2023-11-02

تراجع احتياطي النقد الاجنبي الى 112 يوم توريد مستويات ماتزال آمنة رغم المخاوف على واردات المواد الأولية والأساسية

‭ ‬قلل‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬رضا‭ ‬الشكندالي‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تراجع‭ ‬الموجودات‭ ‬الصافية‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬الى‭ ‬112‭ ‬يوم‭ ‬توريد‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬121‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنقضي‭. ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الموجودات‭ ‬الصافية‭ ‬تم‭ ‬استعمالها‭ ‬لخلاص‭ ‬قرض‭ ‬رقاعي‭  ‬للدولة‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬المالية‭ ‬حل‭ ‬أجل‭ ‬خلاصه،مشددا‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لتونس‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مريح‭ ‬رغم‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬مستوى‭ ‬الخطر‭ ‬تنطلق‭ ‬عند‭ ‬النزول‭ ‬الى‭ ‬ماتحت‭ ‬90‭ ‬يوما‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭. ‬لكنه‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬تواصلت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬او‭ ‬اتسعت‭ ‬رقعتها‭ ‬لتشمل‭ ‬دولا‭ ‬اخرى‭ ‬فإن‭ ‬اسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬سترتفع‭ ‬وترتفع‭ ‬معها‭ ‬كلفة‭ ‬اقتنائها‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬وسيؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مخزون‭ ‬البلاد‭ ‬من‭  ‬العملة‭ ‬الصعبة‭. ‬

وتحسبا‭ ‬لهذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬لاسعار‭ ‬النفط‭  ‬قال‭ ‬الشكندالي‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬سابقا‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭  ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬تستورد‭ ‬تونس‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬بالدينار‭ ‬التونسي‭ ‬وليس‭ ‬بالعملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إستعمال‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السياح‭ ‬الجزائريين‭ ‬عندما‭ ‬يفدون‭ ‬الى‭ ‬تونس‭ ‬للسياحة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬انها‭ ‬عملية‭ ‬مربحة‭ ‬للطرفين‭.‬حيث‭ ‬انها‭  ‬تقلص‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬التعامل‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬ولا‭ ‬تخلق‭ ‬مشكل‭ ‬تداين‭ ‬لها‭ ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬ورقة‭ ‬مربحة‭ ‬للجزائر‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬المساعدة‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمامها‭ ‬لمجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬هو‭ ‬تقليص‭ ‬التعاملات‭ ‬بالدولار‭ ‬واضعافه‭ ‬وهو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬عليه‭ ‬البريكس‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬اوضح‭ ‬المتحدث‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬بإمكانها‭ ‬أيضا‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬التحوّط‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬تراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬بمعنى‭ ‬توريد‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬يشترط‭ ‬وجود‭ ‬مخازن‭ ‬متوفرة‭ ‬لذلك‭ ‬او‭ ‬اقتناء‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬وجلبها‭ ‬عندما‭ ‬تستدعي‭ ‬الحاجة‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬لديها‭ ‬مخازن‭ ‬هامة‭. ‬وخلص‭ ‬المتحدث‭ ‬في‭ ‬الاخير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المستوى‭ ‬الحالي‭ ‬للموجودات‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬اي‭ ‬خطورة‭ ‬وهو‭ ‬مستوى‭ ‬مريح‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سابقا‭ ‬ولكن‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬توريد‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬ومواد‭ ‬التجهيز‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬إنتاج‭ ‬المصانع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬خلال‭ ‬العشرة‭ ‬أشهر‭ ‬المنقضية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬هو‭ ‬خلاص‭ ‬الديون‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬توريد‭ ‬متطلبات‭  ‬المؤسسات‭ ‬والمصانع‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭. 

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬احتياطات‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الاجنبية‭ ‬سابقا‭ ‬الى121‭ ‬يوم‭ ‬توريد‭ ‬راجع‭ ‬إلى‭ ‬مساهمة‭ ‬العائدات‭ ‬السياحية‭ ‬وتواصل‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حصول‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬في‭ ‬شهري‭ ‬جوان‭ ‬وجويلية‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬مما‭ ‬مكن‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬احتياطات‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬و‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬الموارد‭ ‬الكافية‭ ‬لتسديد‭ ‬ديونها‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬موفى‭ ‬2023‭. ‬وفي‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لمحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنقضي‭ ‬اعتبر‭ ‬ان‭ ‬تونس‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬ميزان‭ ‬الدفوعات‭ ‬بفضل‭ ‬تحسن‭ ‬التصدير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قطاعات‭ ‬النسيج‭ ‬والملابس‭ ‬والصناعية‭ ‬والميكانيكية‭ ‬وزيت‭ ‬الزيتون،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحسن‭ ‬أداء‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬وأهمها‭ ‬السياحة‭ ‬وتحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬البلاد‭ ‬سددّت‭ ‬البلاد‭ ‬مختلف‭ ‬الفواتير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشراءاتها‭ ‬وديونها‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬قادرة‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره،‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬القسط‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬والمقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬أورو‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬فعلا‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تراجع العجز التجاري أستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي : خطوة مهمة مع ضرورة الانتباه إلى واردات المواد الأولية والمصنّعة

تقلص العجز التجاري التونسي خلال الأشهر الأربعة الاولى من سنة 2024 ليصبح في حدود (4772 -) م…