بسبب أزمة المياه مصالح الفلاحة تتصدّى للحفر العشوائي للآبار العميقة
اتسعت خارطة العطش خلال شهر أكتوبر 2023 لتشمل 123 تبليغ مقابل 115 تبليغ خلال شهر سبتمبر المنقضي وذلك بحسب آخر بيانات أصدرها المرصد التونسي للمياه وتصدّرت ولاية بن عروس خارطة التّبليغات الواردة على المرصد بـ24 تبليغا من المواطنين بشأن الحقّ في الماء كما جاءت ولاية المنستير في المركز الثاني بـ16 تبليغا فيما جاءت سوسة في المركز الثالث بـ12 تبليغا من المواطنين عن مشكل متعلق بالحق في الماء.وتعلّق 105 تبليغ من هذه التّبليغات بانقطاع في التزود بالمياه فيما شمل 13 منها تسربات للمياه مع تسجيل 4 تحركات احتجاجية وتبليغ واحد عن عدم صلوحية مياه الشرب.
وقد أكد رئيس المرصد التونسي للمياه علاء مرزوق على موقع المرصد بأن تراجع مخزون السدود مرتبط أساسا بسنوات الجفاف التي عرفتها تونس خلال السنوات الأخيرة نتيجة قلة التساقطات المطرية إلى جانب اسوء إدارة الأزمة من قبل الحكومة التي اتخذت إجراءات منقوصةب منتقدا حزمة الإجراءات التي أقرتها وزارة الفلاحة قبل أشهر والتي ازادت في تأزيم منظومة المياه ب حسب وجهة نظرها إذ استهدفت فقط صغار المزارعين ولم تشمل قطاعات تعرف باستهلاك كميات كبيرة من المياه على غرار السياحة والصناعةب.
وتأتي هذه الأرقام في وقت مايزال يتواصل فيه انحباس الأمطار مما انعكس سلبا على وضعية السدود التي تراجعت مخزوناتها العامة من المياه بـ30 بالمائة إلى 533،103 مليون متر مكعب، وذلك إلى حدود يوم 7 نوفمبر 2023، مقارنة بمعدل نفس الفترة خلال السنوات الثلاث الأخيرة الذي بلغ ،762 مليون متر مكعب وفق معطيات صدرت، يوم 8 نوفمبر الجاري، عن المرصد الوطني للفلاحة بخصوص الوضعية المائية.
ولمعالجة هذه الوضعية التي وصفها العديد من الخبراء بـ االكارثيةب كانت وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري،قد قررت جملة من الإجراءات ومنها خاصة فرض نظام تقسيط المياه و تشديد المراقبة على مدى احترام المقرر الذي يحجّر بعض استعمالات المياه لاتخاذ الإجراءات القانونية اللّازمة ضد المخالفين. كذلك وفي ظل تواصل انحباس تساقط الأمطار تم الاتفاق خلال جلسة عمل، التأمت، يوم 4 نوفمبر 2023، خصصت لإعداد خطّة تضمن التزوّد بالماء الصالح للشرب من تحويلات مياه الشمال على برمجة أيام إعلامية تحسيسيّة بكافة ولايات الجمهوريّة، انطلاقا من 13 نوفمبر 2023، حول قيمة الثروة المائيّة.
كذلك وفي إطار متابعة ومراقبة المنظومات المائية والتصدي لظاهرة الحفر العشوائي للآبار العميقة بمختلف معتمديات ولاية القيروان قامت المصالح الفنية للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان بالعديد من التّدخلات والمتمثلة في حجز بعض معدات الحفر بمنطقة الوسلاتية طرزة الجنوبية واستدعاء المقاول وصاحب الأرض من طرف السّلط الأمنيّة، و آلة حفر بمنطقة الثالجة عمادة السرجة من معتمدية حاجب العيون،ومعدات بمنطقة الكرمة من معتمدية الشبيكة، وحفارة بمنطقة الباطن من معتمدية القيروان الشمالية،كما قامت المصالح الفنيّة للمندوبيّة بتحرير محضر جزائي حول وجود بئر أنبوبيّة غير مرخّصة حديثة الانجاز ومجهزة بالطّاقة الشّمسيّة بمنطقة طرزة من معتمدية حفوز وإصدار قرار لردمها من قبل السلط الجهويّة.
كما أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري انه سيتمّ تكثيف الدوريات المشتركة مع السّلط الأمنيّة للتّصدّي لهذه الظّاهرة الخطيرة التّي تهدّد استدامة الموارد المائيّة الجوفيّة خاصّة في ظل تواصل انحباس الأمطار.
وتواجه تونس أزمة مياه تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة وسط تحذيرات من مخاطر الجفاف بفعل تراجع منسوب السدود حيث أكد وزير الفلاحة التونسي عبد المنعم بلعاتي، وفق بيانات الوزارة ، بأن الموارد المائية في البلاد اتشهد تراجعا لم يتم تسجيله من قبل، حيث قدرت نسبة تعبئة السدود بـ 24 %ب.داعيا رؤساء الدوائر المائية إلى االعمل على استغلال كل ما هو منبع للمياه يمكن إدخاله في منظومة مياه الشربب مؤكدا أنه ايقع حاليا مراجعة المقاييس المتعلقة بالموائد الجوفية والمعتمدة في تراخيص حفر الآبارب.
ويرجع العديد من الخبراء أزمة المياه التي تشهدها تونس إلى عوامل مناخية وأخرى هيكلية نتيجة اسوء إدارة الأزمةب، محذرين من اشبه عطشب ما لم تسرع الحكومة في اتخاذ بعض الإجراءات العاجلة.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…