التشكيلة المثالية في المرحلة الأولى للبطولة : أندية «البلاي أوف» تملك أفضل الحلول
شهدت المرحلة الأولى من البطولة، التي وصلت إلى جولتها الختامية أمس الأربعاء، تألق العديد من اللاعبين ولكن البعض منهم فقط نجح في المحافظة على مستواه مستقراً خلال معظم الفترات وهو أمر يهم كل اللاعبين تقريبا في السنوات الماضية، فمن النادر أن حافظ لاعب في البطولة على مستوى مستقر طوال جولات عديدة بل يتأرجح الأداء من لقاء إلى آخر، كما أن التقطعات وتداخل المباريات المحلية مع المسابقة الإفريقية يجعل من الصعب الحكم على قدرات اللاعبين.
ولهذا فإن اختيار أفضل تشكيلة في المرحلة الأولى ليس أمرا سهلا بلا شك ولكن في النهاية فإن المسألة تقريبية في المقام الأول، ولحسن الحظ فإن عودة التلفزة الوطنية لنقل المباريات في هذا الموسم ساعد على معرفة قدرات الكثير من اللاعبين، بعد أن كان من الصعب القيام بذلك في الموسم الماضي حيث نقلت قنوات الكأس فقط عدداً قليلا من المباريات طوال الموسم.
ولعل ما يميز تشكيلة المرحلة الأولى، هو حضور لاعبين من الأندية التي ضمنت التأهل إلى مرحلة «البلاي أوف» وهو أمر طبيعي فباستثناء النادي الصفاقسي الذي انقاد إلى الكثير من الهزائم فإن بقية الفرق استفادت من توفر مهارات فردية صنعت الفارق.
لم يرتكب حارس الترجي الرياضي أخطاء خلال المرحلة الأولى من الموسم، حيث كان موفقا في معظم المباريات ولا يتحمل مسؤولية في الأهداف القليلة التي قبلها فريقه، ورغم أن بشير بن سعيد حارس الاتحاد المنستيري قدم مستوى جيدا، وكذلك معز حسن من النادي الإفريقي، إلا أن الأفضلية بالنسبة إلى حارس الترجي تتمثل أساسا في أنه حارس لم يعرف الهزيمة وهو أمر ليس من السهل تحقيقه بالنسبة إلى أي حارس، حيث كان له دور كبير في نجاحات الترجي بفضل الأرقام الدفاعية التي يملكها الفريق.
يعتبر الزعلوني من أفضل اللاعبين في المرحلة الأولى، وليس في مركزه فقط، بما أنه عاد من بعيد حيث ساد الاعتقاد بأنه لم يعد قادراً على فرض حضور قوي في النادي الإفريقي بعد مواسم بعيدا عن الواجهة ولكنه كذّب كل هذه التوقعات بعرض قوي حيث ساهم في نجاحات الفريق بشكل واضح وقدم الإضافة، وهو لاعب مهم في منظومة الإفريقي دفاعياً أو هجومياً والفريق لا يمكنه أن يستغني عن خدماته في المرحلة القادمة ويصعب تعويضه في حال تراجع مستواه.
من بين أفضل الاكتشافات في الموسم الحالي، ذلك أن الأهداف التي سجلها بانتظام جعلت أسهمه ترتفع بشكل كبير، ورغم أنه كان بعيدا عن الواجهة خلال فترة طويلة، إلا أن الوضع اختلف مع تركيز الاهتمام عليه، حيث بات لاعباً مهما في فريقه ومؤثرا في البطولة ولئن لم يوفق في مقابلات البطولة إلا أنه من بين العناصر المرشحة لتنحت مسيرة بطولية في المواسم القادمة بفضل كل ما يملكه من قدرات وهو مدافع عصري قادر على المساعدة في العمل الهجومي ولكنه أيضا يؤمّن منطقته الدفاعية بامتياز كبير.
لا يجد حمزة الجلاصي صعوبة في اللعب في وسط الميدان أو في محور الدفاع، فهو لاعب قادر على التأقلم مع كل الخطط ومع كل المنافسين دون صعوبات تذكر وبالتالي فإن مستواه في المقابلات الماضية كان مميزا وخاصة في المواعيد الكبرى عندما قاد النجم إلى تخطي كل العراقيل التي واجهت الفريق في المرحلة الأولى كما أن أهدافه كانت حاسمة وهو «جوكار» حقيقي في الفريق قادر على صنع الفارق هجوميا ودفاعيا ووجوده في قائمة المنتخب يعتبر أمرا منطقيا بما أنه لاعب متميز نجح في افتكاك مكان أساسي في النجم وكذلك في قائمة المنتخب.
في موسمه الأول في الرابطة المحترفة الأولى، كسب التحدي عن جدارة واستحقاق وتمكن من كسب المنافسة في دفاع الملعب التونسي الذي يملك عديد الأسماء المعروفة التي تألقت بشكل كبير في المواسم الماضية، ولكنه نجح في أن يقنع المدرب حمادي الدو بقدراته وهو من بين اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت ومميز منذ بداية الموسم وقادر على أن يحقق المزيد من النجاحات في المرحلة القادمة إن تابع العروض القوية التي يقدمها، لا سيما وأن طول قامته ساعده في عديد المناسبات على تقديم الإضافة في التعامل مع الكرات العالية.
الانتقال إلى الترجي الرياضي لم يغير الكثير في أسلوب لعب حسام تقا، ولكنه أعاد اكتشاف نفسه من خلال نسيان الصعوبات التي واجهته في نهاية مسيرته مع الاتحاد المنستيري، فتألق بشكل لافت في الترجي وكان الكلمة المفتاح في وسط الميدان الذي يمكنه التحكم في الخطة بما أنه قادر على اللعب في دور صانع ألعاب أو لاعب ربط، دون أية صعوبة إضافة إلى أنه يتحكم في مستوى الفريق ونسق اللعب ولهذا فإن بداية الموسم كانت مثالية رغم التغييرات التي عرفها وسط ميدان الترجي قياسا بالمواسم الماضية أو خلال هذا الموسم.
ليس من السهل النجاح في النجم الساحلي خلال هذا الموسم بعد التغييرات التي عرفها الفريق في الفترة الماضية، ولكن الكاميروني جاك مبي كان مميزا ومتألقا في معظم المباريات التي خاضها رغم قوة المنافسة التي وجدها غير أنه نجح في استغلال نقاط قوته الأساسية وهي الحضور البدني المميز الذي يساعده على كسب كل التحديات والصراعات الثنائية، ورغم أن الفريق لم يكن منتظم المستوى إلا أن مبي حاول أن يظهر بأنه قادر على الاستمرار أساسيا في تشكيلة الفريق ولم يكن سهلا تعويضه.
لم يستقر اللاعب البرازيلي على مركز محدد في هذا الموسم، حيث لعب في بعض المقابلات في خطة جناح وفي مقابلات أخرى في مركز صانع ألعاب، هو المركز الذي يناسبه أكثر بما أنه يحسن تنظيم اللعب وبناء الهجوم بشكل جيد وكراته الحاسمة رغم أنها لم تكن كثيرة إلا أنها كشفت عن مهاراته العالية وبالتالي من المفترض أن يستمر أساسيا في الترجي خاصة عندما يعتمد المدرب عليه خلف قلب الهجوم بما أن هذا المركز يتماشى أكثر مع قدراته الفنية وتجعل منه لاعباً قادرا على التألق في المستقبل.
ليس من السهل التألق في فريق مثل الترجي الرياضي، ولكن أسامة بوقرة عرف كيف يفرض نفسه نجما بين جماهير فريقه الجديد خاصة بعد أن انطلق بقوة وأنهى المرحلة الأولى بقوة أيضا، ففي كل مناسبة حضرت أهدافه وبصمته في صناعة الخطر باستمرار ولهذا فإن انضمامه إلى الترجي كان موفّقا في الاتجاهين، فقد كشف عن حقيقة قدراته ومستواه الفني، والترجي وفر له الفرصة كاملة ليصبح لاعبا دولياً بعد أن كانت بدايته رائعة.
رغم التراجع الذي شهده مستوى بسام الصرارفي في المباريات الأخيرة مع النادي الإفريقي، إلا أن هذا الأمر كان متوقعا إثر البداية القوية وليس من السهل على أي لاعب أن ينجح سريعا بعد أن عانى من التجاهل في المواسم الماضية، وقد نجح الصرارفي عندما لعب على يمين الهجوم أو يساره بحكم مهاراته الفنية العالية ولكنه كان أفضل عندما لعب على اليمين حيث شكّل رفقة غيث الزعلوني ثنائيا قوياً على الجهة اليمنى التي كانت مصدر القوة الأساسي في الفريق.
تبحث كل الأندية عن مهاجم هداف في قيمة المالي بوبكر تراوي، مهاجم الاتحاد المنستيري، الذي وجد منافسة قوية بلا شك من هيثم الجويني وكذلك كنغسلاي إيدوه ولكنه كسب التحدي في فريق خسر الكثير من نجومه الذين قادوه للنجاحات في الموسم الماضي، ولهذا لم يكن من السهل عليه أن يفرض نفسه، ولكنه كان الرقم الأبرز في الفريق وأحد أفضل اللاعبين الأجانب في البطولة ويمكنه أن يفرض حضوراً أفضل في الفترة القادمة إن تابع عروضه القوية ونجحت هيئة الاتحاد في إبعاده عن التنافس بين وكلاء اللاعبين.
بعد الخسارة الأخيرة : سانتوس يبحــــــــث عن حلـــول مختلفة
كانت اختيارات المدرب البرتغالي ألكسندر سانتوس مفاجئة نسبيا خلال المقابلة…