وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيّس لـ«الصحافة اليوم»: زيارة وزير الخارجية الصيني إلى تونس تنويع لعلاقات الشراكة وانفتاح على القارة الآسيوية
يؤدي وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» زيارة رسمية إلى تونس أيام 14 و15 و16 جانفي الجاري وذلك تزامنا مع الاحتفال بستينية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وجمهورية الصين الشعبية،حيث تعرف العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة نوعا من الحركية والتطور والانفتاح ما دفع البعض للحديث عن وجود نوايا لاستبدال تونس لشركائها التقليديين بالصين و الحال أن الصين تتصدر قائمة الدول التي تسجل بلادنا عجزا تجاريا معها وبذلك عمّقت مبادلات السلع مع 6 دول تتصدرها الصين وروسيا عجز الميزان التجاري لتونس البالغ مع موفى سبتمبر 2023 قرابة 13 مليار دينار في ظل بيانات عن عجز مسجل مع الصين لوحدها قارب 6٫2 مليار دينار.
وللإجابة عن هذه التساؤلات والوقوف على أفاق العلاقات التونسية الصينية تحدثت «الصحافة اليوم» إلى وزير الخارجية الأسبق والديبلوماسي السابق أحمد ونّيس الذي أوضح أن للصين اهتماما متجددا بالقارة الإفريقية والتي تعرف متغيّرات هامة في علاقة بالدور التاريخي لها مع القارة الأوروبية والواضح أن الصين تبحث اليوم عن القيام بتقييم لمنطقة شمال إفريقيا بما في ذلك الثقل الإفريقي والعربي والإسلامي الذي تمثله المنطقة.
في المقابل أشار محدثنا إلى أن لتونس أزمة مع شركائها التقليديين خاصة في علاقة بملف الهجرة غير النظامية وفقدان تونس لدعم دول الاتحاد الأوروبي صلب صندوق النقد الدولي وبالتالي الصين قرأت جيدا هذه الوضعية وفهمت أن تونس فقدت قسطا مهما من المساعدات ما أفقدها نوعا من التوازن على مستوى ماليتها العمومية ومن توازناتها التجارية والاقتصادية ومن هذا المنطلق قد تطرح الصين نفسها كبديل لسدّ هذه الفراغات.
وشدّد ونيّس على أنّ المستقبل اليوم متجه نحو ميادين الطاقة المتجددة والمياه وتمثل الصين في هذين المجالين أساسا شريكا بنّاء إن لم نقل أنها من أفضل الشركاء العالميين فقد اخترقت هذه الميادين التكنولوجية وتمكنت منها حيث اكتسبت قدرات تكنولوجية ومالية متقدمة جدا.
القضية الفلسطينية بوصلة التحالفات الجديدة..
ومن جهة أخرى أوضح الديبلوماسي السابق أن ملف القضية الفلسطينية ستكون له تداعياته في رسم مستقبل التحالفات العالمية الجديدة ولا يجب أن ننسى موقف تونس المتضامن مع حق الشعب الفلسطيني وأن تونس كانت في وقت ما مقرا للقيادة الفلسطينية والأكيد أن هذا الموقف ستكون له تداعياته مستقبلا.
وعن استبدال لتونس لوجهة شراكاتها الاستراتيجية فقد أكد أن الخيار المنحصر في الأقطاب التقليدية قد تجاوزته تونس إلى حد ما حيث لم نعد مقتصرين على خيارات القطب الواحد وإنما توسيع الخيارات إلى القطبين وذلك من باب الإضافات وليس الاستبدالات.
ومن جهة أخرى أعلنت سفارة الصين بتونس أول أمس أن الرئيس شي جين بينغ تبادل التهاني مع رئيس الجمهورية قيس سعيد بمناسبة الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضافت ان الرئيسين أشارا إلى آفاق واسعة لتطوير العلاقات الصينية التونسية وأنهما أكدا على حرصهما على العمل سويا للدفع بعلاقات الصداقة والتعاون نحو تقدم جديد وأكبر باغتنام مناسبة الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانطلاق جديد.
وفي مقال صحفي أشار «وان لي» سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وبمناسبة إحياء الذكرى الستين للعلاقات التونسية الصينية إلى أنه في مثل هذا اليوم، أدى رئيس مجلس الدولة الصيني تشو أن لاي، قبل 60 عاما، زيارة صداقة إلى تونس. وأصدر البلدان، حينها، بيانا مشتركا بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
كما أضاف أنه على مدار السنوات الستين الماضية، تقاسمت، وما زالت الصين وتونس السرّاء والضراء. ويعامل كل بلد الآخر بصدق. كما يعمل البلدان معًا بروح فريق واحد، على الرغم من التغييرات العميقة التي طرأت على الساحة العالمية. وتتواصل العلاقات الوطيدة بين البلدين لتؤسس باستمرار لصفحة جديدة ونقلة نوعية في مختلف مجالات التعاون المشترك وفي إطار الصداقة العريقة الصينية التونسية.
مخرجات اللجنة التجارية المشتركة التونسية الليبية : التطوير اللوجيستي والقانوني لمعبر رأس الجدير
اختتمت موفى الأسبوع المنقضي أشغال اللجنة التجارية التونسية الليبية والتي احتضنتها العاصمة …