للحدّ من تأثيرات التغيرات المناخية : نحو حفر سدود سفلية لتجميع المياه ومنعها من التبخر
تزداد المخاوف لدى الفلاحين من تواصل انحباس الامطار وتعثر انطلاق موسم الزراعات الكبرى في المناطق المنتجة في انتظار نزول الغيث النافع ومن جهتها تسعى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الى الحد من ظاهرة الجفاف وايجاد الحلول الكفيلة بالحدّ من تأثيرات التغيرات المناخية وذلك من خلال عزمها بناء 31 سدا في افق سنة 2050 . كما ستقوم بحفر سدود سفلية تحت الارض لتجميع المياه ومنع تبخرها جراء التغيرات المناخية ، علما وان سلطة الاشراف تعمل على هذه الاستراتيجية منذ 4 سنوات عن طريق مكتب دراسات تونسي 100 % .
وفي نفس الاطار اكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة طارق المخزومي لـصحافة اليوم ان تواصل انحباس الامطار الى حد اللحظة يثير مخاوف الفلاحين بسبب تعطل وتعثر نشاطهم الزراعي حيث انه من المفروض انهم قد اتموا عمليات زرع الشعير العلفي و القصيبة لكن شح الامطار جعل الارض غير مهيأة لعملية الزرع وفق قوله .
ودعا عضو المنظمة الفلاحية مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة الى ضرورة التقليص من الزراعات المستهلكة للماء والمعدة للتصدير على غرار الفراولة والطماطم ، اذ تستهلك هذه الزراعات حوالي 83 % من الموارد المائية لبلادنا .
واضاف المخزومي ان انحباس الامطار اثر بشكل كبير على مستوى ايرادات السدود التي تزداد تراجعا يوما بعد يوم فقد وصلت الى مستوى 24,1 % وهو مستوى لم تصله من قبل ، كما ان الفلاح اليوم لم يعد يفكر في الانتاج والمردودية بقدر تفكيره في كيفية حماية أشجاره من الموت على غرار اشجار الزيتون والاشجار المثمرة التي تتطلب الكثير من الماء خلال هذه الفترة من السنة.
وقد ثمن محدثنا جهود سلطة الاشراف في مجابهة موجة العطش التي اجتاحت بلادنا منذ السنتين الماضيتين مبينا ان فكرة حفر سدود سفلية هي بادرة طيبة لا سيما امام انحباس الامطار ، كما ان ظاهرة التبخر تستنزف الموارد المائية الموجودة بالسدود والبحيرات الجبلية وغيرها.
واوضح ذات المصدر ان التحدي الاكبر الذي تواجهه بلادنا ومختلف دول العالم هو الحد من هذه التغيرات المناخية وتوفير المياه لكل المواطنين والقطاعات والتوجه نحو مزيد استعمال المياه غير التقليدية والمياه المحلاة والمستعملة والمعالجة .
وقد باشرت تونس منذ سنة 2015 الى العمل بحلول بديلة لتوفيرالمياه ، بينها انشاء محطات لتحلية مياه البحر خصوصا في مناطق الجنوب ، حيث يعتبر مشروع تحلية مياه البحر بولاية صفاقس احد اضخم المشاريع في بلادنا بكلفة تتجاوز 210 مليون دينار وسيوفر في مرحلة اولى كمية 100 الف متر مكعب من المياه الخاضعة للتحلية يوميا ، وصولا الى 200 الف متر مكعب يوميا في المرحلة الثانية.
الآبار العشوائية تستنزف المائدة المائية
مع النقص الحاد في التساقطات المطرية والتغيرات المناخية التي تعرفها تونس، اصبح البحث عن الماء هاجس الفلاحين في مختلف مناطق الانتاج ، ما شجع على ظاهرة الحفر العشوائي للابار وبحسب المخزومي فان لجوء الفلاحين الى حفر ابار عشوائية مرده الحاجة الكبيرة للماء حتى لا تتعطل فلاحتهم خاصة وان 80 % من العاملين في القطاع الفلاحي في تونس هم من صغار الفلاحين ، اي لا امكانيات مادية لهم ولا مورد رزق لهم غير خدمة اراضيهم على حد تعبيره .
متجاوزا جميع الصعوبات : قطاع التمور يحقق عائدات هامة ويكتسح أسواقا جديدة
يواصل قطاع التمور تحقيق أرقام قياسية في مستوى صادراته حيث ارتفعت بنسبة 32,3 % وذلك الى موف…