الدّو أحسن توظيف قدرات المجموعة .. ونجاح مؤكد للحناشي والسعفي
تجاوز الملعب التونسي بسلام وبكل اقتدار المرحلة الصعبة التي كان يعيشها خلال ذهاب المرحلة الأولى من البطولة، وما تحقق خلال ثلاث مباريات من فترة الإياب جعل كل الأوضاع والمعطيات تنقلب رأسا على عقب لفائدة فريق باردو الذي كان يتهدده سيناريو الموسم الماضي بكل قوة، قبل أن يتحوّل اليوم إلى أحد أبرز المنافسين على التأهل إلى مرحلة البلاي أوف بعد أن حقق ثلاثة انتصارات متتالية جعلته يصعد إلى المركز الثالث ويقلص الفارق الذي يفصله عن المتصدر الحالي إلى نقطة واحدة فقط ويبتعد عن أقرب ملاحقيه بفارق أربع نقاط كاملة، وهذا المعطي يبدو مهما للغاية خاصة مع تبقي ثلاث مباريات فقط خلال هذه المرحلة الأولى من البطولة والتي سيخوض خلالها الفريق اختبارات تبدو قوية ومعقدة ضد قوافل قفصة والنجم الساحلي خارج الديار والنادي الإفريقي في مركب باردو.
لكن حصل في المباريات الثلاث الأخيرة يؤكد أن الملعب التونسي بات يملك الآليات الضرورية والحلول المجدية التي يمكن أن تساعده على تخطي الاختبارات بسلام، ذلك أن المشاكل التي برزت في عدد من المقابلات في بداية الموسم انتفت تماما في اللقاءات الأخيرة وخاصة في مواجهتي الأولمبي الباجي واتحاد بن قردان، والحديث هنا أساسا طريقة تعامل المدرب حمادي الدّو مع الرصيد البشري المتوفر لديه.
في هذا السياق يبدو أنه توصل إلى إيجاد التوليفة المناسبة في خط الدفاع، فالتعويل على ماهر الحناشي أساسيا في مركز ظهير أيمن ساهم بشكل واضح وجلي في تحسن قدرات الفريق سواء من حيث التغطية الدفاعية أو المساندة الهجومية، كما أن التمسك بخدمات نضال اللايفي والتعويل عليه باستمرار في مركز ظهير أيسر رغم الصعوبات التي وجدها هذا اللاعب في بداية الموسم أعطى أكله بما أن أداء اللايفي تطور كثيرا وكان من أبرز لاعبي الفريق في المباراتين الأخيرتين، ومما لا شك فيه فإن نجاح هذا الثنائي ساعد الفريق كثيرا على تحسين أدائه الدفاعي خاصة وأن الإطار الفني نجح أيضا في إيجاد الثنائي المناسب للعب في محور الدفاع، والحديث هنا يخص حمزة بن عبدة الذي يعتبر من ركائز الفريق وكذلك الإيفواري عثمان واتارا الذي أثبت جدارته بأن يكون عنصرا أساسيا على حساب وسام بوسنينة.
وسط ميدان أكثر فعالية
تغييرات الإطار الفني على مستوى التشكيلة برزت فعاليتها في منطقة وسط الميدان، فرغم أن كل الترشيحات في بداية الموسم كانت تصب لفائدة الثالوث الأجنبي المتكون من دومنيك ميندي ولامين انداو وستيف داوسون، إلا أن التطورات في الفترة الأخيرة أعطت شكلا وواقعا جديدا صلب التشكيلة الأساسية التي شهدت في المباراة الأخيرة مشاركة ثالوث تونسي يتكون من سند الخميسي وغازي العيادي وكذلك يوسف السعفي، وهذا الأخير قدّم أداء مقنعا إلى حد كبير في المباراة الأخيرة وكان من أفضل العناصر في تشكيلة فريق باردو، وهذا النجاح يعطي الدليل على أن الإطار الفني تمكن من العثور على التركيبة الأمثل والأكثر نجاعة وفعالية، بل إن عناصر وسط الميدان لعبت دورا مهما للغاية في تحقيق الملعب التونسي انتصارين في المباريات الأخيرة، وهو ما تجلى بشكل واضح في المواجهة الحاسمة خارج الديار على حساب الأولمبي الباجي بعد أن سجل غازي العيادي الهدف الوحيد الذي مكّن الفريق من انتزاع المركز الثالث.
نجاعة أكبر
وإزاء تألق عناصر وسط الميدان وخاصة في عملية التنشيط الهجومي كان من البديهي أن يتحسن أداء الخط الأمامي، ليبرز بلال الماجري من جديد ويتألق حمزة الخضراوي بدوره، وهذا الثنائي استغل كأفضل ما يكون بروز بقية العناصر ليقود الفريق إلى تجاوز عقبة اتحاد بن قردان بسلام، بل إن غياب المهاجم الأول ونعني بذلك هيثم الجويني عن تلك المقابلة لم يكن تأثيره السلبي واضحا بالمرة بما أن هذا الثنائي قدّم ما هو مطلوب منه، وهذا الأمر يثبت أيضا صواب توجهات الإطار الفني واختياراته منذ بداية الموسم، بما أن الفريق سجل إلى حد الآن 13 هدفا أي أكثر من أي فريق آخر ضمن المجموعة الأولى، ولا يتقدم عليه سوى الاتحاد المنستيري الذي ينافس في المجموعة الثانية وسجل 15 هدفا.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…