عن الفعاليات الفنية و الثقافية للرابطة التونسية للفنون التشكيلية بجهة سوسة : اختتام ندوة عن النحات «عم الطيب» وتكريم ثلة من الفنانين ومعرض للفنانة كريمة الحناشي في أكودة
خلال كامل يوم السبت 23 من شهر ديسمبر الجاري انتظمت بقاعة المتحف الأثري بسوسة ندوة علمية ثقافية جمالية من خلال تنظيم للرابطة التونسية للفنون التشكيلية برئاسة الفنانة و الباحثة وصال بن سليمان و باعداد من الفنان لطفي بن صالح وفق تقديم لورقة علمية بمثابة البرنامج لمسار الندوة من قبل الدكتور الفنان خليل قويعة حيث تعددت الجلسات بشأن تجربة الفنان الراحل “عم الطيب” الطيب بالحاج أحمد في تنوع مميز لأساليب التناول النقدي و الدراسي لعدد من الباحثين و الفنانين و النقاد بسوسة و خارجها من المعنيين بالفنون الجميلة و قد شفعت المداخلات بنقاشات ..
و تأتي هذه الندوة في سياق الاستذكار تجاه التجارب و اعترافا بمسيرة الفنّان الطّيب بالحاج أحمد (1949-2022) وتكريما لروحه في ذكرى وفاته الثانية حيث كان هذا اليوم الدراسي في تنظيم من قبل مندوبيّة الشؤون الثقافيّة بسوسة بالتعاون مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية و المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومتحف الفن المعاصر الطّيب بالحاج أحمد ليدور نشاطه حول موضوع: “ فنّ النّحت المعاصر بين القيم الجماليّة ورهانات الفضاء اليومي المعيش “ La Sculpture Contemporaine entre les Valeurs Esthétiques et les Enjeux de l’Espace Quotidien Vécu وذلك يوم 23 ديسمبر 2023 بالمتحف الأثري بسوسة و كان التّنسيق العام لهذا النشاط للأستاذ الفنان التشكيلي لطفي بن صالح و التّنسيق الفنّي للأستاذ يوسف بالحاج أحمد، نجل الفنان المحتفى به و أما المستشار العلمي لليوم الدراسي فهو الأستاذ و الفنان التشكيلي الدكتور خليل قويعة.و مما جاء في ورقة الندوة “… لقد مارس الطّيب العديد من المواد النّبيلة مثل الرّخام والمرمر، كما مارس العديد من المواد الفقيرة مثل “ الخردة “ ونفايات المصانع وبقايا الحرب العالمية الثانية، كما في مثال القبّعات العسكريّة التي رحل أصحابها من الجنود فأصبحت بين أنامل الفنّان سَلاحف وديعة تدبّ على الأرض، تبشّر بالسّلام وتسهم في إعمار الحياة وتبث الحركة وتنشر حثيث الكائن على أديم الأرض (شاطئ بوجعفر، 2001). والمهمّ بالنسبة اليه ليست طبيعة الخامة أو قيمتها الاستعماليّة الأولى، بل التّحوّلات التي يمكن أن تحتملها وما يمكن أن تصبح عليه من قيم جماليّة وما قد تتلبّسه من حالات انفعاليّة تعكس تطلّعاته الخاصّة ورؤيته إلى مستطاع الأشياء. وفي مثل هذه التّجربة، يقاوم النّحات من خلال الحديد صلابة المحيط ومفارقاته ومن خلال الخشب تخشّبَ الحياة في الشكل… وكأن شرايين الفنّان تتّصل بألياف الخشب وتمرّر إليها نسغ الحياة من جديد وتغذّيها من روح الإنسان، عندما يتحرّك على الأرض بحثا عن إشراقة لحظة كونيّة خاطفة تختزل شموليّة العالم.لكنّ الخامة متغلغلة، هي الأخرى، في نسيج المعيش اليومي. لذلك، احتاج الطّيب بالحاج أحمد إلى مراجعة علاقة فنّ النّحت بالبيئة والاستفادة من العناصر المكوّنة للمحيط، سواء كان هذا المحيط طبيعيّا أو عمرانيّا. إذ العمل الفنّي في مثل هذه الرّؤية لا يُؤخذ بمعزل عن محيطه البصري والملمسي العام الذي وُجد فيه. ولعلّ ذلك هو عين ما أدّى بالنّحات إلى إثراء تجربته وتوسيع قاموس خاماته المستعملة بالتّعامل مع الخامات الصّناعيّة التي ازدهرت في النّحت المعاصر سواء في أساليب الاستعادة (Récupération) أو التّجميع (َAssemblage) أو في التّعامل مع تقنية الإسمنت المسلّح… ففي اعتماده على نفايات الخردة، غيّر الطّيب بالحاج أحمد بنية الشّكل المألوف من أجل التّعبير عن دلالات مبتكرة. وقد بدا ذلك، مثلا، في منحوتة “البقر المجنون” (قاعة يحيى، تونس، 1996)، حيث وظّف بعض الأجهزة والمقاطع الميكانيكيّة والمكمّلات المهملة لسيّارة قديمة وقد أبرز بعض التّناقضات الصّارخة التي يكابدها الإنسان في عصر الاستهلاك والتّلف. وباسترجاع النّحات لأغراض قديمة في شكل جديد، إنّما يضيء الفنّ بُعدا تراجيديّا في عمق المنظومة الاستهلاكيّة حيث بدا الإنسان متماهيا مع هذه المواد المستعملة، في حضارة الحديد والآلة. فيما جاءت أعماله الإسمنتيّة بمثابة أجزاء من العالم الطّبيعي والمعماري، منسجمة مع النّبات والرّمل والحجارة، وتسهم في إعمار الفضاء المعماري… كما تقوم على انتفاضة الجسد الأنثوي في عزّ توتّراته العاطفيّة التي تؤكّدها حركة المفاصل والأطراف…”..كما ضم البرنامج الخاص باليوم الدراسي كلمات الافتتاح لتنطلق المداخلات العلمية وفق محاور في الجلسات و منها نجد المرجعيّات الجماليّة للفنان الطيّب بالحاج أحمد و تنوّع التّقنيات النّحتيّة لدى الفنّان الطيب بالحاج أحمد، بين الكلاسيكي والحديث والمعاصر و حوار الخامات الطّبيعيّة والصّناعيّة في منجز الفناّن الطيب بالحاج أحمد و أعمال الطيب بالحاج أحمد في المكان العمومي وتجربة الفضاء المفتوح و مشاركات الفنان الطيب بالحاج أحمد في الحياة الثقافيّة بتونس وبالخارج و أيّ حضور لتقنيات النّحت الكلاسيكي والحديث في التّجارب الفنيّة التّونسيّة؟ و أيّة منزلة للخامات الطّبيعيّة في تجارب النّحاتين التّونسيّين الرّاهنة: سؤال البيئة وفنّ الاستعادة؟ و فنّ النّحت بتونس والرّهانات الجماليّة والرّمزيّة في السّاحات العموميّة ومداخل المدن:مقاربات نقديّة و النّحاتون المعاصرون ورهانات الحياة على الأرض في الفن المعاصر: مفهوم الاستدامة والإحياء الإيكولوجي من خلال تجارب “فنّ الأرض” و”فنّ الموقع”… و شفعت الجلسات الأربع لهذا اليوم الدراسي بتوصيات متعددة…تجربة و فنان في الذاكرة الثقافية و منها المجال الفني التشكيلي حيث يمكن لمضامين هذا اليوم الدراسي أن يحتويها كتاب فني استذكارا لتجربة مخصوصة و اغناء للمكتبة الفنية الثقافية الوطنية .
هذا و من جهة أخرى تم في مدينة سوسة بتاريخ 16 ديسمبر 2023 انتظام حفل تكريم كل من الفنان التشكيلي رضا دحمان و الفنان التشكيلي أحمد الباروني و الفنان التشكيلي الهادي زاوية و ذلك باشراف جليلة العجبوني المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة و بالتعاون مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية عبر الفنان لطفي بن صالح و بحضور ثلة من الوجوه التشكيلية و الثقافية الفاعلة بالجهة و ذلك بالمركز الثقافي بسوسة …و بمساهمة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة و بدعم من الرابطة التونسية للفنون التشكيلية و تحت إشرافها و هنا تقول الفنانة التشكيلية و الباحثة نجاح المنصوري بخصوص الأنشطة “… و في إطار تأثيث المشهد الثقافي و التشكيلي ، الذي يعمل الفنان لطفي بن صالح بمعية نخبة من الفاعلين الثقافيين من خلال نشاطاته ، على تفعيل رؤية مستقطبة للفعل الثقافي متعدد المشاهد من ملتقيات و ندوات و معارض تجعل من جهة سوسة قطبا أو قبلة للفعل و للفاعلين التشكيليين لهذا تتنوع المعارض من جماعية إلى فردية .. و تتوزع على فضاءات ربوع الجهة ليؤثثها بإقتراحات بصرية مختلفة..و في هذا الإطار ، انتظم للفنانة التشكيلية كريمة الحناشي معرض شخصي بدار الثقافة بأكودة بعنوان «سرديات ذاكرة » تم افتتاحه يوم 18 نوفمبر وقد اختتم يوم الاثنين 18 ديسمبر2023 ، المعرض الذي تتخذه كريمة تعلة لتسرد من خلاله لزائريه حكاياها بوسائل و تقنيات متعددة : من أقلام لبدية أو جافة ، ملونة أو أحادية اللون ( و قد إختارته أسود )، و من ألوان مائية و من محفار ..فجاءت النتيجة تعبيرات تشكيلية متنوعة تسعى كريمة من خلالها الى أن توازن بين سرديات “ الأسود “ و حكايا “ اللون” .
افتتاح المعرض الجماعي بفضاء “ الرواق “ بسوسة : أسماء وتجارب و أساليب و تقنيات مختلفة ضمن معرض الثمار الفنية
في اطار نشاطه الفني الثقافي الجمالي و بحضور جمهور الفن و جملة الفنانين المشاركين افتتح الف…