عدد من نواب المجلسين في تفاعلهم مع خطاب أداء اليمين : نحو ترجمة الأفكار إلى أفعال..
أدى رئيس الجمهورية المنتخب لولاية ثانية قيس سعيّد، اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم في جلسة ممتازة للمجلسين عقدت صباح أمس الاثنين في قصر باردو.
وتوجه رئيس الجمهورية في موكب أداء اليمين في مفتتح ولايته الرئاسية التي تدوم خمس سنوات، بخطاب الى الشعب التونسي تضمن عدة محاور، بدءا بالتذكير بمسار الثورة وبالمنظومة السابقة التي التفت على أهدافها وصولا الى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.كما تناول ابرز عناوين المرحلة القادمة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وفق مقاربة تعتمد على شعار «البناء والتشييد» سيتم خلالها الحفاظ على المؤسسات العمومية ومحاربة الفساد و التعويل على الذات.
«الصحافة اليوم» رصدت آراء عدد من النواب حول خطاب الرئيس للعهدة الرئاسية الثانية.
صفحة جديدة تترجم دستور 2022
وقال النائب ومساعد رئيس البرلمان المكلف بالتشريع حسام محجوب ان خطاب الرئيس يعدّ ترجمة لفلسفة دستور 25 جويلية 2022 حيث تم تحديد الخطوط العريضة التي ستشتغل عليها الوظيفة التنفيذية في العهدة القادمة..الدور الاجتماعي للدولة والتعويل على المقدرات الذاتية.. قائلا : «بعد الحسم في المسألة السياسية في الانتخابات فان الدور الان هو الانكباب على العمل لمكافحة كل مظاهر الفساد وتعزيز الدور الاجتماعي للدولة…ويعتبر ان الرئيس فتح صفحة جديدة تحت عنوان «ترجمة المفاهيم الكبرى والتوجهات العامة للدولة في العهدة الجديدة».
وأبرز حسام محجوب ان الثورة التشريعية تحتاج الى تشريعات في اطار عمل مشترك بين الوظيفة التشريعية والوظيفة التنفيذية، فبعد انتهاء مرحلة العبور نحن في مرحلة البناء والتشييد، من خلال اقرار منوال تنمية جديد والتعويل على الذات وايجاد الحلول الكفيلة بكتابة صفحة جديدة…
وثمّن الرئيس دور البرلمان في الفترة السابقة وخاصة في ما كان يخطط الى تفجير الدولة من الداخل وتقسيم الدولة وخلق أزمة شرعية و دور النواب في تفادي هذه الأزمة..
وأشار الى ان الرئيس دعا الى خلق الثروة وخلق القيمة المضافة من خلال الحث على الاستثمارات واقرار تنقيحات تشريعية في مجلة الصرف والاستثمار ومجلة املاك الدولة وذلك في اطار مناخ سياسي مستقر وهذا ما توفر بعد انتخابات 6 اكتوبر.
وأضاف بأن النواب مطالبون اليوم بمراجعة القانون الأساسي للميزانية لكي يتماشى مع فلسفة دستور 25 جويلية 2022.
عناوين الثورة
وقال النائب نزار الصديق العضو في لجنة التربية عن كتلة صوت الجمهورية، بأن الرئيس اشار الى الخطوط العريضة واهمها مشكل البطالة وخاصة بطالة الشباب…وكان نص على ان السلطة هي للشعب حيث ان البرامج يجب ان تنبع من الشعب. ودعا الى ضرورة الانطلاق في الثورة التشريعية وذلك في إطار عمل متناسق ومتكامل مع المجلس الوطني للجهات والاقاليم انطلاقا من الميزانية لسنة 2025.
واعتبر النائب ان الخطاب جاء بأبرز عناوين المرحلة واهمها مطالب الثورة وهي الشغل والحرية والكرامة.
وتابع نزار الصديق: «المسار اليوم يدعو الى مرحلة العبور من وضع الى وضع اخر افضل يحتاج الى استقرار سياسي وفسح المجال الى العمل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي خاصة وان ميزانية 2025 تأخذ بعين الاعتبار الفئات الهشة والتوازن الجبائي وتعزيز الدور الاجتماعي للدولة».
طمأنة وانفتاح
وقد ابرز النائب ومساعد رئيس البرلمان عزالدين التايب ان خطاب الرئيس ينقسم الى جزءين ففي مجال العلاقات الخارجية شدد على نفس توجهات الدولة في السياسة الخارجية وهي السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية ودعم القضية الفلسطينية…
والجزء الثاني حسب تقدير عزالدين التايب يهم تنفيذ برنامج وشعار الحملة «البناء والتشيد»، مشيرا الى ان الرئيس قيس سعيد عبر عن نوع من الانفتاح من خلال دعوة كل الاطراف الى الانخراط في المصالحة وايضا من خلال اعتبار الشركات الأهلية كأحد الحلول لمعضلة البطالة مع التاكيد على وجود حلول اخرى…ويرى محدثنا ان الرئيس منفتح لكل العزائم التي تريد ان تقدم بالبلاد وخاصة منها الشباب…
وبين التايب ان الرئيس ركز على التشريع، مشيرا الى ان هناك علاقة جديدة ستبنى بين مجلس نواب الشعب ورئاسة الجمهورية والحكومة في اطار العمل التشاركي والانسجام خلال العهدة القادمة.
وثمّن النائب هذه المؤشرات قائلا انها «بوادر ايجابية للمرحلة القادمة تقدم نوعا من الطمأنة للشعب التونسي وتبعث على التفاؤل بامكانية الخروج من هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب».
عبور إلى ضفة البناء
واعتبر النائب والعضو في لجنة التجارة والطاقة جلال خدمي بأن خطاب الرئيس في البرلمان حمل رسالة الى الشعب التونسي وهي ضرورة العبور من ضفة اليأس الى ضفة البناء والتشييد واكد على ضرورة تطهير الادارة وعدم تعطيل المرافق العامة للدولة…
وأضاف جلال خدمي بأن خطاب الرئيس فيه استمرار في تحقيق أهداف المسار من خلال الدعوة الى ضرورة القيام بثورة تشريعية وأيضا الإشارة إلى أهمية الثورة الثقافية داخل المجتمع التونسي.
اما في المجال الاقتصادي فبين النائب ان الرئيس أشار الى أهمية الاصلاحات في المجال الاقتصادي وعلى ضرورة تشغيل المعطلين عن العمل، وان نسبة النمو يجب اعادة النظر فيها اليوم. متابعا : «اعتقد ان الرئيس سيستمر في تحقيق أهداف المسار من خلال الدعوة الى الانخراط في الصلح الجزائي».
صياغة منوال تنموي للتونسيين
وأفاد من جانبه نائب رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم يوسف بلقاسم بأن كلمة الرئيس قيس سعيد كانت شاملة وتعلقت بهيبة الدولة والتصدي للمخربين وتحقيق الامن الاجتماعي والاقتصادي لتونس والدعوة الى اقرار منوال تنموي في خطاب موجّه لكل التونسيين.
وأشار يوسف بلقاسم الى ان كل ما هو تنموي سيسهر على صياغته المواطن من خلال المجلس المحلي الذي سيدرج مخططات التنمية وتصعد للجهة والاقليم ثم الى المستوى الوطني.
واعتبر النائب بلقاسم ان الرئيس جاهز للبناء والتشييد في كل القطاعات والمشاريع التي وعد بانجازها.
واعتبر بلقاسم ان خطاب الرئيس جاء وفيّا لخياراته التي تتمحور حول محاربة الفساد والصلح مع رجال الأعمال والدور الاجتماعي للدولة بالاضافة الى التصدي للأطراف التي تؤجج الاوضاع الاجتماعية.
وقال يوسف بلقاسم ان الرئيس كان وفيّا لشعار البناء والتشييد وتكملة للبيان الانتخابي خلال العهدة الثانية التي ستتواصل لخمس سنوات.
وزير الاقتصاد يعلن عن إعداد خارطة استثماريّة لكل إقليم : استراتيجية متوسطة المدى لدعم الاستثمار والإصلاحات
قال وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، أول أمس الخميس، إنه يتم حاليا، على مستوى الوز…