مكافحة داء الكلب : نحو وضع خطة للحدّ من ظاهرة الكلاب السائبة وبلوغ صفر وفاة في 2030
في إطار المجهودات المبذولة لمكافحة داء الكلب أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري مؤخرا عن قائمة المراكز القارة التابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية المتوزعة في مختلف الولايات لتلقيح الحيونات ضد هذا الداء الذي مايزال يسجل انتشارا واسعا.
فرغم كل الجهود فقد تسبب هذا الداء ، في وفاة اربعة أشخاص و نفوق 274 حالة عند الحيوان منذ بداية سنة 2023 وإلى حد اليوم و ذلك بحسب تصريحات وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري السيد عبد المنعم بلعاتي لدى إشرافه على الاحتفالية التحسيسية بالمدرسة الاعدادية بحي الشباب بدوار هيشر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب.
اما على مستوى عالمي فقد تسببب الداء في وفاة حوالي 59000 شخص سنويا خاصة منهم الأطفال في البلدان النامية مؤكدا أن تونس تعتبر من البلدان السباقة في مقاومة هذا المرض منذ الثمانينات وأن الدولة التونسية خصصت ميزانية تقدّر بحوالي 6 مليون دينار لمقاومة هذا الداء. وفي ما يخص تكاثر الكلاب السائبة غير المراقبة، أوصى الوزير بوضع خطة عمل مشتركة بين جميع المتدخلين لمراقبتها والحد منها.
ويحذر العديد من المختصين البياطرة من عدم استقرار الحالة الوبائية لداء الكلب واصفين اياها بالخطيرة حاليا مؤكدين أن نسبة 4 وفيات التي يتم تسجيلها تقريبا كل عام تعد مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة ويشدد المختصون البياطرة على ضرورة التقليص من الكلاب السائبة في الشوارع وذلك بهدف الحد من العدوى مبينين أنه في حالة وجود عضة كلب أو خدش يجب غسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، والتوجه مباشرة إلى المستشفى لتلقي المساعدة الطبية والتلقيح.
وتجدر الإشارة إلى أن بلادنا كانت أحيت كسائر الدول اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب الموافق ليوم الخميس 28 سبتمبر من كل عام تحت شعار اكلنا واحد، صحة واحدة للجميعب، وذلك وسط مجهودات لتحقيق الهدف العالمي المشترك المتمثل في ابلوغ صفر حالة وفاة عند الإنسان بسبب عدوى داء الكلب من قبل الكلاب في غضون 2030ب ويأتي هذا الاحتفال وسط انتشار ملفت للنظر للكلاب السائبة التي من شأنها أن تشكل خطرا على صحة المواطن وارتفاع عدد الوفيات بهذا الداء .
وتضمّنت هذه التّظاهرة توزيع مطبوعات وملصقات ومداخلات حول التوقي من داء الكلب ومسابقات للتلاميذ وعرض أشرطة وثائقية بمشاركة الأطفال للتعريف بداء الكلب وكيفية التوقي منه ويوما مفتوحا لتلاقيح الكلاب والقطط بصفة مجانية إذ يعتبر هذا اليوم فرصة لشعوب العالم للتذكير بخطورة هذا الداء وموعدا وطنيا لتعزيز العمل المشترك بين مختلف المتدخلين في البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب والمجتمع المدني والمنظمات العالمية.
كما تضمنت الاحتفالية حملات تلقيح استثنائيّة بالعديد من المناطق سيتم الإعلان عنها عبر قنوات التواصل الرسمية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية كما دعت في الإطار ذاته وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الجميع للمساهمة الفعالة في الحملات المنظمة لفائدتهم مذكرة بأن الحل الأنجع للقضاء على هذا الداء يبقى التلقيح مؤكدة أنها وضعت على ذمة كافة المواطنين برنامجا وطنيا للتلقيح المجاني والإجباري للكلاب والقطط.
ترسانة من القوانين والتشريعات : هل اكتملت حقوق الطفل ..؟
تكاد العديد من الدراسات الرسمية وغير الرسمية الكمية منها والنوعية في تونس كما في غيرها من…