الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة
نظم أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو مجلس نواب الشعب تحت عنوان « أين حقي من الميزانية»…
حيث بينت الدكتورة الباحثة في الآداب واللغة العربية مريم الدزيري ممثلة عن تنسيقية الدكاترة الباحثين المقصيين عن العمل أن المسيرة كانت نتاجا لعدم ذكر الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل في الميزانية ويريدون معرفة إن كانت هناك قرارات تشملهم في هذا الصدد خاصة وأنهم قدموا مقترحات لرئاسة الجمهورية ..وتضيف بعد إغلاق المنصة التي بلغت الإحصائيات فيها حاليا 5400 دكتور من الضروري التعجيل بمجلس وزاري استثنائي وبرئاسة الحكومة والجمهورية للنظر في ملفهم وإنصافهم وقد طالت فترة انتظارهم وقطار العمر يمر ولا يترقّب من خلال تحديد الشغورات بالمؤسسات استنادا للإحصائيات المتوفرة بالمنصة وتحديد الدفعات بناء على مقاييس محددة ومضبوطة…
وتؤكد الدزيري أن الحل الجذري يكمن في إدماج الدكاترة في هياكل البحث التي تقدر بـ110 هيكل بحث علمي مؤكدة أن تشغيل الدكاترة يمثل آلية حقيقية للنهوض بالبلاد وتطويرها في مختلف الاختصاصات كما يعد خطوة إيجابية للاستفادة من الزاد المعرفي الكبير وعدم تصديره للدول الأخرى التي تتلاقف الكفاءات دون تردد وتضيف محدثتنا أن المسيرة تتزامن مع وجود وزير التعليم العالي بمجلس نواب الشعب لمناقشة ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي…
في السياق ذاته يقول الدكتور الباحث محمد علي ثامري أن ملف البطالة في صفوف الدكاترة الباحثين من الملفات الثقيلة التي تستوجب حلولا شاملة لإنصاف نخبة البلاد وصفوتها وعدم التفريط فيها للآخر من خلال ترحيل زادهم المعرفي لدول أخرى أو التفريط بها لتنهشها البطالة المطولة وتتآكل سنوات العمر على مقاعد الانتظار القاتلة …ويضيف أن معاناة الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل مازالت متواصلة والنزيف لم يتوقف بعد ويقول في الان ذاته أن الدكاترة الباحثين يراهنون على الرئيس قيس سعيد الذي راهن بدوره على الشباب وراهن على الكفاءات وباعتبار أننا في مرحلة البناء والتشييد يوجه محدثنا رسالة باسمه وباسم كافة الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل رسالة يعتبرها بسيطة لكن معانيها كبيرة لأعلى هرم السلطة أن ينصفهم خاصة وان إيمانهم فيه كبير بتقديره لنخبة البلاد وقد عبر عن ذلك في عديد المناسبات وإعطائها الفرصة لخدمة الوطن كل من مكانه ومن اختصاصه ودعا محدثنا في رسالته الرئيس قيس سعيد إلى اتخاذ إجراءات صارمة في تنفيذ القرارات خاصة في ما يخص القطع مع التشغيل الهش باعتبار أن تمظهراته مازالت متواصلة والدليل على ذلك وفق محدثنا تواصل العمل باليات التشغيل الهش .ويشير أن البناء لا يكون إلا بالنهوض بمجال البحث العلمي وتطويره وايلائه الأهمية اللازمة مستدلا في ذلك ببعض الدول المتقدمة التي عرفت قفزة نوعية في اقتصادياتها على غرار ماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والتي راهنت على البحث العلمي وأولته الأهمية الكبرى فكانت النتيجة نجاحات نوعية يحققها أبناؤها من الكفاءات وغيرهم فالأمم وفق محدثنا لا تتقدم إلا بالعلم وبزاد نخبتها..
ويؤكد محدثنا ان مطلب الدكاترة الباحثين اليوم هو التسريع في تمكينهم من حقهم المشروع في العمل صلب هياكل البحث فالعديد منهم يمر بوضع اجتماعي ونفسي صعب ، والمئات يغادرون البلاد سنويا وهي نتيجة حتمية لسياسة التهميش لسنوات عدّة لان المواصلة في تهميش الكفاءات كما هو معلوم ساهم في تصاعد وتيرة الهجرة التي أصبحت تمثل إشكالا حقيقيا خاصة وان الأرقام والإحصائيات المقدمة لهجرة الكفاءات مفزعة. فهجرة الأدمغة أصبحت تمثل كابوسا حقيقيا وبات الخوض في تفاصيلها والبحث في الأسباب الكامنة وراءها من العبث لان كل أسبابها معلومة تداولتها بالدرس العديد من الدراسات والبحوث وقدمت الأسباب والحلول ولكن نزيف التفريط في كفاءات البلاد يتواصل .
وقد أكد الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل في كل المحطات التاريخية وفي كل تحركاتهم بان تشغيل الدكاترة يمثل بوابة للنهوض بالبلاد في مختلف الاختصاصات كما يعد خطوة إيجابية للاستفادة من الزاد المعرفي الكبير وعدم تصديره لدول أخرى في إشارة طبعا إلى تفريط البلاد في كفاءاتها ونزوع الأدمغة التونسية إلى الحل الأبغض والإمساك بطوق النجاة من محرقة البطالة من خلال نقل علمهم ومعارفهم وخبرتهم التي اكتسبوها من مال المجموعة الوطنية ، من تونس إلى دول العالم، ولعل أسباب الرحيل تجاوزت أسباب البقاء كما عبر عن ذلك محمد علي ثامري بكل مرارة وحرقة.
إن ايلاء الكفاءات الأهمية اللازمة والحظوة المستحقّة وعدم تهميشها ضرورة لا تستحق التذكير بها لعمق إيماننا بمدى قدرتها على تقديم الإضافة في كل المجالات كما أن هجرة هذه الكفاءات خاصّة أن تكوينهم وتدريسهم تمّ على حساب المال العام والمجموعة الوطنية والتفريط فيهم أو تسهيل هجرتهم باعتماد جملة من الأساليب التي تدفعهم إلى تفضيل العمل في بلدان أخرى غير بلدهم تعتبر إهدارا لثروة البلاد ونزيفا يجب العمل على إيقافه درءا لكل سوء محتمل خاصة إفراغ البلاد من كفاءاتها.
تجدر الاشارة الى أن المسيرة انتهت باستقبال رئيس مجلس نواب الشعب ابراهيم بودربالة لمجموعة من الدكاترة الباحثين المقصيين عن العمل تفاعلا مع طلبهم وللاستماع الى مشاغلهم.
واحدة من الخطوات الهامّة التي ينبغي أن ترتكز عليها عملية الإصلاح المنشودة : منع استعمال الهواتف الذكية بالمؤسسات التربوية ..
يعاني الوسط التربوي بمختلف مكوناته وعلى جميع المستويات من مشاكل لا تكاد تحصى ولا تعدّ فضلا…