المراتب، خدمة للمصلحة العليا للشعبين الصديقين، مشيرا في هذا الإطار، إلى العديد من مشاريع التعاون المتنوّعة والهامة التي تم تنفيذها في تونس بدعم من الصين، وآخرها الأكاديمية الدبلوماسية الدولية.
وقد أشرف رئيس الجمهورية على تدشين الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس واصفا إياها بـ«انجاز تفتخر تونس بتحقيقه لما سيكون له من بالغ الأثر على تكوين الدبلوماسيين لا في تونس فحسب بل في عديد الدول الأخرى» وتمثل الاكاديمية تجسيدا للتعاون المثمر والمستمر بين الجمهورية التونسية وجمهورية الصين الشعبيّة اللتين تحتفلان معا بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ومن جهة أخرى عقد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار، أول أمس الإثنين جلسة عمل بمقرّ الوزارة مع نظيره الصيني، حيث تباحثا حول سبل تدعيم الشراكات وتنويعها، والارتقاء بها الى مستويات أرفع تعود بالنفع على الجانبين.
وأعرب وزير الخارجية لنظيره الصيني عن تقديره للدعم المتواصل للحكومة الصينية للمجهود التنموي لتونس من خلال المساعدة على إنجاز مشاريع كبرى في مجالات ذات أولوية على غرار البنية التحتية والصحة والشباب والرياضة، مبرزا حرص الجانب التونسي على مزيد تعزيز روابط الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين في شتى المجالات.
من جانبه، أشاد وزير الشؤون الخارجية الصيني بما تشهده العلاقات التونسية الصينية من ديناميكية ملحوظة وتطور مطرد ومن تشاور متواصل ودعم متبادل، معربا عن استعداد بلاده لمزيد تدعيم هذا التعاون والالتزام بتفعيل التفاهمات الحاصلة بين رئيسي البلدين.
بسام معطر رئيس جمعية عتيد لملاحظة الانتخابات لـ«الصحافة اليوم»: سير العملية الانتخابية كان عاديا والإخلالات لا ترتقي إلى جرائم انتخابية
أجمع جل الملاحظين لسير العملية الانتخابية الخاصة برئاسية 2024 أن يوم الاقتراع كان يوما عاد…