استعدادا للدخول في فترة الإنتاج : أزمة الحليب تتجه نحو الإنفراج خلال الشهر المقبل
بعد أشهر عديدة من النقص في مستوى التزود بمادة الحليب والتي خلقت تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذين أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم في المحلات التجارية والمساحات الكبرى بحثا عن المواد الأساسية على غرار الحليب والسميد والفارينة السكر والقهوة وغيرها ناهيك عن الوقوف في طوابير طويلة أمام المخابز بحثا عن رغيف خبز … يبدو أن أزمة الحليب تتجه نحو الانفراج بحسب وزارة التجارة وتنمية الصادرات حيث بينت ان فترة النقص في الإنتاج قد انقضت والدخول في مرحلة ذروة الإنتاج خلال الشهر المقبل.
وللحد من النقص المسجل في مادة الحليب ستعمل وزارة التجارة على استيراد كميات كبيرة من الحليب المجفف لاستغلاله في تصنيع مشتقات الحليب على غرار الياغورت والاجبان .من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالإنتاج الحيواني ليمام البرقوقي لـاالصحافة اليومب أن النقص المسجل في إنتاج الحليب خلال الأشهر الماضية وإن كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالدخول في مرحلة تراجع الإنتاج ، إلا أن بلادنا قد اعتادت على هذه الظاهرة ولم نشهد نقصا كبيرا في مستوى التزود بمادة الحليب كما يحدث الآن ، مشيرا الى أن ما تعانيه منظومة الألبان ومربي الأبقار متعلق أساسا بغلاء التكلفة بسبب غلاء أسعار الأعلاف التي أصبحت تثقل كاهل المنتجين ، فبعد أن كان مربو الأبقار يشترون كيس العلف الذي يزن 50 كيلوغراما بـ 10 دنانير منذ عشر سنوات ، ارتفع ثمنه الآن إلى مستوى 81 دينارا ما أدى إلى تراجع كميات الحليب المجمعة التي تدرها البقرة لانها لا تحصل على تغذية كاملة فقد كانت تدر في الغالب 30 لترا من الحليب يوميا بينما انخفض معدله إلى حدود 12 لترا يوميا .
وأوضح البرقوقي أن قطاع الألبان شهد نقصا في الإنتاج بفعل عدم إقرار الزيادات للمنتجين إلى جانب الصعوبات التي يواجهها القطاع بعد أن فقدت منظومة الألبان قرابة 50 ألف بقرة حلوب ما بين سبتمبر 2022 وسبتمبر 2023 ، إضافة إلى أن القطاع يعاني من مشاكل هيكلية تتعلق بتراجع عدد مراكز تأهيل الاراخي من 40 الى 30 مركزا بعد ان اغلقت 10 مراكز نتيجة صعوبات مالية .
الترفيع في اسعار الحليب ضرورة ملحة لديمومة القطاع
ولفت البرقوقي الى ان منظومة الالبان في حاجة الى حزمة من القرارات الحكومية المتمثلة اساسا في اقرار الزيادات بدءا من المنتجين والمجمعين وصولا الى المصنعين على ان تكون هذه الزيادة في حدود 500 مليم ، داعيا في الان نفسه الى ان تكون هذه الزيادة ديناميكية وتتماشى مع كلفة الانتاج . كذلك من بين الاجراءات الاخرى التي يجب على الحكومة ان تتخذها الإجراء المتعلق بالاعلاف وتكلفتها الباهظة من خلال اقرار اسعار تفاضلية لها تراعي الوضعية الاقتصادية لمربي الابقار لا سيما في ظل تواتر سنوات الجفاف التي أثرت على الغطاء النباتي وتقلص المراعي .
تجدر الاشارة الى ان كميات الحليب المجمعة يوميا تصل الى زهاء 1,4 مليون لتر في حين ان معدل الاستهلاك اليومي يناهز 1,8 مليون لتر يوميا اي بعجز في حدود 400 الف لتر يوميا.
لتلبية حاجيات السوق الداخلية : وصول شحنات من السكر والقهوة مطلع الأسبوع المقبل
مازال نسق التزود بمادتي السكر والقهوة بطيئا في الأسواق الداخلية ، حيث يشتكي المستهلك من نق…