مهرجان الفلاحة الأصيلة في دورته الثانية بجرجيس : رد الاعتبار للبذور المحلية والفلاحة الطبيعية
احتضنت مدينة جرجيس مؤخرا مهرجان الفلاحة الأصيلة في دورته الثانية التي اهتمت بالبذور الأصيلة أو البذور المحلية إذ تم تنظيم معرض للبذور الأصيلة وبعض المنتجات الفلاحية فضلا عن تنظيم ندوة علمية حول شجرة الزيتون أثثها خبراء من معهد الزيتونة.
وقد بين رئيس التعاونية الفلاحية الامتياز الجهة المنظمة للمهرجان حمادي عبيشو أن الهدف من هذه التظاهرة هو رد الاعتبار للفلاحة التقليدية البيولوجية بطرقها الطبيعية وكذلك البذور الأصيلة وكيفية إعادة استعمالها وإكثارها بطرق سليمة من خلال التبادل بين فلاحي الجهة أو بيعها نظرا لتماشيها مع خصوصية الجهة وتربتها ومقاومتها للجفاف وإمكانية استعمالها المتكرر خلال السنوات الموالية عكس البذور المستوردة.
وأضاف أنه من المهم تشجيع الأجيال القادمة على الانخراط في المحافظة على البذور الأصيلة والفلاحة البيولوجية بمقاربة صديقة للبيئة تعود بالفائدة على الجميع.
في هذا الإطار كانت المنطقة الفلاحية الفرجانية بولاية مدنين قد احتضنت يوما إعلاميا حول زراعة الحبوب المحلية بالطريقة السقوية إذ بين أحد فلاحي الجهة وهو من منتجي البذور المحلية عبد الكريم السكرافي أن بذور الأجداد أثبتت مردوديتها العالية وتأقلمها مع مناخنا الجاف خاصة أمام تواصل انحباس الأمطار إذ أنتجت 10 كلغ من بذور الشعير العرضاوي الذي لايتطلب الكثير من الماء للري 390 كلغ من الشعير.
وأضاف أن هذا الصنف يلقى إقبالا كبيرا من حيث الزراعة والاستهلاك في الجهة إذ يعتمد في إعداد العولة من الكسكسي والملثوث والزميطة وغيرها من الأكلات التقليدية التي تساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل ندرة عديد المواد الاستهلاكية.
وأفاد أنه سيتولى بالتنسيق مع إدارة الإرشاد الفلاحي بالجهة القيام بتجربة تتمثل في زراعة 200 غ من كل صنف من أصناف البذور المحلية الأصيلة لمتابعتها وإذا ثبتت مردوديتها العالية ونجاعتها يقع الإكثار منها لاحقا مشيرا إلى أن أهم البذور المستعملة في الجهة هي بذور الشعير سويحلي وعربي والعرضاوي وبذور قمح الحميري والعجيلي إضافة إلى انضمام بذور من تمغزة ولاية توزر وهي بذور البيدي وجناح خطيفة وهما بصدد الإكثار بعد التأكد من مردوديتهما العالية.
وشدد على أهمية تحسيس فلاحي الجهة بضرورة زراعة أراضيهم شعيرا وقمحا اعتمادا على البذور المحلية وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الغذائية عوضا عن استيراد الشعير من أوكرانيا وغيرها من الدول مشيرا إلى أن زراعة الشعير العرضاوي تنطلق من 1 نوفمبر إلى 10 جانفي وهو لايستهلك كثيرا من الماء معربا عن أمله في إحداث مجمع العولة وحث الجميع على العودة إلى العولة من كل المنتجات الفلاحية لتحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي.
جربة : ملتقى دولي لتعزيز سلسلة القيمة لحليب الإبل
ينظم معهد المناطق القاحلة بجزيرة جربة من 2 إلى 4 أكتوبر 2024 الملتقى الدولي الثاني حول تعز…