2023-11-07

الدكتورة سهى بوقدف مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة لـ«الصحافة اليوم»: لا يمكن الحديث حاليا عن وباء حمى غرب النيل في تونس

سجلت‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الصّحّة‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬يوم‭ ‬الخميس،‭ ‬2‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬وفاة‭ ‬كهل‭ ‬أصيل‭ ‬ولاية‭ ‬توزر‭ ‬وإصابة‭ ‬عشرة‭ ‬أشخاص‭ ‬بفيروس‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل،‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬5‭ ‬إصابات‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬توزر‭ ‬مما‭ ‬استوجب‭ ‬تدخلا‭ ‬عاجلا‭ ‬لتطويق‭ ‬الوضع‭ ‬وحصر‭ ‬الإصابات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكاثر‭ ‬ولا‭ ‬يتطور‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬وبائية‭ ‬بالمنطقة‭.‬

‭ ‬ولمزيد‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬وكيف‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬وأين‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬مؤكدة‭ ‬منه؟‭ ‬ولماذا‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الولايات‭ ‬بالذات؟‭ ‬وهل‭ ‬بلغ‭ ‬مرحلة‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬المناطق؟‭ ‬وماهي‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬منه؟‭ ‬كان‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الدكتورة‭ ‬سهى‭ ‬بوقدف‭ ‬مديرة‭ ‬اليقظة‭ ‬الصحية‭ ‬بالمرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للأمراض‭ ‬الجديدة‭ ‬والمستجدة‭.‬

‭ ‬مديرة‭ ‬اليقظة‭ ‬الصحية‭ ‬بالمرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للأمراض‭ ‬الجديدة‭ ‬والمستجدة‭ ‬سهى‭ ‬بوقدف‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل‭ ‬هو‭ ‬فيروس‭ ‬ينتقل‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬بين‭ ‬الطيور‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مصدره‭ ‬الأساسي‭ ‬والبعوض،‭ ‬ومنها،‭ ‬للبشر‭ ‬وتحدث‭ ‬العدوى‭ ‬البشرية،‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬نتيجة‭ ‬لدغات‭ ‬البعوض‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تغذى‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬الحاملة‭ ‬للفيروس‭ ‬في‭ ‬دمها‭.‬

وفسرت‭ ‬مديرة‭ ‬اليقظة‭ ‬الصحية‭ ‬بالمرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للأمراض‭ ‬الجديدة‭ ‬والمستجدة‭ ‬حدوث‭ ‬هذه‭ ‬الإصابات‭ ‬نتيجة‭ ‬هجرة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬الحاملة‭ ‬للفيروس،‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬نحو‭ ‬جنوبها،‭ ‬ونَقل‭ ‬الفيروس‭ ‬عبر‭ ‬بعوضة‭ ‬للمصابين‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬البعوضة‭ ‬النّاقلة‭ ‬للفيروس،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬تكاثرت‭ ‬نتيجة‭ ‬وجود‭ ‬مياه‭ ‬راكدة‭ ‬شجّعت‭ ‬تواجدها،‭ ‬وتفريخها،‭ ‬وتمّ‭ ‬علاجها‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هياكل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭.‬

وتابعت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بوقدف‭ ‬أن‭ ‬العدوى‭ ‬بفيروس‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النّيل‭ ‬لا‭ ‬تصاحبها‭ ‬أي‭ ‬أعراض‭ ‬مرضية‭ ‬لدى‭ ‬٪80‭ ‬من‭ ‬المصابين،‭ ‬تقريبا‭ ‬فيما‭ ‬يتسبب‭ ‬لحوالي‭ ‬٪20‭ ‬من‭ ‬حاملي‭ ‬العدوى،‭ ‬بالحمى‭ ‬والتّعب‭ ‬والتقيؤ‭ ‬والغثيان‭ ‬والأوجاع‭ ‬الجسدية،‭ ‬وتورم‭ ‬الغدد‭ ‬اللمفية،‭ ‬والطفح‭ ‬الجلدي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬حالات‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬تظهر‭ ‬عليها‭ ‬أعراض‭ ‬وخيمة،‭ ‬مثل‭ ‬التهاب‭ ‬الدماغ،‭ ‬أو‭ ‬الغيبوبة‭ ‬أو‭ ‬الشلل‭.‬

وبينت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬حضانة‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬و14‭ ‬يوما‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لقاح‭ ‬بشريّ،‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬الآن،‭ ‬لوقاية‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬مضاعفاته‭. ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬يتم‭ ‬علاج‭ ‬فيروس‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل،‭ ‬عبر‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية،‭ ‬وتقديم‭ ‬السوائل‭ ‬داخل‭ ‬الوريد،‭ ‬وتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬دعم‭ ‬التنفس،‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬المضاعفات‭.‬

وأبرزت‭ ‬الدكتورة‭ ‬سهى‭ ‬بوقدف‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬سجلت‭ ‬سابقا‭ ‬4‭ ‬أوبئة‭ ‬تتعلق‭ ‬بفيروس‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل،‭ ‬سنوات‭ ‬1997‭ ‬و2003‭ ‬و2012‭ ‬و2018،‭ ‬وأنه‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬يوم‭ ‬2‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬سجلت‭ ‬هياكل‭ ‬الوزارة‭ ‬146‭ ‬حالة‭ ‬يشتبه‭ ‬في‭ ‬حملها‭ ‬للفيروس،‭ ‬أثبتت‭ ‬التحاليل‭ ‬إصابة‭ ‬10‭ ‬حالات‭ ‬منها،‭ ‬بحمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل‭. ‬وتتوزع‭ ‬الإصابات‭ ‬المؤكدة،‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬البشر،‭ ‬على‭ ‬النّحو‭ ‬التالي‭ ‬5‭ ‬إصابات‭ ‬بولاية‭ ‬توزر‭ ‬وإصابتان‭ ‬بولاية‭ ‬قابس‭ ‬وإصابة‭ ‬واحدة‭ ‬بولاية‭ ‬صفاقس،‭ ‬وإصابة‭ ‬واحدة‭ ‬بولاية‭ ‬المنستير‭ ‬وإصابة‭ ‬واحدة‭ ‬بولاية‭ ‬الكاف‭.‬

وتابعت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بوقدف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وبائية‭ ‬لأنه‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬الحالة‭ ‬الوبائية‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬فيروس‭ ‬ما،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬سجلت‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬منه،‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬إصابات،‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬معينة‭. ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬انتشر‭ ‬الفيروس،‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬حالات‭ ‬جماعية،‭ ‬تساوي‭ ‬أو‭ ‬تفوق‭ ‬الثلاث‭ ‬حالات،‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬وجيزة،‭ ‬وفي‭ ‬مكان‭ ‬معين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الحاملة‭ ‬لفيروس‭ ‬حمّى‭ ‬غرب‭ ‬النيل‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المذكورة،‭ ‬باستثناء‭ ‬ولاية‭ ‬توزر‭ ‬الّتي‭ ‬ظهر‭ ‬فيها‭ ‬الفيروس‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يصنف‭ ‬وباء‭.‬

واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬بقية‭ ‬الحالات،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الولايات،‭ ‬والمقدرة‭ ‬بخمس‭ ‬حالات،‭ ‬تعتبر‭ ‬إصابات‭ ‬متفرقة‭ ‬ومحدودة،‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬والزّمان،‭ ‬داخل‭ ‬جهات‭ ‬شهدت‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬الفيروس،‭ ‬في‭ ‬السّنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬ولا‭ ‬تعتبر‭ ‬الحالة‭ ‬وبائية‭ ‬داخلها‭.‬

وأكدت‭ ‬مديرة‭ ‬اليقظة‭ ‬الصحية‭ ‬بالمرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للأمراض‭ ‬الجديدة‭ ‬والمستجدة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬التلاقيح‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬وحيد‭ ‬لمكافحته،‭ ‬عبر‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ناقله،‭ ‬أي‭ ‬البعوضة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬سبل‭ ‬وأماكن‭ ‬تكاثرها،‭ ‬بردم‭ ‬الآبار‭ ‬المهجورة‭ ‬أو‭ ‬إحكام‭ ‬إغلاقها،‭ ‬وغلق‭ ‬خنادق‭ ‬تجميع‭ ‬المياه‭ ‬المستعملة‭ ‬وردم‭ ‬المستنقعات‭ ‬وبجهر‭ ‬الأودية‭ ‬والمجاري‭ ‬وردم‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬الخاصة‭ ‬بفيروس‭ ‬حمى‭ ‬غرب‭ ‬النيل‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬بتظافر‭ ‬جهود‭ ‬كل‭ ‬المتدخلين‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في انتظار القطع مع كل أشكال التشغيل الهش : المــــعــــانــــاة مــــســــتـــمـــرة ..!

يمثل ملف التشغيل تركة ثقيلة للحكومة الحالية ظلت عالقة منذ سنوات ولطالما  مثل نقطة ضغط «سيا…