القطع في الرباط الصليبي يضرب مجددا : الأسـبـاب تـعددت والإمـكـانيـات الـمـتاحة حـاليا تــسمح بالتعافي
لم يكن ياسين مرياح محظوظا بالمرة خلال المقابلة الأخيرة لفريقه الترجي الرياضي، ففي مقابلة كانت ناجحة إلى حد كبير لفريق باب سويقة فإن الفرحة بالفوز الكبير على حساب نادي دجوليبا المالي قابلتها حالة من الاستياء والأسف بعد تعرض بعض لاعبي الفريق للإصابة وفي مقدمتهم مرياح الذي بدت إصابته حادة وهو ما أكدته الفحوصات الطبية التي أثبتت أن اللاعب تعرض لإصابة على مستوى الرباط الصليبي وهو ما يحتّم خضوعه للتدخل الجراحي وبالتالي سيغيب لفترة طويلة عن الملاعب.
وما يزيد من تأثير هذه الإصابة أن مرياح تعرض سابقا لإصابة مماثلة وتحديدا خلال مشاركته مع المنتخب الوطني في منافسات كأس العرب التي أقيمت سنة 2021 حيث أبعدته لأشهر عديدة عن الواجهة قبل أن يعود أقوى من ذي قبل ويكون ضمن قائمة المشاركين في كأس العالم بقطر بعد عام تقريبا من تاريخ تعرضه لتلك الإصابة، وبما أن مرياح تعرض مجددا لهذه الإصابة فإن عديد الأسئلة التي ترافق مستقبله الرياضي وخاصة مدى خطورة هذه الإصابة والوقت الذي تفرضه العلاج، والأمر الثابت أيضا في هذا السياق يرتبط أيضا بوضعية فريقه الذي خسر منذ فترة خدمات مدافعه المحوري الآخر الجزائري توغاي، لذلك فإن ابتعاد مرياح يعتبر بمثابة «الضربة» القوية لدفاع الترجي الذي يواجه على عدة محاور وخاصة في مسابقة رابطة الأبطال..
أكثر الإصابات شيوعا.. ولكن
لعل إصابة مرياح تدفع للحديث عن نوعية هذه الإصابات التي يخشاها كل اللاعبين، والسبب واضح في ذلك بما أن القطع في الرباط الصليبي يؤدي في أغلب الأحيان إلى الخضوع للتدخل الجراحي والابتعاد لفترة طويلة عن الملاعب، وفي هذا السياق فإن بعض هذه الإصابات كان لها تأثير سلبي في مسيرة عدد كبير من اللاعبين ومن أبرزهم في تونس اللاعب السابق للمنتخب الوطني محمد أمين بن عمر الذي كان أحد ألمع نجوم الكرة في بلادنا لكن إصابته منذ سنوات على مستوى الرباط الصليبي عطّلت مسيرته وتسببت في معاناته طيلة المواسم الماضية من تبعات تلك الإصابة، كما فرضت الإصابة ذاتها على ياسين الشيخاوي بالاعتزال، والأمثلة عديدة في العالم وهو ما يبين مدى تأثير مثل هذه النوعية من الإًصابات على مسيرة اللاعبين. فقد تعرض الكثير من اللاعبين في بداية الموسم الحالي للإصابة مثل رودري لاعب مانشستر سيتي وكارفخال نجم الريال وحارس برشلونة تير شتيغن ومدافع جوفنتوس بريمر وغيرهم من اللاعبين الذين طالتهم لعنة الرباط الصليبي.
لكن في هذا السياق تحدث الدكتور سهيل الشملي طبيب المنتخب الوطني لكرة القدم لموقع «العربي الجديد» ليبيّن أن الإصابة على مستوى الرباط الصليبي لا تعتبر الأخطر في عالم كرة القدم، مبرزا أن هناك إصابات أخرى مثل الارتجاج في المخ تبدو أكثر حدّة ويمكن أن تعرض حياة اللاعب المصاب للخطر وهو ما جعل الفيفا تسن بعض القوانين وتسعى إلى اتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية اللاعبين.
أسباب عديدة والنتيجة واحدة
وفسّر الشملي طبيب المنتخب الوطني أسباب حصول مثل هذه النوعية من الإصابات بعدة نقاط، معتبرا أن الإصابة بقطع على مستوى الرباط الصليبي تنقسم إلى نوعين، حيث يتعلق الأول بحصول تدخل خارجي أي من قبل أحد اللاعبين المنافسين أو أن يقوم اللاعب المصاب بحركة عادية يمكن أن تسببت في حصول الإصابة. وأفاد في السياق ذاته أن أغلب الإصابات تتعلق بوضعية اللاعب من الناحية البدنية وكذلك الذهنية، مفسرا ذلك بالقول: «يمكن أن تكون الإصابة على مستوى الرباط الصليبي فقط ويمكن أن تسبب في إصابات على مستوى بعض الأجزاء الأخرى في الركبة مثل الغضروف، أما السبب البارز لحدوث هذه الإصابات فهو مرتبط بعدم التوازن بين العضلات وخاصة العضلة الرباعية الأمامية والعضلة الخلفية، كما أن الجهود المكثفة التي يقوم بها اللاعب في حيز زمني قصير يلعب دورا هاما في حصول هذه الإصابات».
قبل أن يشير إلى كثرة المباريات دون أن يتم استرجاع الحالة العادية للعضلات تعتبر سببا رئيسيا لحصول هذه الإصابة، مؤكدا أن حالة الملاعب تعتبر كذلك من الأسباب المباشرة لتعرض اللاعبين لمثل هذه النوعية من الإصابات، فضلا عن الحالة النفسية للاعب وخاصة عندما يتعرض لضغوطات كبيرة ولا يكون جاهزا بالشكل الملائم من الناحية الذهنية.
الوضعية البدنية للاعب تحدد فترة التعافي
بالتوازي مع تأكيده أن هذه الإصابات يمكن أن تصيب اللاعبين الشبان معتبرا أن هذه النوعية تبدو مؤثرة للغاية ويمكن أن تتسبب في تعطل تطور اللاعب المصاب، فقد أوضح الشملي أن فترة العلاج والتعافي تمتد بين أربعة أشهر ونصف وثمانية أشهر، وهذا الأمر مرتبط بالوضع البدني للاعب المصاب وخاصة عامل السن الذي يمكن أن يلعب دورا مهما للغاية في مدى قدرة اللاعب على التعافي سريعا.
وفي الغالب فإن فترة العلاج تمتد في المتوسط على ستة أشهر أو ستة أشهر ونصف حسب تأكيدات طبيب المنتخب الوطني، الذي أوضح أن من أهم أسباب تفادي الإصابات على مستوى الأربطة المتقاطعة مرتبط بضرورة وجود التوازن بين عضلات الجسم وكذلك حالة اللاعب من الناحية النفسية، إضافة إلى أهمية حياته اليومية حيث يظل اللاعب مطالبا بضرورة مراعاة النوم بالمعدل الطبيعي والتغذية السليمة وشرب السوائل بشكل دائم ومكثف.
وضع أفضل حاليا
فـــي السابق كان التعــرض للإصابة على مــــسـتوى الرباط الـصليبي بمـــــثابة الحدث المأساوي الذي يمكن أن يهدد مسيرة اللاعب المصاب، لكن رغم ذلك فقد تمكن عدد كبير من اللاعبين من العودة بقوة إلى الملاعب وفي مقدمتهم البرازيلي رونالدو الذي احتاج لفترة طويلة للغاية من العلاج قبل أن يتجاوز آثار إصابته الحادة، لكن خلال السنوات الأخيرة تطورت أساليب العلاج وبات بمقدور اللاعب المصاب العودة بسرعة وأمان أكبر إلى الملاعب، والأمثلة عديدة في هذا السياق حيث تعرض عدد هام من اللاعبين على مستوى العالم لإصابات حادة لكنها لم تؤثر بالمرة في مستقبلهم، وهذه العودة سريعة تتطلب بالضرورة التقيد بنظام معيشي صارم ومتوازن من شأنه أن يقي اللاعب من خطر التعرض لهذه الإصابة في المقام الأول، ويساعده كثيرا على العودة إلى الملاعب في أسرع وقت ممكن
تألقه قد يقوده للخروج من الفريق : احتجاب محيّر لأومــــــــارو.. وفرضية المـغـادرة فـي الـمـيركـاتـو الـشـتوي واردة
كان اللاعب الدولي النيجري يوسوفا أومارو واحدا من أهم صنّاع نجاح الملعب التونسي خلال بداية …