ستة لاعبين مؤهلون للظهور العام القادم : هل يتم رأب الصدع دون الحاجة إلــى انـتـدابــات جــديــدة؟
لم يعد تفصلنا سوى أيام معدودة قبل استقبال العام الجديد، حيث أوشك العام الحالي على النهاية وخلاله عاش النجم الساحلي على وقع تحقيق بعض النجاحات أبرزها الحصول على لقب البطولة والمشاركة مجددا في رابطة الأبطال الإفريقية، في المقابل فقد عرف أيضا عديد الصعوبات والمشاكل المتعلقة برواسب الماضي القريب ما جعله مهددا بشكل جدّي باستقبال سنة 2024 دون إجراء انتدابات جديدة بما أنه مطالب بخلاص عديد الديون وتسوية وضعيته بعد أن أصدر الفيفا سابقا قرارا يمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد ما لم تتم تسوية مستحقات عدد من اللاعبين السابقين وآخرهم الجزائري الحسين بن عيادة الذي حكم لفائدته بمبلغ يناهز مليون دينار.
في الأثناء فإن الفريق الذي برز في الموسم الماضي مع المدرب فوزي البنزرتي وتوّج بلقب البطولة، يبدو الآن في مفترق الطرق بقيادة المدرب عماد بن يونس، فرغم أنه يسير بخطى ثابتة نحو مرحلة «البلاي أوف» للبطولة المحلية وحافظ على حظوظه في التأهل إلى الدور ربع النهائي من رابطة الأبطال، إلا أن أداءه لم يتطور بالمرة وظل حبيس إنجازات الموسم الماضي، بل إنه لم يتمكن من الظهور بثوب الفريق العتيد القادر على الذهاب إلى أبعد نقطة سواء في المنافسات المحلية أو ضمن المسابقة القارية.
في هذا السياق يوجد إجماع بأن النجم بحاجة ماسة لضخ دماء جديدة سواء من الناحية الفنية والتكتيكية وبالتالي يتوجب على الإطار الفني إيجاد حلول مختلفة، أو من ناحية الرصيد البشري بما أن الرصيد الحالي يفتقد للاعبين قادرين على صنع الفارق وتقديم الإضافة وخاصة من الجانب الهجومي الذي يمثل أهم عنصر معرقل في مسيرة النادي وهو ما تكشّف في أغلب المباريات السابقة.
الحل يمكن من الداخل؟
في هذا السياق يمكن التأكيد على صعوبة مهمة إدارة النجم الساحلي في تجاوز مشكل المنع من الانتدابات سريعا، وتوحي المعطيات الراهنة بأن النجاح في رفع عقوبة المنع من التعاقدات في منتصف الموسم الحالي تبدو شبه مستحيلة بالنظر إلى وجود صعوبات مالية تحول دون التمكن من الإيفاء بالتعهدات وخلاص الديون المتخلدة، فكيف يمكن التصرف إزاء هذا الوضع؟
الثابت والمؤكد في هذا الإطار أن من بين الحلول الممكنة التي قد تكون ناجعة هي إعادة النظر في الرصيد البشري والبحث عن أفق جديد قد يساعد الإطار الفني على توسيع قاعدة الاختيارات وهذا الأمر ربما يكون مرتبطا أساسا بحسن استثمار عدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا مع الفريق في بداية الموسم لأسباب مختلفة لكن لديهم القدرة على المساهمة بشكل فعال في تغيير واقع الفريق.
والحديث هنا يهم أساسا ستة لاعبين مازالوا على ذمة النجم الساحلي غير أن التعويل عليهم سابقا لم يكن ممكنا لأسباب تتعلق بعضها بالظروف الصحية وأخرى مرتبطة بمشكل غياب الجاهزية وعدم التأهل من الناحية القانونية للمشاركة مع الفريق، وهذه القائمة من اللاعبين الذين يمكن أن يوفروا حلولا أخرى تضم كلا من ياسين الشيخاوي وزياد بوغطاس ومحمد أمين بن عمر وكذلك علية البريقي وفهمي بن رمضان إضافة إلى فرج القيرماني.
خبرة «الكبار» مؤثرة للغاية
رغم أن التعويل على الثلاثي الشيخاوي وبوغطاس وبن عمر في وقت قريب يبدو صعبا للغاية إن لم نقل شبه مستحيل بسبب ابتعادهم عن أجواء الميادين لفترة طويلة وخاصة بالنسبة إلى أمين بن عمر، إلا أن الحل لتجاوز مشكل المنع من الانتدابات وإثراء الرصيد البشري يمكن أن يقدّمه هؤلاء اللاعبين، وفي هذا الصدد تفيد المعطيات الأخيرة أن بن عمر وبوغطاس يواصلان فترة التأهيل البدني في قطر، ومن الممكن عودتهما قريبا إلى التدرب مع الفريق ما يسمح تبعا لذلك للإطار الفني بتوسيع قاعدة الاختيارات سواء في الدفاع أو وسط الميدان، أما في ما يتعلق بياسين الشيخاوي الذي تدرب لفترة طويلة مع الفريق فإن وضعه الصحي يبدو أفضل نسبيا وقد يتلقى بين الفينة والأخرى الضوء الأخضر للعودة مجددا للملاعب، وهذا اللاعب في صورة نجاحه كليا في تجاوز مخلفات الإصابة التي تعرض لها منتصف الموسم الماضي يمكن له أن يقدّم دعما كبيرا للغاية للخط الأمامي، فالفريق لاح جليا أنه يعاني من غياب لاعب لديه القدرة على التأثير ويتمتع بمواصفات خاصة تجعله مؤهلا لصنع الفارق باستمرار وهو ما يتوفر لدى الشيخاوي الذي نجح في هذا الأمر كثيرا خلال فترات سابقة.
القيرماني قادر على اتمام الحلقة المفقودة
أما بالنسبة لبقية العناصر البعيدة عن المشاركة مع الفريق، فإن فرج القيرماني يبدو حاليا من أكثر اللاعبين المعنيين بالدخول ضمن الحسابات مع بداية العام الجديد، فهذا اللاعب الذي أنهى منذ حوالي شهر تجربة قصيرة على سبيل الإعارة في البطولة اللاتفية عاد مجددا ليكون على ذمة النادي، وبما أنه يشغل خطة متوسط ميدان هجومي فإنه يبدو مؤهلا بقوة لتقديم الحل الناجع الذي يمكن أن يقضي على مشكل فشل المنظومة الهجومية، لكن هذا الأمر يظل مرتبطا بمدى قدرة القيرماني على إقناع الإطار الفني والنجاح في الظهور بأداء جيد يسمح له بأن يقدّم نفسه كأفضل ما يكون، خاصة وأن مسيرته مع النجم عرفت بعض التقلبات، حيث خرج من الحسابات في مناسبة أولى ولعب على سبيل الإعارة مع نادي حمام الأنف ليعود ويشارك مع الفريق في عدد من المباريات لكنه فشل في كسب التحدي وغادر الفريق مجددا لكن يمكن أن تساعده التجربة اللاتفية على تطوير مستواه وإكسابه الخبرة اللازمة التي يمكن أن تقوده هذه المرة للنجاح.
أما اللاعبان الأخيران ونعني بذلك علية البريقي وفهمي بن رمضان، فقد خرجا من حسابات المدرب عماد بن يونس لأسباب فنية بالأساس، رغم أنهما ساهما في تتويج الفريق الموسم الماضي بلقب البطولة، وفي هذا السياق فإن استمرار وجودهما على ذمة النجم مع إمكانية الفشل في رفع عقوبة المنع قد يتطلب إعادة النظر في وضعيتهما والعمل على إعادة تأهليهما خاصة وأنهما قادران على تقديم حلول جديدة بحكم خبرتهما الطويلة ومؤهلاتهما التي تسمح لهما بتحقيق انطلاقة جديدة مع الفريق.
زبير بيّة يصف وضع النادي بـ”الصعب” للغاية : لا أضـمــن قــدرتي على تحقيق النجاح.. ومهمة الشرميطي تنتهي قريبا
رغم التحسن الملحوظ في نتائج النجم الساحلي خلال الفترة الأخيرة سواء في كرة القدم، بما أن ال…