نجاح طبي الاول من نوعه في العالم أبطاله أطباء تونسيون الجيش الأبيض التونسي يواصل انجازاته رغم الصعوبات و النقائص
رغم ما تشهده البنية الصحية العمومية في تونس من اهتراء و نقص كبير في التجهيزات و المعدات علاوة على النقص الحاصل في طب الاختصاص الذي تعاني منه المؤسسات الاستشفائية العمومية في اغلب الولايات والذي تأثر كثيرا نتيجة موجات الهجرة التي تفاقمت بشكل مفزع خلال السنوات الماضية في صفوف الكفاءات الطبية إلا أن الصعوبات و العوائق التي تكبل المهنة في بلادنا اليوم لم تمنع الجيش الأبيض التونسي من المضي قدما في تحقيق نجاحات مدوية يبهر بها العالم من فترة إلى أخرى و ذلك بفضل الكفاءات الطبية التي تصر في كل انجاز تحققه على قهر كل ضعف يواجهها في الإمكانيات و التجهيزات.
آخر ما تحقق في سلسلة هذه النجاحات كان في مجال أمراض القلب والشرايين، حيث أعلنت وزارة الصحة عن تمكن القطب الطبي لأمراض وجراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الرابطة نهاية الأسبوع الفارط من تحقيق إنجاز طبي جديد، هو الأول من نوعه في العالم، ويتمثّل هذا النّجاح في عمليّة زرع نظام فيزيولوجي لتحفيز القلب وذلك عبر تحفيز الفرع الأيسر لامرأة حامل ومصابة ابإحصار بطيني أذيني كاملب واتبديل مصحح للأوعية الكبيرةب، حيث تم عبر تخفيض التعرض للأشعة السينية ودون خطر على الجنين. وتم التحقق من جميع معايير التحفيز الحقيقي للفرع الأيسر، وفق ما ذكرته الوزارة وكلّلت هذه العملية بالنّجاح بفضل تضافر جهود الفرق الطبية وشبه الطبية بقسم الاستكشاف الوظيفي والإنعاش القلبي تحت إشراف رئيس القسم الأستاذ محمد سامي مورالي وبإشراف الأستاذة سناء والي بمعية الدكتورة زينب جباري والدكتورة منال بن حليمة.
و في سياق هذه السلسلة من النجاحات ايضا حقّق الطاقم الطبي من قسم أمراض الأذن و الأنف و الحنجرة بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة خلال اليومين الماضيين نجاح أول عملية زراعة قوقعة اصطناعية أجريت على رجل يبلغ من العمر 40 سنة كان فقد حاسة السمع طيلة الـ10 سنوات الماضية وفق ما أفاد به ، الدكتور وسيم قرماني أستاذ في الطب اختصاص أذنين وأنف وحنجرة في تصريحاته مؤكدا أن وضعية المريض مستقرة وسيباشر لاحقا حصص التقويم. وان هذه العملية الجراحية أنجزت تحت إشراف الأستاذ محمد عبد الكافي رئيس قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة وبتنفيذ من مجموعة من الكفاءات الطبية من الطاقم الطبي بالقسم المعني .
كذلك كللت السنوات الاخيرة بالعديد من النجاحات الطبية التي قادها أطباء أكفاء تونسيون ونذكر منها نجاح الدكتور نبيل الهرمي جراح القلب والشرايين والبالغ من العمر 31 سنة في تجربة سابقة في إجراء عملية على القلب خارج جسم المريض تعدّ الأولى من نوعها في تونس و العالم العربي وإفريقيا ومن خلال استخراج قلب من جسم مريض ومعالجته من التعفنات ثم إرجاعه. إلى مكانه ودون تخطيط مسبق لإجراء هذه العملية لتغيير صمام أو إصلاحه ايضا سجّلت تونس مؤخرا نجاحا طبيا جديدا على مستوى المستشفى الجهوي بالمحرس من ولاية صفاقس اذ قام الدكتور أمين بن عبد الله وفريق التخدير المتكون من الدكتورة نهى العموري والدكتورة أحلام بوصباح وفريق متميّز من الإطار شبه الطبي بإجراء عملية جراحية هي الأولى من نوعها وتتمثل في عملية تثبيت للعمود الفقري وتسريح الأعصاب لمريضة تعاني من مرض يسمّى طبيا بـا canal lombaire etroit anéelesthésis L3.L4ب.
و يواصل الجيش الأبيض التونسي مسار نجاحاته دون ان تعرقله النقائص الموجودة التي تعاني منها المنظومة الصحية ، فمؤخرا نجح ايضا الفريق الطبي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير في إجراء أول عملية دقيقة في جراحة الأعصاب لاستئصال ورم حميد بمنطقة حساسة جدا بين العروق والأعصاب سريعة التلف لإمرأة خمسينية و ذلك تحت إشراف رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب والمسؤول الوطني عن تكوين الأطباء المقيمين في جراحة الأعصاب في البلاد، البروفيسور مهدي درمول الذي استطاع بفضل الشراكة بين قسم جراحة الأعصاب وكلية الطب بالمنستير وكلية الطب بفلانسيا باسبانيا ومعهد الأعصاب ببوسيلي بايطاليا، في تنظيم هذه العملية الجراحية الدقيقة ضمن الدورة التدريبية الأولى لتشريح الأعصاب والتي تواصلت يومي 5 و6 ماي 2023 تحت عنوان اتشريح قاعدة الجمجمة وطرق التدخلب في نسختها الأولى بالمنستير لفائدة الأطباء المقيمين، كما واكب أطباء من تونس والجزائر وليبيا العملية باعتبارها من الحالات النادرة جدّا.
و للإشارة فقد شدّد وزير الصحة علي المرابط يوم السبت المنقضي خلال أشغال الندوة السنوية الـ27 للجنة الوطنية للأخلاقيات الطبية، المنتظمة بمقر بيت الحكمة بقرطاج، على أهمية النظر في مسألة هجرة الكفاءات الطبية وشبه الطبية من عدة جوانب تتعلق أساسا بتحقيق التوازن بين البلدان وإيجاد استراتيجية جديدة منظمة بين الدول لمسألة الهجرة حسب ما جاء في بلاغ للوزارة.
وأكد علي المرابط خلال هذه الندوة التي انتظمت ببادرة من اللجنة الوطنية للأخلاقيات الطبية تحت شعار اهجرة الكفاءات الطبية وشبه الطبية: رهانات أخلاقيةب، على مزيد تشجيع الأطباء الشبان للعمل في تونس لتطوير القطاع الصحي وتحسين مستوى وجودة الخدمات المقدمة للمواطن.
بات يعصف بثوابت القيم والأخلاق : أيّ حدود.. وأيّ حلول.. لظاهرة التنمّر؟
كغيره من الظواهر الهدامة التي باتت تنخر المجتمع أصبح التنمر يتفاقم بشكل ملفت للنظر وينتشر …