«طوفان الأقصى» أماط عنها اللثام: عن إزدواجية المعايير في الصحافة الغربية زمن الحروب
على وقع ما يتلقاه قطاع الإعلام في تونس من دروس مكثفة ومحاور مضبوطة في تركيز المهنية والاستقلالية والحيادية بشكل عام ضمن متطلبات المعايير الدولية في مجال الصحافة والإعلام بدا لنا أن طوفان الأقصى عاد بالقضية الفلسطينية للأجندات الإعلامية الغربية التي كشفت الانحياز التام للموقف الصهيوني و التماهي الكامل مع سرديته . فغابت الموضوعية والاخلاقيات والمهنية والمرجعيات التي طالما يعلّمنا إياها الغرب، وحضر التضليل والتشويش والتزوير وأصبح الا صوت يعلو فوق صوت روايةب الاعلام الغربي الذي أخرج العدوّ في دور الضحية.
وتنبني السردية الصحفية الغربية في هذا الخصوص على تبني كل المواقف الصهيونية في علاقة بالمعالجة الإعلامية حتى لكأن هذا الإعلام يهدف إلى تبني المواقف الداعية إلى اعتبار حركات التحرر الوطني هي حركات وعصابات إرهابية كما تحثهم على ذلك وزارة الدفاع للكيان المحتل وتعمل جاهدة بتمويلات سخيّة لإقناع الغرب بهذا التمشي .
هذه القراءة النقدية وغيرها من التحاليل خلص اليها عديد الباحثين في علوم السياسة والاعلام والاتصال أبرزهم الدكتور جمال الزرن الباحث والجامعي في معهد الصحافة وعلوم الاخبار الذي قدّم قراءة تقييمية للتغطية الإعلامية لطوفان الأقصى وذلك لدى اشرافه على يوم دراسي حول االتغطية الإعلامية لعملية طوفان الأقصى : بين التوظيف وأخلاقيات المهنةب انعقد مؤخرا بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار.
وأوضح الدكتور جمال الزرن أن الحروب لها أخلاقيات واتفاقيات والحرب الفلسطينية هي حرب تحرير وحرب استرداد حقوق وهي قضية عادلة وهنا وجب ان تكون اخلاقيات المهنة حاضرة بقوة ومتّزنة وموضوعية وبها كل المعايير التقليدية.
واعتبر انّ الاعلام الغربي اليوم لا يؤمن بهذه الحقوق ويحاول توظيف البروباغندا وتزييف الحقائق وفبركة الأخبار إضافة الى أنه يقوم بالتلاعب بالعقول ويساهم في تزييف التاريخ والجغرافيا، وهنا يكمن دور الاخلاقيات في إماطة اللثام على كل هذه الأشياء.
وبيّن في سياق حديثه أن كل ما يحدث هو مشروع اعلامي استراتيجي اقتصادي تاريخي له علاقة بالذاكرة والاعلام لا يقل شأنا عن كل هذه المستويات التي تدخل في هذا الصراع وتتفاعل معه.
كما دعا الاعلام الغربي الى القيام بمراجعات معتبرا أنه اضرب عرض الحائطب بكل المعايير والتقاليد المشتركة والتي تؤمن أن الهم الإنساني واحد والاشكاليات الإنسانية واحدة. وأكّد أنه لم يعد بالإمكان اليوم الاعتماد على مرجعيات الغرب لا في القانون الدولي ولا في أخلاقيات الاعلام باعتبار أن جلّها تصبّ في مصالحهم ومشاريعهم.
ثمة ما يؤكد اليوم أن الإعلام الغربي يتلوّن حسب الأهداف والغايات التي تمليها التحولات السياسية والعسكرية والاستراتيجيات الدولية بقطع النظر عمّا يسوّقه أرباب ورموز هذا الإعلام الغربي الذي طغى مؤخرا في هضم جانب الرواية الواقعية الفلسطينية في الدفاع عن شرعية مطالبها بشأن الأرض والعرض وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنساق مؤسسات الإعلام الغربي لتشويه هذه المطالب لولا انصياعها وراء مخططات الدول المتغطرسة والتي لا تعترف بالقانون الوضعي الذي رسخته وصادقت عليه نفس هذه الدول .
في نقاط الضغط المروري بمداخل العاصمة : تفشي ظاهرة «خطف الهواتف» وإزعاج مستعملي الطريق
تزايدت في الآونة الأخيرة، ظاهرة السرقة والبراكاجات (الاعتداءات المسلحة أو السرقة بالإكراه…