من صدمة عقوبة الحفناوي إلى ذهبية الجوادي : السباحة التونسية تصنع الحدث مجدداً

نجحت السباحة التونسية في السنوات الماضية في رفع راية الرياضة التونسيّة في أهم الأحداث والبطولات في العالم، إضافة إلى الألعاب الأولمبية، خاصة بعد سنوات كان خلالها أسامة الملولي نجماً عالمياً يصنع الفارق باستمرار. وقد كانت الفترة الماضية مليئة بالأحداث في رياضة السباحة، خاصة إثر عقوبة أيوب الحفناوي، البطل الأولمبي، الذي يواجه خطر عدم المشاركة لمدة 20 شهراً في حال لم ينجح في كسب الطعن الذي تقدم به، ومباشرة بعد هذه الواقعة، أهدى الشاب أحمد الجوادي (19 عاماً)، تونس الميدالية الأولى لها في بطولة العالم للسباحة في مسابح الـ25 متراً، المقامة حالياً في العاصمة المجرية، بودابست، عندما حصل يوم الثلاثاء، على ذهبية سباق 1500 متر.

واحتل الجوادي المركز الأول في سباق الدور النهائي، محققاً توقيتاً قدره 14.16.40 دقيقة، ليتغلب على كل منافسيه من مختلف جنسيات العالم، معلناً ولادة بطل تونسي جديد في رياضة السباحة، بعد الأسطورة أسامة الملولي، وخليفته البطل الأولمبي والعالمي، أحمد أيوب الحفناوي.

وقدّم الجوادي (19 عاماً) أوراق اعتماده، منذ دورة الألعاب الأولمبية، التي أُقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس، خلال الصيف الماضي، عندما تأهل إلى الدور النهائي لسباق 800 متر، واحتل بشكل مفاجئ المركز الرابع، وكان قريباً من انتزاع البرونزية، في أول مشاركة أولمبية بمسيرته. وبهذا التتويج، ارتفع سقف طموحات الجوادي، الذي سيشارك كذلك في سباقي 400 و800 متر ضمن منافسات بطولة العالم بالمجر، وتتواصل حتى 15 ديسمبر. ومن شأن هذا الإنجاز البطولي أن يمنح السباحة التونسية دفعاً قوياً ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت في كل مر بروز اسم جديد يحمل المشعل وكذلك الآمال، كما أن نجاح الجوادي سيحفز بقية السباحين والرياضيين بشكل عام، باعتبار أنه كذب كل التوقعات وانتصر على كل الصعوبات التي اعترضت طريقه.

الملولي يحتفل بخليفته الجديد

كان موقف البطل العالمي، أسامة الملولي إيجابيا للغاية، عندما نشر على حسابه على فايسبوك تدوينة تغنى فيها بإنجاز الجوادي، وقال البطل الألمبي السابق: «حماة الحمى تدق في قلب المجر، تحتضن عاصمة المجر بطولة العالم للسباحة هذا الأسبوع من 10 إلى 15 ديسمبر. نهائيات مسابقات اليوم الاول انطلقت مساء اليوم وكل الآمال كانت معلقة على اطول سباق في البرنامج: 1500 متر سباحة حرة رجال. ممثل المنتخب التونسي هو من شباب الضاحية الشمالية للعاصمة بمدينة المرسى ولا يتجاوز عمره ال19 سنة. احمد الجوادي إسم صاعد منذ بضعة سنين على المستوى العالمي واليوم يدخل التاريخ باحرازه الذهب ليصبح ثاني بطل عالمي في تاريخ السباحة التونسية والعربية في المسابح القصيرة 25م. تونس الولادة تعد وتفي وإبداع شباب بلادنا لا حدود له. جاء الجوادي ليجسد مرة اخرى ان المستحيل ليس تونسي وهو اليوم يعتبر افضل مثال لشبابنا في الإقدام على التألق والتفاني في الآداء(…)».