2024-11-14

حازم المستوري يتطلع للمشاركة الدولية الأولى .. من المنافسة في الأقسام السفلى إلى أمل هجوم «النسور»

في كرة القدم هناك عديد الأمثلة والتجارب التي تثبت أن النجاح والتألق لا يمكن بالمرة أن يكون حكرا على اللاعبين المنتمين للفرق «الكبرى»، بل إن سبيل النجاح يكمن أساسا في العمل والتقدم والتطور والجهود الدائمة من أجل صقل الموهبة والتطلع دائما نحو الأفضل، في هذا السياق يمكن أن نصنف المهاجم الحالي للاتحاد المنستيري حازم المستوري الذي قدّم بداية موسم جيدة مع فريقه الجديد، الأمر الذي جعله ينال ثقة المدرب الحالي للمنتخب الوطني قيس اليعقوبي ليوجه له الدعوة لأول مرّة للمشاركة مع «نسور قرطاج» قبيل المواجهتين المرتقبتين ضمن تصفيات كأس إفريقيا ضد منتخب مدغشقر عشية اليوم والمنتخب الغامبي يوم 18 من الشهر الجاري..

صعود صاروخي

قبل حوالي خمس سنوات وتحديدا في موسم 2018ـ 2019 كان حازم المستوري يكافح من أجل إثبات موهبته وشق طريقه نحو التألق والبروز في زحام منافسات الأقسام السفلى، حيث لعب ذلك الموسم مع نادي كوكب دقاش الذي كان يصارع في رابطة الهواة، لكن هذا العائق بالنسبة لمهاجم تجاوز سن العشرين عاما لم يقف أمام طموحات المستوري الذي قدّم في المجمل أداء مميزا جعله يجلب أنظار نادي جريدة توزر الذي ينشط في الرابطة الثالثة ليلتحق بهذا الفريق في موسم 2020ـ2021، وخلال هذه التجربة القصيرة التي امتدت موسما واحدا فقط نجح المستوري مرّة أخرى في تقديم أداء مشجع للغاية ساعده على الانتقال إلى مرحلة جديدة والتحول من المنافسة في الأقسام السفلى إلى اللعب في الرابطة الأولى بعد أن وقع التعاقد معه من قبل نجم المتلوي الذي قضى معه ثلاثة مواسم كانت ناجحة إجمالا رغم أنه لم يسجل عددا هاما من الأهداف، في آخر مواسمه مع نجم المتلوي سجل هدفين فقط، غير أن هذا الأمر لم يحل دون تمكنه من الظفر بعقد مع نادي النجف العراقي الذي لعب لفائدته خلال الموسم الماضي وخلال هذه التجربة قدّم المستوري أفضل مستوياته وهو ما جعله يكون أحد أبرز اللاعبين في هذا الفريق وقاده إلى احتلال المركز الرابع في الترتيب خاصة وأنه تمكن من تسجيل عشرة أهداف أي أكثر من عدد أهدافه في ثلاثة مواسم متتالية مع فريقه السابق نجم المتلوي، ولعل ما قدّمه خلال تجربته العراقية القصيرة جعلته يحظى باهتمام بعض الأندية التونسية التي سعت إلى التعاقد معه ومن بينها النجم الساحلي، لكن في نهاية المطاف أمضى المستوري عقدا مع الاتحاد المنستيري لتنطلق تجربة جديدة في مسيرة هذا المهاجم الذي بلغ حاليا سن السابعة والعشرين عاما، لكن رغم ذلك فإن المستوري مازال بصدد كتابة تاريخ ناجح في هذه المسيرة التي بدأت بالمنافسة ضمن الأقسام السفلى لتصل إلى الانتماء للمنتخب الوطني بعد أن تلقى مؤخرا دعوة من قبل المدرب الوطني قيس اليعقوبي ليكون حاضرا في تربص المنتخب قبيل مواجهة منتخبي مدغشقر وغامبيا.

الهدف.. كسر صمت المهاجمين

رغم أن بعض المؤشرات الراهنة توحي بأن حازم المستوري ربما لن ينطلق منافسا قويا للغاية للمشاركة أساسيا في مباراة اليوم خارج تونس، إلا أن كل المعطيات يمكن أن تنقلب رأسا على عقب وقد يتمتع هذا المهاجم بفرصته كاملة من أجل الظهور مع المنتخب وقيادة خطه الأمامي، وهذه المعطيات مرتبطة أساسا بحاجة المنتخب الوطني الكبيرة لقلب هجوم هداف لديه القدرة على الاضطلاع بهذه المهمة، وفي هذا السياق يمكن القول إن منتخبنا عانى كثير ا من غياب قلب هجوم قادر على التألق طيلة الفترة الماضية، فمنذ اعتزال وهبي الخرزي وخروج ياسين الخنيسي من الحسابات، لم يجد جلال القادري وفوزي البنزرتي المدربان السابقان للمنتخب الوطني المهاجم الأنسب لتولي هذه المهمة، بل إن هيثم الجويني لم يحالفه الحظ للقيام بهذا الدور، وبالتالي استجاب اليعقوبي لمنطق المجازفة، فآثر دعوة بعض العناصر المغمورة التي لم يسبق لها اللعب مع المنتخب الوطني مثل ربيع الحمري المهاجم الحالي للأولمبي الباجي وحازم المستوري مهاجم الاتحاد المنستيري الذي قدّم مستوى مقنعا إلى حد كبير خلال المباريات الأخيرة والدليل على ذلك نجاحه في تسجيل ثلاثة أهداف في مبارياته الأربع الأخيرة مع فريقه وكان آخرها في المباراة السابقة ضد النادي الصفاقسي.

والثابت في هذا السياق أن الإطار الفني الحالي للمنتخب مقتنع تماما بضرورة توسيع قاعدة الاختيارات ومنح الفرصة كاملة للمهاجمين المتألقين ومن بينهم حازم المستوري الذي تخطى كل الحواجز ومضى قدما في رحلته من عالم بطولة الهواة إلى أحد أبرز مهاجمي الرابطة الأولى هذا الموسم، لكن من المؤكد أن النجاح الأكبر يمكن في استغلال فرصته وجوده لأول مرّة مع المنتخب الوطني وإثبات جدارته بأنه مؤهل لتجاوز مشكل غياب قلب الهجوم الهداف الذي جعل منتخبنا يسجل هدفا وحيدا من أقدام أحد عناصر الهجوم خلال مبارياته العشر الأخيرة أي قبل حوالي العام من الآن عندما سجل حمزة رفيع هدف التعادل ضد المنتخب المالي في كأس إفريقيا الأخيرة، قبل أن يصمت كل المهاجمين بعد ذلك خلال تسع مقابلات رسمية وودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟

لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…