عضو بالمنظمة الفلاحية مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة يؤكد : تأثير طفيف للأمطار الأخيرة على ايرادات السدود ودعوة لمزيد ترشيد استهلاك الماء
تشهد مختلف ولايات الجمهورية تقلبات جوية قوية رافقها نزول كميات هامة من الأمطار خاصة ولايات الشمال والشمال الغربي كانت أعلاها بمنطقة بني مطير من ولاية جندوبة وذلك بتسجيل 44 مم و 36 مم بعين دراهم ، 29 مم بنفزة و 26 مم بسد «بربرة» و 22 مم بسد «كساب» و ذلك حسب مؤشرات المعهد الوطني للرصد الجوي.
ويعقد أهل الاختصاص آمالا كبيرة على هذه الأمطار سيما في مستوى تعبئة السدود التي تشكو نقصا كبيرا حيث لا تتعدى نسبة امتلائها 19 %و هي وضعية حرجة للغاية.
و في هذا السياق أفاد عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري مكلف بالموارد الطبيعية طارق المخزومي لـ «الصحافة اليوم» أن كميات الأمطار التي تم تسجيلها خلال اليومين الماضيين كان تأثيرها طفيفا على ايرادات السدود سيما وأنها كانت بكميات متفاوتة اضافة الى أن نسبة الرطوبة في التربة منخفضة، كما أنها لم تكن غزيرة بالشكل المطلوب حتى تتشكل السيول التي من شأنها أن تدعم مخزونات السدود.
لكن اذا تواصل نزول الأمطار بنسق غزير خلال الفترة المقبلة فانه من المتوقع أن تكون السدود في وضعية أفضل بكثير ، علما و أن الخبراء في مجال المناخ يتوقعون بأن يكون فصل الشتاء ملائما جدا لنزول الأمطار بمناطق الشمال و الشمال الغربي عكس فصل الخريف الذي اقتصر فيه نزول الغيث النافع على ولايات الوسط والجنوب فقط.
ولفت ذات المصدر الى أن مشكل المياه في بلادنا يتطلب حلولا جذرية على أرض الواقع وعدم الاكتفاء بحلول السماء خاصة مع بروز ظاهرة الانحباس الحراري التي ألقت بظلالها على بلادنا وعلى العالم بأسره. ويرى الخبراء في مجال الموارد الطبيعية و التنمية المستدامة أنه بامكان حل مشكلة نقص الموارد المائية مستقبلا عبر معالجة 250 مليون متر مكعب وتحلية 180 مليون متر مكعب أخرى من مياه البحر بحلول 2030 اضافة الى تغذية المائدة المائية في 100 موقع ووضع سياسات للحد من تبذير المياه، والتفكير جديا في كيفية دعم قدرات الدولة في تعبئة موارد اضافية من المياه لاستخدامها وقت الجفاف وهو ما لم تقم به الحكومات المتعاقبة.
بالرغم من أن الأمطار التي تم تسيجلها مؤخرا لم تكن كافية لتعبئة السدود، الا أنها كانت ايجابية جدا فقد تزامنت مع موسم البذر فكان لها وقع طيب في نفوس الفلاحين الذين استبشروا كثيرا بها ، فهي تساعد في تطور عملية الانبات بالنسبة للحبوب، القمح و الشعير و الأعلاف و غيرها وفق محدثنا مبينا أن موسم البذر قد تقدم بنسبة 80 و 90 % بالرغم من النقص الحاصل في مادة البذور التي أقلقت الفلاحين لكن تم حلحلة هذا المشكل بتوفير حاجيات الفلاحين من البذور.
كما ساهمت هذه الأمطار في انتعاشة الأشجار المثمرة و قطاع الزيتون حيث أن موسم الجني شارف على نهايته وانطلقت في بعض الولايات عمليات التحضير للموسم المقبل.
وللتذكير فان تونس تحتل المرتبة الـ 30 عالميا من حيث ندرة المياه، حيث تبلغ حصة الفرد من الماء 420 متر مكعب سنويا وهي نسبة تقل بنسبة 50 % عن السقف الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.
تقديم موعد موسم التخفيضات الشتوية لسنة 2025 : فرصة لتنشيط الاقتصاد ودعم المقدرة الشرائية
في خطوة استثنائية تهدف إلى تحفيز الحركة الاقتصادية ودعم القدرة الشرائية للمستهلك التونسي، …