2023-12-11

رئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية عماد الحزقي : البيروقراطية ساهمت في العزوف عن الانتماء للقطاع المنظم

مثلت‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬37‭ ‬لأيام‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬لرؤساء‭ ‬المؤسسات‭ ‬بمدينة‭ ‬سوسة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬االمؤسسة‭ ‬والطابع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ : ‬التهميش‭ ‬والحلول‭ ‬العالقةب‭ ‬وبحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬والخارج،‭  ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التبرع‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭  ‬لفائدة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر،‭ ‬فرصة‭ ‬لدراسة‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وقد‭ ‬عمد‭ ‬الحاضرون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬الى‭ ‬تشخيص‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتقديم‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬للنهوض‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭. ‬وجاء‭ ‬برنامج‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬ثريا‭ ‬حيث‭ ‬تم‭  ‬تنظيم‭ ‬حلقة‭ ‬نقاش‭ ‬خاصة‭ ‬بعنوان‭ ‬االمؤسسة‭ ‬والتحولات‭ ‬الجيوسياسية‭ :‬بين‭ ‬البراغماتية‭ ‬والقيمب‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬دراسة‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬التونسي‭.‬

ولدى‭ ‬افتتاحها‭ ‬لهذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بعثت‭ ‬وزيرة‭ ‬التجارة‭ ‬وتنمية‭ ‬الصادرات‭ ‬كلثوم‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬برسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬لكل‭ ‬رجال‭ ‬الاعمال‭ ‬والفاعلين‭ ‬الاقتصادين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭  (‬وهم‭ ‬يمثلون‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭) ‬مفادها‭ ‬بأنّ‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬ستظلّ‭ ‬داعمة‭ ‬لهم‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬وستظلّ‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬مناخ‭ ‬أعمال‭ ‬ملائم‭ ‬لضمان‭ ‬مساهمتهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الثروة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وصرحت‭ ‬الوزيرة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬اعلاميا،‭ ‬اأنّ‭ ‬الحكومة‭ ‬ماضية‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬لتوفير‭ ‬مقومات‭ ‬نجاح‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسيين‭ ‬والأجانب‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬القوانين‭ ‬والبرامج‭ ‬والحوافز‭ ‬المشجّعة‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬الخاصةب‭ .‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬لرؤساء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الطيّب‭ ‬البيّاحي‭ ‬أنّ‭ ‬الطابع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬النموّ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واستمرارية‭ ‬الدولة‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التصدّي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭  ‬ولكل‭ ‬مظاهر‭ ‬الفساد‭ ‬قصد‭ ‬إرساء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭.‬

ولمواجهة‭ ‬الطابع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬حقيقية‭ ‬وأن‭ ‬تتكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬ويتم‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬حول‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الملكيّة‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬عادل‭ ‬وفق‭ ‬قول‭ ‬البيّاحي‭ ‬الذي‭ ‬استدرك‭  ‬وقال‭ ‬انحن‭ ‬واعون‭ ‬بعدم‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الطابع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭  ‬أصبح‭ ‬عائقا‭ ‬لنمو‭ ‬وازدهار‭ ‬اقتصادناب‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬التونسية‭ ‬هي‭ ‬مؤسسات‭ ‬تنافسية‭ ‬ذات‭ ‬أداء‭ ‬قوّي‭ ‬ومتماسك‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬والمعقّدة‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬دعمها‭ ‬وتعزيزها‭.‬

وتابع‭ ‬البياحي‭ ‬اعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتحمّل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬والقيام‭ ‬بمراجعة‭ ‬جماعية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬حلّ‭ ‬الوضعية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الحالية‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تثير‭ ‬قلقا‭ ‬ومخاوفب‭.‬

هذا‭ ‬ودعا‭ ‬البياحي‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬وكل‭ ‬المتدخلين‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬الطابع‭ ‬غير‭ ‬الرسمي‭ ‬للنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬وفق‭ ‬قوله‭ ‬اظاهرة‭ ‬تشابه‭ ‬السم‭ ‬والسرطان‭ ‬المستشري‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تعتبر‭ ‬تهديدات‭ ‬حقيقيا‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الرسمي‭ ‬الوطنيب‭ .‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬للرقابة‭ ‬الادارية‭ ‬والمالية‭ ‬عماد‭ ‬الحزقي،خلال‭ ‬حلقة‭ ‬نقاش‭ ‬خصّصت‭ ‬لموضوع‭ ‬االتعقيدات‭ ‬الادارية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسواقب‭ ‬مصرحا‭ ‬اأنّ‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬40‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬الاجمالي‭ ‬الخام‭ ‬تتأى‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬المنظم‭ ‬وهو‭ ‬يشغل‭ ‬نصف‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المتاحةب‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيخلف‭ ‬نتائج‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

واعتبر‭ ‬الحزقي،‭ ‬أن‭ ‬كما‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬الاشتغال‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬المنظم‭ ‬نظرا‭ ‬لغياب‭ ‬نسق‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬يسمح‭ ‬بتوفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬لفائدة‭ ‬الآلاف‭ ‬مما‭ ‬يضطرهم‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬غير‭ ‬مهيكلة‭.‬

ولفت،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬البيروقراطية‭ ‬بمختلف‭ ‬مظاهرها،‭ ‬سواء‭ ‬بالاجراءات‭ ‬المتشعبة‭ ‬او‭ ‬بالآجال‭ ‬الطويلة‭ ‬أو‭ ‬تعدد‭ ‬المتدخلين،‭ ‬تمثل‭ ‬احد‭ ‬الاسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لعزوف‭ ‬الاشخاص‭ ‬عن‭ ‬الانتماء‭ ‬الى‭ ‬القطاعات‭ ‬المنظمة‭.‬

وشدد‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تبسيط‭ ‬الاجراءات‭ ‬وتقليص‭ ‬الاجال‭ ‬واحكام‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬وفتح‭ ‬السوق‭ ‬التونسية‭ ‬والتصدي‭ ‬الى‭ ‬مظاهر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الريعي،‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬رقمنة‭ ‬الخدمات‭ ‬الادارية‭ ‬ورقمنة‭ ‬مساراتها‭ ‬وتطوير‭ ‬النظم‭ ‬المعلوماتية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الترابط‭ ‬البيني‭ ‬بينها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تيسير‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬للمواطنين‭ ‬ودعم‭ ‬المبادرة‭ ‬الفردية‭.‬

وحث‭ ‬الحزقي،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للباعثين‭ ‬الشبان‭ ‬والعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ودعم‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬والتشغيل‭ ‬وبرامج‭ ‬المرافقة‭ ‬والاحاطة‭ ‬بهم،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تكريس‭ ‬الشفافية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عمل‭ ‬الهياكل‭ ‬العمومية‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومة‭ ‬بصفة‭ ‬مكثفة‭ ‬والتعريف‭ ‬بجميع‭ ‬الاليات‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬دعم‭ ‬المبادرة‭ ‬الذاتية‭ ‬والقطاع‭ ‬المنظم‭ ‬وتيسير‭ ‬النفاذ‭ ‬اليه‭.‬

كما‭ ‬اوصى،‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬الادماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للفئات‭ ‬المهمشة‭ ‬وضعاف‭ ‬الحال‭ ‬والدمج‭ ‬الرقمي‭ ‬لصالحهم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬اليوم‭ ‬خارج‭ ‬المنظومة‭ ‬المهيلكة‭ ‬لا‭ ‬تتقن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬تنكولوجيات‭ ‬الاتصال‭ ‬والمعلومات‭ ‬ومع‭ ‬المنظومات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التصدي‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬مظاهر‭ ‬الفساد‭.‬

وبخصوص‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬صرح‭ ‬العضو‭ ‬بالمعهد‭ ‬العربي‭ ‬لرؤساء‭ ‬المؤسسات،‭ ‬زبير‭ ‬الشايب،‭ ‬اانه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬تفادي‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬عبر‭ ‬إحكام‭ ‬التخطيط‭ ‬اللوجستيب‭ .‬

وطالب‭ ‬الشايب‭ ‬بضرورة‭ ‬تخطيط‭ ‬المؤسسات‭ ‬التونسية،‭ ‬كيفية‭ ‬التزود‭ ‬بالمواد‭ ‬الاولية‭ ‬اللازمة‭ ‬للمواطن‭ ‬ودراسة‭ ‬معاملات‭ ‬المحروقات‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التخطيط‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬والقادمة،‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬قصد‭ ‬حماية‭ ‬المنوال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الضربات‭ ‬وتعزيز‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وضمان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل،‭ ‬لاسيما‭ ‬وان‭ ‬تونس‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬وان‭ ‬واجهت‭ ‬عديد‭ ‬الفترات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة،‭ ‬آخرها‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭-‬الاوكرانية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بهدف تعبئة 720 مليون دينار : انطلاق  الاكتتاب في القسط الرابع من القرض الرقاعي الوطني لسنة 2024

انطلقت أمس الأربعاء عملية الاكتتاب في القسط الرابع من القرض الرقاعي الوطني لسنة 2024، الذي…