لا يخفي الأمريكيون مخاوفهم حول مستقبل الديمقراطية في بلدهم مع احتدام السباق نحو البيت الأبيض وهو ما كشفته استطلاعات رأي أكدت أن أكثر من ثلاثة أرباع المستجوبين أكدوا بأن الديمقراطية في أمريكا «مهددة حاليا».
طبعا، تبدو المخاوف المتزايدة منطقية ومشروعة بالنظر إلى أجواء الحملة الانتخابية التي عاشوها خلال الأسابيع الأخيرة وما رافقها من أحداث بلغت حد محاولة قتل أحد المرشحين في دليل على حجم التوتر الذي يسود المناخ الانتخابي الحالي.
يجمع الكل على أن السباق الانتخابي الحالي نحو البيت الأبيض هو سباق تاريخي وغير مسبوق سواء من ناحية نتائجه التي لا يقدر احد على توقعها أو من ناحية حملته الانتخابية التي طغى عليها خطاب التحريض وخصوصا من معسكر ترامب.
ولعل ما يزيد من حجم هذه المخاوف استناد حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكل أساسي إلى الادعاء بأنه تعرض للخداع في انتخابات 2020، التي فاز فيها خصمه الرئيس الحالي جو بايدن وتلميحه إلى إمكانية التلاعب مجددا بنتائج الانتخابات في صورة عدم فوزه هذه المرة أيضا.
ويزيد تأكيد استطلاعات الرأي على تقارب نتائج المتنافسين من حجم المخاوف من ألا يعترف ترامب بهذه الانتخابات وان يذهب مرة أخرى للحديث عن التزوير والتلاعب بها.
ورغم التطمينات التي قدمتها السلطات وإعلانها تعزيز الأمن في مختلف الولايات يمضي الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع وهم يستحضرون مشاهد يوم 6 جانفي 2021 حين قام أنصار ترامب بمهاجمة مبنى «الكابتول هيل» بالكونغرس في حدث يقول المراقبون والمهتمون بالشأن الأمريكي إن ما قبله لن يكون كما بعده في تاريخ البلد وأن تكراره قد يضع البلد أمام مصير مجهول.
إن أمريكا التي عاشت أحداثا دامية قبل نحو خمس سنوات تمضي اليوم الثلاثاء إلى إجراء انتخابات مصيرية ستضع ديمقراطيتها على محك الاختبار فالتاريخ وان كان لا يعيد نفسه إلا أن أحداثه قد تتشابه.
أمريكا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول أن يستفيق الأمريكيون غدا الأربعاء على احتمال فوز هاريس وما قد يشعله ذلك من حرب قانونية وإعلامية لمنع التصديق على فوزها قد لا يستبعد أن تتحول إلى أحداث فوضى مرة أخرى والثاني ان يفوز ترامب بهذه الانتخابات وان يمضي بعدها في مسار انتقامي من كل من حرمه من السلطة قبل خمسة أعوام وهو ما لمح له في كل تجمعاته الانتخابية.
مع الأحداث : حتّى لا تسقط سوريا كما سقط الأسد..
حتى قبل دخول دمشق وإعلان مغادرته لسوريا كان هناك إجماع وشبه يقين لدى السوريين ولدى كل من ي…