2024-11-19

السياحة في تونس : تطور عدد السياح القادمين الى تونس والعائدات المالية المتأتية من القطاع

تعد السياحة في تونس من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني حيث توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتساهم في توفير عائدات مالية هامة. ومع ذلك شهد القطاع السياحي تراجعا كبيرا بعد سنة 2011 ما أثّر على معدلات النمو والاستثمارات السياحية في البلاد. ورغم الانتعاش التدريجي الذي يسجله القطاع في السنوات الأخيرة مازالت الطريق طويلة لتحقيق الأرقام القياسية التي سجلتها السياحة التونسية.

وحسب تصريحات وزير السياحة والصناعات التقليدية سفيان تقية تمكنت تونس من استقطاب حوالي 8.6 مليون سائح خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية ما أدى إلى تحقيق عائدات بلغت 6.2 مليار دينار. وتأتي هذه الأرقام مدفوعة بزيادة نسبتها 8.6 بالمائة في عدد السياح مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية  إلى جانب ارتفاع العائدات بنسبة 6 بالمائة.

وتشير هذه المؤشرات إلى استعادة تدريجية لمكانة تونس على خريطة السياحة العالمية،لكن يبقى التحدي الأكبر في تحقيق استقرار هذا الانتعاش  واستمراريته.

تجدر الإشارة الى ان القطاع السياحي  عانى من عديد الصدمات أهمها التوترات الأمنية التي أثرت على ثقة السياح والأسواق العالمية وخاصة العمليات  الإرهابية التي استهدفت منشآت سياحية كان لها تأثير كارثي حيث شهدت البلاد انخفاضا حادا في أعداد السياح ، خاصة من الأسواق الأوروبية التقليدية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

إضافة إلى ذلك، تأثر القطاع  بضعف الاستثمارات في البنية التحتية. كما تأخرت  عمليات تجديد الفنادق وتطوير الخدمات ما جعل الوجهة التونسية أقل تنافسية مقارنة بوجهات أخرى في البحر الأبيض المتوسط، مثل المغرب وتركيا واليونان.ورغم  التحديات حققت تونس تقدمًا ملحوظا  في جذب أنواع جديدة من السياحة، مثل السياحة الطبية.

وبينما تشير الأرقام الأخيرة إلى عودة تدريجية للسياحة،يبقى الهدف الأكبر استعادة المستويات القياسية التي حققتها البلاد قبل سنة 2011 ، حيث كانت تستقطب أكثر من 10 ملايين سائح خلال السنة الواحدة، مع عائدات مالية تفوق العائدات المحققة  في الوقت الراهن . ولتحقيق تلك المستويات القياسية تحتاج تونس إلى استراتيجية شاملة تُركز على الاستدامة وتنويع المنتجات السياحية مع  ضمان  الاستقرار الأمني والسياسي.

يظل  قطاع السياحة في بلادنا قادرا على تقديم المزيد من النتئج الجيدة إذا ما توفرت الظروف المناسبة. ورغم الأزمات التي مر بها، تبرز  الأرقام  الجديدة أن الوجهة التونسية مازالت تحمل جاذبية كبيرة .  ومع مواصلة الجهود لتعزيز القطاع واستقطاب المزيد من السياح يُمكن لتونس أن تستعيد مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في منطقة البحر الأبيض المتوسط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

القانون الجديد للشيكات : دعوة  إلى  اعتماد «الكمبيالة» في المعاملات التجارية بين الشركات والأشخاص

شهدت الدورة الـ38 من أيام المؤسسة التي انعقدت بسوسة نقاشات موسعة حول القانون الجديد للشيكا…