بعد انتصار «العادة» في «الكلاسيكو» واقعية كبيرة وفرديات حاسمة
جدّد الترجي الرياضي العهد مع الانتصارات بعد تجاوزه عقبة النجم الساحلي في سوسة ليخرج من فترة الشكّ التي دامت طويلا قياسا بقيمة الرصيد البشري وكذلك حجم الطموحات ما حتّم القطيعة مع المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو والذي اتعظ معوّضه اسكندر القصري من سيناريو الجولات الأخيرة عندما أرسى التوازن المطلوب في وسط الميدان ليحرم فريق جوهرة الساحل من فرض أسلوبه أو صنع الخطر على مرمى أمان الله مميش، وسيُعيد الفوز الأخير للترجي على حساب منافس تقليدي الثقة للاعبين الذين ردّوا الفعل بقوة مؤكدين أنهم يملكون جميع القدرات للتألق شريطة حسن توظيف قدراتهم وتلافي بعض الهنّات في انتظار الحسم في إسم المدرب الجديد.
5: حقق الترجي فوزه الخامس على التوالي على فريق جوهرة الساحل بين البطولة ورابطة الأبطال.
النجاعة تحضر
كانت الواقعية «سلاح» الترجي في قمة الجولة السابعة والتي دارت في ظروف صعبة يعيشها الطرفان حيث سيطر هاجس النتيجة على تفكير اللاعبين وخاصة في الشوط الأول الذي هيمن عليه الاندفاع البدني قبل أن يستغل زملاء يوسف البلايلي أخطاء منافسهم ليسجّلوا هدفين حسما الأمور وأهديا الفوز للطرف الأفضل رغم أن مستواه الفني لم يعرف تحسنا كبيرا قياسا بالمباريات الفارطة لكنه لم يحل دون إيقاف نزيف النقاط والاقتراب من أعلى الترتيب مع اكتفاء أصحاب المراكز الثلاثة الأولى بالتعادل ليتقلص الفارق عن الريادة إلى خمس نقاط.
وكسر فريق باب سويقة صيامه عن التسجيل الذي دام جولتين ليمضي ثنائية في شباك علي الجمل إحداها من نيران صديقة ليستعيد الخط الأمامي فاعليته في الوقت المناسب، ولم يخلق الترجي عديد الفرص غير أن النجاعة كانت حاضرة عكس المباريات الفارطة التي كان خلالها الإخفاق كبيرا سواء على مستوى التنشيط الهجومي أو التجسيم ليكون النجم من جديد بوابة لتجاوز الصعوبات وفتح صفحة جديدة في السباق.
الفرديات تصنع الفارق
كانت الفوارق كبيرة بين الترجي والنجم على مستوى الفرديات التي صنعت الفارق في النهاية مع عدم بلوغ الأداء الجماعي الدرجة المأمولة حيث أعطى التعويل على الثلاثي يان ساس ويوسف البلايلي ورودريغو رودريغاز ثماره لتكون مساهمته كبيرة في الفوز بعد أن كان الجزائري وراء الهدف الأول في حين قدّم قلب هجوم «الأحمر والأصفر» تمريرة حاسمة تكشف مخزونه الفني للجنوب افريقي الياس موكوانا الذي حسم الأمور في وقت «قاتل».
ولم يسع المدرب إسكندر القصري الى المجازفة من خلال تعبئة منطقة وسط الميدان بثلاثي يملك نزعة دفاعية مع التعويل على مهارات الجناحين يان ساس ويوسف البلايلي ليخلق الترجي بعض الوضعيات الصعبة والتي لم تشكّل خطورة على مرمى النجم قبل أن يغيّر خطأ وحيد مسار المباراة دون أن ينقص من قيمة الفوز الثمين والمستحق والذي لعبت فيه حسن قراءة المدرب إسكندر القصري لمجريات اللعب دورا هاما ذلك أن إدخال أوناشي أغبيلو والياس موكوانا كان خيارا ناجحا في ظل إضفاء الأول للصلابة المطلوبة وسرعة الثاني والتي مكّنته من تدعيم التفوق وتسجيل أولى أهدافه مع الفريق.
تأكيد
نجح الترجي في تفادي قبول أهداف للجولة الثانية على التوالي والثالثة منذ انطلاق الموسم ليتزامن ذلك مع استعادة نغمة الانتصارات، ورغم التغيير الحاصل في محور الدفاع بإقحام حمزة الجلاصي مكان محمد أمين توغاي فإن التناغم كان حاصلا مع ياسين مرياح الذي ظهر بمستواه الحقيقي ليقطع عديد الكرات الخطيرة ويحرم النجم من وضعيات مناسبة للتسجيل، وكانت التوصيات واضحة من المدرب القصري بتفادي المجازفة وهو ما جعل الظهيرين يكتفيان في أغلب الأحيان بواجباتهما الدفاعية كما أن الزجّ بروجي أهولو بعد أن كان خارج القائمة في لقاء النادي البنزرتي يعكس الحرص على تأمين التغطية الدفاعية وحرمان المحليين من المساحات.
وتعتبر عودة الصلابة مؤشرا جيدا قبل اقتحام معمعة رابطة الأبطال بحكم أن الفريق بحاجة الى ثوابته التي قادته الى التألق في الموسم الفارط خاصة وأنه عانى في الفترة الماضية من خلل واضح في المنظومة الدفاعية وتعود بالأساس الى التغييرات المستمرة في وسط الميدان وكذلك الأخطاء الفردية التي تجاوزها الفريق في «الكلاسيكو» ليؤمن النتيجة المطلوبة ويستعيد البسمة المفقودة في آخر الجولات والتي أدخلت الشك في المجموعة ونجومها.
في مواجهة بيراميدز : الــجــــلاصــي مـــهـــدد ولــكن…
عدّل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب مواعيد التدريبات لتتلاءم مع موعد انطلاق مواجهة بيرا…