رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ لـ«الصحافة اليوم» : المنصة الرقمية التربوية عنوان جميل لواقع مرير..!
أطلقت وزارة التربية المنصة الرقمية التربوية «مدرسة تونس المستقبل» لفائدة التلاميذ والأولياء وأعوان الوزارة من مدرسين ومتفقدين واداريين من أجل رقمنة الخدمات المدرسية وتجويد العملية التربوية، وذلك تحت شعار «فوق كل ربوة مدرسة حديثة».
وأفاد وزير التربية، محمد علي البوغديري في هذا الجانب أن المنصة تهدف الى مواكبة التحول الرقمي في العالم ووضع التلاميذ وأوليائهم في متابعة رقمية مستمرة من أجل ضمان الجدية في التعامل والشفافية وجودة التعليم.وبيّن في نفس الإطار أن المنصة الرقمية، التي جاءت تحت عنوان الكتروني www.tarbia.tn متوفرة باللغتين العربية والفرنسية تقود المتصفح لها الى منصة مدرستي للمدارس الابتدائية ومنصة معهدي للمعاهد الثانوية والاعداديات ومنصة الخدمات لأعوان وزارة التربية ومنصة عين للعنف المدرسي وهي جميعا فضاءات للخدمات المدرسية الرقمية، فضلا عن فضاء للمساندة والموافقة.
وأوضح وزير التربية أن هذه المنصة تمكن من رقمنة البرامج البيداغوجية دون التخلي عن الطرق التقليدية في التدريس،معلنا في سياق متصل، عن ربط 3307 مؤسسة تربوية باعتماد شبكة الالياف الضوئية والوصلات الهرتزية الرقمية.
يشار الى أنه سيتم قبول مجموع 837 مؤسسة تربوية تم إيصالها بالشبكة التربوية وشبكة الإنترنات حيث تقدر نسبة تقدم مشروع ربط المؤسسات التربوية بالتدفق العالي 25 بالمائة، حسب ما جاء على المنصة الرقمية والتي تحتوي كذلك على آخر مستجدات الوزارة.
خطوة أخرى انتهجتها وزارة التربية في إطار تركيز استراتيجية مدرسة المستقبل والتي من أهم مقوماتها الرقمنة على غرار التسجيل عن بعد والمنصة الرقمية وفضاء مدرستي. ولكن كثيرا ما ترافق هذه الخطوات نحو تطوير المدرسة التونسية ردود أفعال متباينة بين مرحب بها ويعتبرها مهمة تأتي ضمن مواكبة التطورات التكنولوجية وضرورة رقمنة المدرسة التونسية وبين من يعتبرها خطوة متسرعة لم تأخذ واقع المنظومة التربوية وما يعانيه من نقائص عديدة. وفي هذا السياق قال رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ إن الحديث عن منصة رقمية غير منطقي في ظل واقع لا يستجيب فيه لتنفيذ مثل هذه الخطوة. وتساءل رئيس جمعية أولياء التلاميذ عن جدوى هذه المنصة الرقمية التي سيستغلها ويستعملها قلة قليلة، حيث اعتبر أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة ليست في متناول الجميع.
وأشار الزهروني إلى الإشكاليات التي رافقت عمليات التسجيل عن بعد التي لم تأخذ بعين الاعتبار الفوارق في الجهات وتغطية شبكة الانترنات لكل المناطق.
واعتبر محدثنا أن المنصة الرقمية التربوية هي بمثابة عنوان جميل لواقع خطير موضحا أن أي بادرة تخصص لها وزارة التربية اعتمادات يجب أن تكون لها نتائج وتعود بالفائدة على العملية التربوية ككل. وتساءل رئيس جمعية أولياء التلاميذ عن النتائج التي يمكن أن تحققها هذه المنصة في علاقة بالحد من الانقطاع المبكر للتعليم أو مكافحة العنف في المحيط المدرسي وغيرها من الهنات التي تعاني منها المنظومة التربوية.
وتابع رضا الزهروني في نفس السياق أن أي خطوة نحو رقمنة المنظومة التربوية يجب أن تسبقها دراسة معمقة للواقع التربوي وأن تحدد الأهداف من أي خطوة حتى لا تكون مجرد خطوات غير مدروسة وتحمل معها عديد الإشكاليات.
واعتبر أن مثل هذه الإجراءات تعمق الفوارق بين الجهات باعتبار أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من هذه المنصة ولديها الإمكانيات لاستغلالها وربما الاستفادة منها وهناك جهات تفتقر لأبسط التقنيات التكنولوجية كالهاتف الذي أو الأنترنات.
لا يمكن بأي شكل من الإشكال اعتبار المنصة الرقمية أو التسجيل عن بعد أو أي تطبيقة جديدة أمرا سلبيا لأن رقمنة الإدارة ولا سيما المنظومة التربوية أصبح أمرا ضروريا أمام التطور التكنولوجي وما يمكن أن يترتب عنه ،حيث بات تعصير المدرسة ورقمنتها من الأسس للتقدم بها نحو الأفضل ولكن حتى نضمن النجاعة المرجوة يجب أن تكون على أسس صحيحة وتسبقها دراسة معمقة لواقع الشأن التربوي .
الدورة الأولى للمنتدى التونسي للبيولوجيا الطبية : ملتقى 1000 مهني من تونس و من العالم
تنظم الجمعية التونسية للبيولوجيا السريرية بالتعاون مع النقابة التونسية للبيولوجيين الخواص …