2024-11-16

نبيه ثابت رئيس لجنة الصحة في البرلمان لـ«الصحافة اليوم» : تدعيم الخط الأول للصحة ركيزة أي إصلاح للقطاع الصحي

يحظى قطاع الصحة وتطوير الصفوف الأمامية للعلاج باهتمام وطني واسع خاصة بعد الاجتماع الأخير الذي جمع بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد ووزير الصحة مصطفى الفرجاني والذي تلته زيارات ميدانية لعديد المؤسسات الاستشفائية تبعتها توصيات بمضاعفة المجهودات الوطنية لتأهيل عدد من المستشفيات وتدعيم الخط الأول للصحة الأساسية.

ومتابعة لهذه التوصيات والإجراءات أشرف وزير الصحة مصطفى الفرجاني أول أمس في مقر الوزارة على جلسة عمل محورية لمناقشة تحديث قانون مخابر البيولوجيا الطبية وتعزيز خدمات البيولوجيا في الخطوط الأمامية بحضور المدير العام للصحة، ومديرة وحدة المخابر، وعميدة كلية الصيدلة بالمنستير، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات المهنية والإدارات المعنية.

وهدفت الجلسة إلى رسم رؤية شاملة لتطوير قطاع البيولوجيا الطبية بما يستجيب لاحتياجات الصحة المستقبلية، مع التركيز على دعم الرقمنة، الطب البعادي، وتوسيع البيولوجيا الطبية لتصل إلى الخطوط الأمامية. ودار النقاش حول أهمية تكامل تقنيات الطب الدقيق والذكاء الاصطناعي في المخابر، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة الطبية.

وللوقوف على أهمية الرؤية الجدية لتطوير القطاع الصحي تحدثت «الصحافة اليوم» إلى رئيس لجنة الصحة في البرلمان نبيه ثابت الذي أكد أنه لا يمكن الحديث عن إصلاح القطاع الصحي دون الحديث عن إصلاح الخط الأول من القطاع الصحي والذي يعنى بتقريب الخدمات الصحية من المواطن والخط الأول هو أيضا مسؤول على الصحة الوقائية ويشمل مراكز الصحة الأساسية والمستشفيات المحلية التي سيتم إدراجها منذ ميزانية 2025 في خدمات الخط الأول للصحة إلى جانب الوكالة الوطنية للأدوية والديوان الوطني للأسرة والعمران البشري.

كما أضاف ثابت أن إصلاح المنظومة الصحية يتطلب التفكير في تدعيم الصحة الوقائية والتي تعد أقل كلفة من الصحة العلاجية ومن شأن تدعيم مؤسسات الصحة الوقائية تخفيف  الضغط عن مراكز الصحة العلاجية مشيرا إلى  أن العمل على وضع الآليات الكفيلة بدعم المنظومة الصحية يأتي في إطار تنفيذ توجهات رئيس الجمهورية الداعية إلى ضرورة تقريب الخدمات الصحية من كل مواطن تونسي أينما كان.

وبالعودة إلى اجتماع مناقشة تحديث قانون مخابر البيولوجيا الطبية وتعزيز خدمات البيولوجيا في الخطوط الأمامية أوضح رئيس لجنة الصحة بالبرلمان أن تونس حققت أشواطا مهمة في قطاع التحاليل البيولوجية منوها بالدور الذي لعبه مركز اليقظة الدوائية في القيام بعديد التحاليل البيولوجية والمخبرية التي كانت تنجز في مخابر خارج حدود الوطن بما لها من تكاليف إضافية تثقل كاهل المواطن والمجموعة الوطنية ككل.

وشدد ثابت أن النجاحات التي تقوم بها المؤسسات الاستشفائية للخط الثالث تتعزز من خلال مزيد الاهتمام بمراكز الخط الأول والثاني وبالتالي تخفيف الضغط على المستشفيات الجامعية التي ستعتني أكثر فأكثر بالحالات المستعصية في حين تهتم مراكز الصحة الأساسية والمستشفيات المحلية والجهوية بالحالات الأقل خطورة.

وأسفرت جلسة العمل عن مجموعة من القرارات المحورية، من بينها تعزيز الاعتماد على المخابر الطبية المحلية للحد من إرسال العينات للخارج، في إطار تحقيق الأمن الصحي الوطني، وتطوير برامج التكوين المستمر في البيولوجيا الطبية بمختلف فروعها، وتوحيد مسار التكوين في البيولوجيا الطبية بين كليات الطب والصيدلة لضمان انسجام المناهج، ودعم البحث العلمي في مجالات البيولوجيا الطبية لتحقيق مستويات أعلى من الابتكار.

كما نصت القرارات على تنسيق الجهود بين البيولوجيا البشرية والحيوانية ضمن إطار «الصحة الواحدة» والإسراع في تحديث التشريعات الخاصة بالمخابر الطبية لمواكبة التطورات العلمية الحديثة، فضلا عن تعزيز المخابر الطبية العمومية بالتجهيزات المتقدمة والتقنيات الحديثة والكوادر البشرية المؤهلة، لضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة وقريبة من المواطنين، والالتزام بمعايير الجودة العالمية لضمان موثوقية الخدمات المقدمة في المخابر.

وتمت الإشارة إلى أهمية التنسيق المشترك بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق رؤية إصلاحية شاملة تسهم في تطوير الصحة العامة وترسخ دور تونس الريادي في مجال البيولوجيا الطبية على مستوى المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مخرجات اللجنة التجارية المشتركة التونسية الليبية : التطوير اللوجيستي والقانوني لمعبر رأس الجدير

اختتمت موفى الأسبوع المنقضي أشغال اللجنة التجارية التونسية الليبية والتي احتضنتها العاصمة …