2023-11-16

الخبير الاقتصادي جمال الدين عويدات لـ«الصحافة اليوم»: لا تداعيات مباشرة على الاقتصاد التونسي جراء الحرب على غزة

‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬عويدات‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬االصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬لأن‭ ‬اقتصادنا‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬منتجة‭ ‬بالقدر‭ ‬المطلوب‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬اقتصادا‭ ‬قويا‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭  ‬السياسيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الفاشلة‭  ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬أزمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬مجمل‭ ‬الميزانيات‭ ‬السنوية‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬2011‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ميزانيات‭ ‬تنمية‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬ميزانيات‭ ‬استهلاك‭ ‬و‭ ‬إنفاق‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬أزمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭.‬وما‭ ‬يخص‭ ‬مدى‭ ‬تأثر‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬تونس‭ ‬بفرنسا‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬تعتبر‭ ‬متضررة‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬الشراكة‭ ‬الذي‭ ‬يربطها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬نظرا‭ ‬لإلغائها‭ ‬المعاليم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬المنتوجات‭ ‬الموردة‭ ‬وهذا‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬تونس‭ ‬لأموال‭ ‬كبيرة‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجنيها‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬الموظفة‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الموردة‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تسمح‭ ‬في‭ ‬فصلها‭ ‬35‭ ‬بإمكانية‭ ‬التراجع‭  ‬عن‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإلغاء‭ ‬المعاليم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬البضائع‭ ‬الأوروبية‭  ‬الموردة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬بإمكان‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬الدفوعات‭ ‬أن‭ ‬يعدل‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المعاليم‭ ‬الديوانية‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬فإن‭ ‬اتخاذ‭ ‬السلطة‭ ‬لقرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬لتونس‭ ‬مداخيل‭ ‬هامة‭ ‬مشيرا‭ ‬أن‭ ‬اللوبيات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬توريد‭ ‬البضائع‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬بيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬لا‭ ‬يناسبها‭ ‬اتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬جعل‭ ‬الوضعية‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ . ‬ودعا‭ ‬السيد‭ ‬عويدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الإنكباب‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬اللازمة‭ ‬و‭ ‬إعداد‭ ‬ميزانية‭ ‬تنمية‭ ‬أي‭ ‬المرور‭ ‬نحو‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬الثروة‭ ‬لتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعطبة‭ .‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر‭ ‬يشير‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬الإقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭  ‬استمرار‭  ‬الحرب‭ ‬واشتداد‭ ‬وطأتها‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭  ‬أسعار‭ ‬النفط‭  ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتضاعف‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثال‭ ‬لما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬1973‭  ‬لما‭ ‬تضاعفت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭  ‬حوالي‭ ‬4‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭  ‬بها‭ ‬تونس‭ ‬تفاديا‭ ‬لتداعيات‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭  ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬موقفها‭ ‬المناهض‭  ‬لإسرائيل‭ ,‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬الخارجية‭ ‬لأن‭ ‬تونس‭  ‬تحتاج‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭ ‬لحوالي‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬كاملة‭ ‬كقروض‭ ‬خارجية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يسببها‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الذي‭ ‬سيطال‭ ‬حتما‭ ‬بالضرر‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة‭ ‬و‭ ‬اختلال‭ ‬الموازنات‭ ‬المالية‭ ‬للدولة‭ ‬التونسي‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬فيه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬لملمة‭ ‬أعطابه‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬أزمته‭ ‬المستمرة‭ ‬والعميقة‭ ‬يعيش‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬متغيرات‭ ‬متسارعة‭ ‬أفرزتها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لتونس‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬و‭ ‬لعل‭ ‬في‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬تونس‭  ‬لتوريد‭ ‬الحبوب‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬سببته‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬التزود‭ ‬بهذه‭ ‬المادة‭ ‬الأساسية‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ , ‬و‭ ‬في‭ ‬خضم‭  ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تغير‭ ‬الخارطة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬تغيرت‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬عديد‭ ‬المعطيات‭ ‬وخاصة‭ ‬الاقتصادية‭ ,‬إندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإسرائلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أيضا‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تمثلت‭ ‬بالخصوص‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬يسببه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬مباشرة‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬إقتصاديات‭ ‬الدول‭ .‬و‭ ‬لعل‭ ‬السؤال‭ ‬الأبرز‭ ‬هنا‭ ‬يتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬الراهنة‭ ‬و‭ ‬المستمرة‭ ‬بين‭ ‬فلسطين‭ ‬و‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬تونس‭ ‬موقفها‭ ‬الداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬مشروط‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تدعم‭ ‬أكبر‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬و‭ ‬منها‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الشريك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و‭ ‬التجاري‭ ‬الأقدم‭ ‬لتونس‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الدورة 44 من مهرجان باجة الدولي: الإفتتاح فلسطيني ..و الإختتام سيكون تونسيا مع ألفة بن رمضان

أثثت السهرة الافتتاحية الرسمية للدورة 44 من مهرجان باجة الدولي يوم 17 جويلية الجاري   فرقة…