2024-12-25

ينتصر للمرة الثالثة بالثلاثة ثالوث خط الهجوم والاستفادة القصوى من تطور الأداء الجماعي

ربما لا يمكن وصف مدى ارتياح المدرب محمد المكشر عقب الفوز الأخير الذي حققه النجم الساحلي على ملعبه ضد شبيبة العمران، ذلك أن هذا الانتصار جاء ليدعم سلسلة النتائج الإيجابية ويؤكد كذلك هذا التحسن المطّرد في مستوى الفريق الذي تمكن في ظرف وجيز من تجاوز أزمة بداية الموسم والانتقال من وضعية المنافس على المراكز الأخير إلى مرحلة المنافسة بكل جدية على المراتب الأولى، خاصة وأن الفوز في لقاء الأحد الماضي جعل النجم يقفز إلى المركز الخامس بمعية الترجي الرياضي وبفارق ست نقاط فقط عن صاحب الصدارة.
في هذا الوضع المميز الذي يعيشه النجم، لا يمكن المرور دون الحديث عن تطور أداء الفريق من الناحية الهجومية، ذلك أن النجم استطاع أن يحسم لقاءه ضد العمران بثلاثية نظيفة، وبالمناسبة فإن الفوز بثلاثة أهداف تحقق للمرة الثالثة هذا الموسم، فبعد الانتصار في جرجيس على الترجي الجرجيسي بنتيجة 3ـ2 ثم الفوز خارج القواعد على اتحاد بن قردان في الجولة قبل الماضية بنتيجة 3ـ1، استطاع زملاء بن شوق هذه المرة حسم المواجهة في ملعب سوسة بثلاثية مقنعة ودون رد، والأمر الإيجابي في هذا السياق أن النجم الساحلي استطاع تحقيق فوزه الخامس على التوالي، وخلال كل هذه المقابلات استطاع أن يسجل 13 هدفا بالتمام والكمال أي بمعدل 2،6 هدف في كل مقابلة، وهو معدل جيد للغاية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما مرّ به الفريق من صعوبات هجومية كبيرة للغاية منذ الموسم الماضي، والدليل على ذلك أن النجم لم يسجل قبل سلسلة هذه المباريات سوى هدفين فقط في ثمانية لقاءات متتالية في بداية الموسم، أما اليوم وعقب خوض 12 جولة فإن الفريق يحتل مركزا جيدا في ترتيب الهجوم بل إن الفارق الذي يفصله في عدد الأهداف عن الاتحاد المنستيري صاحب الصدارة حاليا لا يتجاوز هدفا واحدا.
الكلمة العليا للمهاجمين
وما يمكن تأكيده في هذا السياق أن مصدر ارتياح الإطار الفني يعود بشكل كبير إلى تحسن مردود المهاجمين الذين استطاعوا أن يكسبوا الرهان ويقدّموا أداء مميزا ومقنعا إلى حد كبير، والحديث هنا يخصّ أساسا كلا من فراس شواط الذي نجح في التسجيل على امتداد أربع مقابلات متتالية ليحصد في رصيده خمسة أهداف جعلته يرتقي إلى صدارة الهدافين بمعية يوسوفا أومارو، فضلا عن ياسين الشماخي الذي كان بمثابة «العائد من الموت»، فهذا اللاعب فشل على امتداد الموسم الماضي في تسجيل أي هدف وكان معنيا بالمغادرة خلال الصائفة الماضية قبل أن يتم الإبقاء عليه لكن بداياته هذا الموسم كانت متعثرة قبل أن ينتفض في الفترة الأخيرة ويصبح من بين أهم وأبرز ركائز الفريق وأحد أنجح عناصر المنظومة الهجومية مبرزا هذا التحسن بعد تسجيل هدفين خلال المباريات الأخيرة، شأنه في ذلك شأن راقي العواني الذي عانى كثيرا من تردي مستواه على امتداد فترة طويلة قبل أن يستعيد مستواه المعهود وينجح بفضل اجتهاده الواضح وتمريراته الحاسمة في المساهمة بشكل فعال ومؤثر في تحسن أداء الفريق من الناحية الهجومية.
العمل الجماعي هو الأساس
لكن يجب الاعتراف بخصوص هذا التحسن الواضح والجلي على مستوى النجاعة بأن تطور الأداء العام ونجاح أغلب اللاعبين في تقديم عروض جيدة كان له مفعول إيجابي وواضح في قدرة النجم على الظهور بأفضل العروض على المستوى الهجومي، ولعل العودة إلى مباراة بنزرت الذي شكّلت منعرجا حاسما في مسيرة النادي هذا الموسم قد تكون مسألة مهمة للتأكيد على أن هذا التطور الهجومي كان مرتبطا بتطور أداء أغلب اللاعبين على غرار ثنائي الدفاع صلاح الدين الغدامسي وغفران النوالي، فهذا الأخير تحول من لاعب يتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة للغاية إلى عنصر مؤثر ومساهم في عملية التنشيط الهجومي، تماما مثل حسام بن علي الذي استعاد سالف تألقه ونجح في مهامه على مستوى تمويل الخط الأمامي بتمريرات مؤثرة، وهو ما ينطبق ذلك على عناصر خط الوسط على غرار أسامة عبيد وفادي بن شوق، وتبعا لذلك يصحّ القول إن نجاح المدرب محمد المكشر في إعادة الثقة للاعبين وخاصة في القضاء على بعض النقائص والمشاكل وخاصة من الناحية البدنية والذهنية إضافة إلى نجاحه في تغيير تمركز بعض اللاعبين وفي مقدمتهم ياسين الشماخي، كان سببا مباشرا في تطور أداء ثالوث الخط الأمامي الذي ظهر بمستوى مطمئن ومرضي إلى حد كبير خلال المباريات الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رغم بعض البوادر الإيجابية : تفادي عقوبة المنع من الانتدابات صـعـب للغـايـة.. وعـودة كــشـريـدة غـيــر واردة

يتمنى جميع المحيطين بالنجم الساحلي نجاح إدارة النادي في تجنب العقوبة المنتظرة بخصوص المنع …