التعاطي الإعلامي مع موضوع الصحة النفسية ضمن الإستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للصحة النفسية
نظمت وزارة الصحة، ورشة عمل الخميس الفارط ، لفائدة مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام، وبحضور خبراء وأطباء وأخصائيين نفسيين تمحورت حول موضوع االإستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للصحة النفسية في أفق 2030ب وكانت هذه الورشة مناسبة حقيقية لتدارس كيفية التوصّل لعمل مشترك بين المختصين في مجال الصحة النفسية و الصحافيين حيث أكدت بهذه المناسبة الدكتورة فاطمة الشرفي طبيبة نفسية للأطفال المراهقين بمستشفى الرازي أن الهدف من هذه الورشة هو العمل على بناء أرضية عمل مشترك بين الصحافيين والمختصين في الصحة النفسية لتحسين الصحة النفسية والنهوض بها ناهيك عن الدور التحسيسي الذي يضطلع به الطرفان لمساعدة الأشخاص الذين يمرّون بصعوبات نفسية على تجاوزها.
وتعرضت طبيبة الأطفال النفسية ومنسقة اللجنة الفنية لمقاومة الانتحار فاطمة الشرفي خلال مداخلتها، إلى الأخطاء التي يتعرض لها بعض الصحفيين عند طرح حالات أو محاولات الانتحار من بينها التطرق إلى وسائل وطريقة الانتحار أو ذكر المعطيات الشخصية للضحية ومكان وقوع الحادثة، معتبرة أن مثل هذه الأخطاء قد تتسبب في مزيد انتشار هذه الظاهرة.
وقالت إنه من المستحسن أن يعتمد الصحفي على سرديات بديلة لأشخاص ناجين تغيرت حياتهم للأفضل من خلال تلقي العلاج النفسي والاعتماد على نظام حياتي صحي وذي جودة.كما دعت الشرفي الصحفيين إلى مزيد توعية المواطنين وتوجيههم بالاستناد إلى معلومات صحية من مصادر طبية موثوق فيها من الأطباء والأخصائيين النفسيين.
وتقول في هذا السياق الدكتورة ماجدة شعور رئيسة قسم بمستشفى الأمراض العقلية الرازي وأستاذة الطب النفسي ان هذه الورشة تهدف إلى العمل المشترك على تعاط إعلامي ناجع ومسؤول مع موضوع الصحة النفسية مثال ذلك على سبيل الذكر لا الحصر موضوع الانتحار اذ يختلف تناول الموضوع من صحافي الى آخر حيث هناك مواضيع تحقق نتائج ايجابية وأخرى تكون لها تأثيرات سلبية ناهيك عن الدور التوعوي الذي يلعبه الصحفي في توجيه المصابين بالاكتئاب والمرضى إلى المختص وتقديم المساعدة في تجاوز الحالة المرضية وشدّدت على أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام في التوعية والتثقيف في مجال الصحة النفسية فضلا عن الحث على مراجعة الأخصائيين النفسيين فقط عند التعرض إلى أزمات ومشاكل نفسية.
من جهة أخرى أكدت الدكتورة شعور أن صحة التونسي النفسية تدهورت مما أدى إلى ارتفاع الأمراض النفسية على غرار الاكتئاب والقلق ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة منها العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات المناخية التي تعيشها البلاد.
وابرز الخبير في استراتيجيات الصحة العقلية بالمنظمة العالمية للصحة جون لوك رولاند، إنه يتم العمل ضمن الإستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للصحة النفسية في تونس على إعداد دليل حول التعاطي الإعلامي مع مسألة الصحة النفسية، يعتمد على مقاربة حقوق الإنسان، ويشجع الصحفيين على التغطية المتوازنة والمسؤولة من خلال إعداد مقالات ومضامين تساهم في التثقيف وزيادة الوعي والفهم لدى الجمهور لكل ما يتعلق بالصحة العقلية.
ودعا جون لوك رولاند الصحفيين إلى عدم الاكتفاء بالتعرض إلى حالات الانتحار في مقالات عرضية لا تستجيب لأخلاقيات المهنة ناهيك انها تنتهك المعطيات الشخصية للمرضى ..
كما مثّلت هذه الورشة مناسبة حقيقية للصحافيين لطرح الإشكاليات المطروحة في مجالهم والتي تحول دون انجاز مهامهم على أحسن وجه وتبليغ الرسالة المنوطة بعهدتهم في كنف الاحترافية والمسؤولية التامة في كل المجالات بما في ذلك مجال الصحة النفسية وما يمثله من ملف ثقيل له الأهمية الكبرى وبعد فتح قنوات التواصل مع أهل الاختصاص في مجال الطب النفسي وتسهيل الحصول على المعلومة ناهيك عن تلقي التكوين في مجال الصحة النفسية للتمكن من المجال وحسن تأثيث المواضيع والمساهمة بايجابية ومسؤولية في عملية التوعية والتثقيف في مجال الصحة بمختلف تفرعاته .
من أولى أولويات المرحلة : إنعاش المقدرة الشرائية يتصدّر قائمة المطالب الاجتماعية
يعد إنعاش المقدرة الشرائية من أولى أولويات المطالب التي تتصدر قائمة الأساسيات بالنسبة للتو…