2023-11-24

إسرائيل كذبة تنتظر الريح..

تاريخ‭ ‬إسرائيل‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬مجازر‭. ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬تاريخ‭ ‬آخر،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬شيء‭ ‬يصنع‭ ‬معنى‭ ‬للوجود‭ ‬الإنساني‭ ‬أو‭ ‬الحضاري‭. ‬تصنع‭ ‬دبابات‭ ‬ومدافع‭ ‬وصواريخ‭ ‬وقببا‭ ‬حديدية‭ ‬لكي‭ ‬تواصل‭ ‬المجزرة‭ ‬تواريخها‭. ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬الأكاذيب‭. ‬إسرائيل‭ ‬تكذب‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لإعلانها‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬حكاية‭ ‬الرؤوس‭ ‬المقطوعة‭ ‬واغتصاب‭ ‬الأطفال‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬الترويج‭ ‬لها،‭ ‬كافية‭ ‬تماما‭. ‬ويكف‭ ‬الاستماع‭ ‬الى‭ ‬اكاذيب‭ ‬مندوب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتصاب‭ ‬بالقرف‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬أن‭ ‬تتبرأ‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬قصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

القاعدة‭ ‬المعروفة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يكذب‭ ‬مرة،‭ ‬يكذب‭ ‬مليون‭ ‬مرة‭. ‬وليس‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬الذي‭ ‬يكذب‭ ‬كلما‭ ‬فتح‭ ‬فمه‭. ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يتنفسون‭ ‬أكاذيب،‭ ‬وزفيرهم‭ ‬صواريخ‭.‬

قصة‭ ‬الأكاذيب‭ ‬تأسيسية‭ ‬من‭ ‬الأصل‭. ‬ولو‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مؤسس‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ثيودور‭ ‬هرتزل‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬الميعاد،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬نسجها‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬كانت‭ ‬ستتعلق‭ ‬بها،‭ ‬ولكانت‭ ‬بوينس‭ ‬آيريس‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬مقر‭ ‬الكنيست‭.‬

يقول‭ ‬هرتزل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬يومياته‭ ‬اهنالك‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬اختيار‭ ‬فلسطين‭ ‬مثل‭ ‬طقسها‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬معتادين‭ ‬عليه،‭ ‬وضيق‭ ‬مجال‭ ‬التوسع‭ ‬فيهاة‭ ‬إذا‭ ‬ذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬الجنوبية‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬أفضل،‭ ‬لأنها‭ ‬أبعد‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬أوروبا‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسة‭.‬

أقنعه‭ ‬بعض‭ ‬التلموديين،‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬بأن‭ ‬الخطة‭ ‬أكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للنجاة‭ ‬إذا‭ ‬امتزج‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬القومي‭ ‬بالديني‭.‬

صار‭ ‬الكذب‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬االدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفسب‭ ‬الخبيثة‭. ‬وهو‭ ‬احق‭ ‬مشروعب،‭ ‬يصدقه‭ ‬الغرب،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحقيقة،‭ ‬بل‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الكذبة‭ ‬الأولى‭.‬

إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬قبل‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس،‭ ‬تقصف‭ ‬منازل‭ ‬وتجمعات‭ ‬سكنية،‭ ‬وتصدر‭ ‬التهديدات‭ ‬للمستشفيات‭ ‬الاخرى‭ ‬بالقصف،‭ ‬وتقطع‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬وتمنع‭ ‬إمدادات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الحيوية‭ ‬للمستشفيات‭. ‬وهذه‭ ‬كلها‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬تمت‭ ‬كتابة‭ ‬سطورها‭ ‬بدماء‭ ‬آلاف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

يكشف‭ ‬الأمر‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬إسرائيل‭. ‬يكشف‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬استمرأوا‭ ‬الكذبة‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬والثالثة‭ ‬بعد‭ ‬الألف‭.‬

إنهم‭ ‬جبناء‭ ‬أولا‭. ‬يقتلون‭ ‬المدنيين،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الترويع‭. ‬لأنهم‭ ‬يخشون‭ ‬مواجهة‭ ‬السيف‭ ‬بالسيف‭ ‬بين‭ ‬المقاتلين‭.‬

تاريخ‭ ‬إسرائيل‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬مجازر‭. ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬تاريخ‭ ‬آخر‭. ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬شيء‭ ‬يصنع‭ ‬معنى‭ ‬للوجود‭ ‬الإنساني‭ ‬أو‭ ‬الحضاري‭. ‬تصنع‭ ‬دبابات‭ ‬ومدافع‭ ‬وصواريخ‭ ‬وقببا‭ ‬حديدية،‭ ‬لكي‭ ‬تواصل‭ ‬المجزرة‭ ‬تواريخها‭.‬

ضع‭ ‬كلمات‭ ‬اقائمة‭ ‬مجازر‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيينب‭ ‬على‭ ‬محركات‭ ‬البحث‭ ‬على‭ ‬الإنترنات،‭ ‬وسوف‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭. ‬سوف‭ ‬تراه‭ ‬بوضوح،‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكتفي‭ ‬بأعمال‭ ‬القتل‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬قهوة‭ ‬الصباح‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬رؤساء‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬العام‭ ‬1987‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬

جبناء‭ ‬فحسب‭. ‬تسلحهم‭ ‬المتفوق‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجبن،‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستخدمونه‭ ‬ضد‭ ‬جيوش،‭ ‬بل‭ ‬ضد‭ ‬مدنيين‭. ‬الطائرات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحلق‭ ‬فوق‭ ‬منازل‭ ‬المواطنين،‭ ‬لتقصف‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬يُعتقد‭ ‬أنها‭ ‬تضم‭ ‬مقاومين،‭ ‬تقصف‭ ‬غير‭ ‬سائلة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬أطفال،‭ ‬غير‭ ‬سائلة‭ ‬عما‭ ‬يتهدم‭ ‬في‭ ‬الجوار،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقتحم‭ ‬الجنود‭ ‬المدججون‭ ‬المواقع‭ ‬المقصودة‭. ‬

إسرائيل‭ ‬كيان‭ ‬رعديد‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬طبيعته‭ ‬الأولى‭. ‬وهناك‭ ‬سبب‭ ‬لذلك‭. ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬شجرة‭ ‬صناعية‭ ‬لا‭ ‬جذور‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تمد‭ ‬جذورا‭ ‬من‭ ‬الأساس‭. ‬وتخشى‭ ‬أن‭ ‬تُقتلع‭ ‬في‭ ‬هبة‭ ‬ريح‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬قادة‭ ‬جيشها‭ ‬يضربون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬حولهم،‭ ‬خبط‭ ‬عشواء‭ ‬يقصد‭ ‬الترويع‭. ‬يخافون،‭ ‬ويتخذون‭ ‬من‭ ‬إثارة‭ ‬الخوف‭ ‬سلاحا‭ ‬لهم‭. ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬نجاتهم‭ ‬من‭ ‬هبات‭ ‬الريح‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يمكنهم‭ ‬قتله‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬وعلى‭ ‬عدد‭ ‬ما‭ ‬يمكنهم‭ ‬هدمه‭ ‬من‭ ‬المنازل‭. ‬

وهم‭ ‬يروعون‭ ‬حتى‭ ‬حلفاءهم‭. ‬يثيرون‭ ‬في‭ ‬نفوسهم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬اللوبيات‭ ‬الموالية‭ ‬لإسرائيل‭.‬

إسرائيل‭ ‬كيان‭ ‬مذعور‭. ‬صار‭ ‬مدججا‭ ‬بأسلحة‭ ‬نووية‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مذعور‭. ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬سلاما،‭ ‬ولكن‭ ‬السلام‭ ‬نفسه،‭ ‬لم‭ ‬يخفض‭ ‬مستويات‭ ‬الذعر‭. ‬السبب،‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬كيان‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬االتطبيعب‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭. ‬

كتب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليقدم‭ ‬ادعمه‭ ‬المطلقب‭ ‬لما‭ ‬ترتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬يقول‭ ‬اإن‭ ‬شجاعة‭ ‬وإقدام‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مذهلة‭ ‬حقاب‭.‬

أين‭ ‬حصل‭ ‬ذلك؟‭ ‬أين‭ ‬رأيت‭ ‬الشجاعة‭ ‬والإقدام؟‭ ‬وبغير‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء،‭ ‬على‭ ‬ماذا‭ ‬أقدم‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬لكي‭ ‬يذهلك؟

ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬شيئا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بلغت‭ ‬الجريمة‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭. ‬سيأتي‭ ‬غيرهم،‭ ‬وسيحملون‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال،‭ ‬لأنه‭ ‬احتلال‭. ‬وإسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬وتخشى‭ ‬هبة‭ ‬ريح،‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬تنتظر‭ ‬وتخشى‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

للقطع مع ممارسات الماضي ومؤسساته : تونس ورؤية الهدم وإعادة البناء

تواجه تونس اليوم خياراً استراتيجياً في مسارها التنموي يتمثل في كيفية إعادة بناء الدولة وتح…