نقطة ضوء وسط عتمة الأداء المجبري يفتح صفحة جديدة مع «النسور»
كان متوسط الميدان حنبعل المجبري الشمعة المضيئة في مواجهة المنتخب القُمري حيث تزامن ظهوره الأول كأساسي بعد غياب امتد طويلا مع تقديمه عطاء غزيرا جعله أبرز لاعب فوق الميدان في صفوف المنتخب الوطني، وكان التعويل على اللاعب المنتقل حديثا الى بيرنلي الانقليزي خيارا صائبا من المدرب فوزي البنزرتي الذي تعدّدت أخطاؤه بين مباراتي الذهاب والإياب غير أنه سعى الى تعديل الأوتار من خلال إعادة المجبري الى الواجهة بعد الحركية الكبيرة التي أدخلها على الأداء خلال الفترة الوجيزة التي خاضها في موعد رادس ليفرض نفسه بقوة ويؤكد عودته القوية الى صفوف «نسور قرطاج».
وأسهم المجبري في تحرّر وسط الميدان رغم البداية البطيئة حيث ساهم في رفع النسق وكان حاضرا في جميع العمليات والثنائيات كما أظهر قدرات فنية مكّنت الخط الأمامي من خلق بعض الوضعيات السانحة للتسجيل على غرار فرصة القائد يوسف المساكني في نهاية الشوط الأول قبل أن يضع بصمته في عملية هدف التعادل الذي أنقذ المنتخب الوطني من «فضيحة» جديدة قد تعصف بأركانه وتزيد في متاعبه ليصبح لقمة سائغة للمنتخبات لا تملك تاريخا كبيرا رغم تطورها السريع، وساعد كسبه نسق المباريات في دوري الدرجة الأولى الانقليزي المجبري على الظهور بشكل متميز في المباراة الأخيرة التي أكدت أن هامش التطور مازال كبيرا أمامه.
تجاوز الماضي
عرفت علاقة حنبعل المجبري مع المنتخب الوطني حالة من المدّ والجزر، فبعد أن عُلّقت عليه الآمال لقيادة جيل جديد بدأت أسهم اللاعب السابق لمانشستر يونايتد تتراجع نسبيا مع ضعف معدلات مشاركاته ليغيب عن المنافسات الدولية لفترة تجاوزت السنة، آخر ظهور كان يوم 13 أكتوبر في دورة كيرين، حيث خيّر النجم التونسي التركيز على مستقبله في أوروبا قبل أن يعود في التربص الأخير وهو الأول له مع المدرب فوزي البنزرتي الذي اختار في البداية دعم الاستقرار دون أن يعطي ذلك النتائج ليكون الاعتماد على المجبري ضرورة في الجولة الرابعة التي أعلنت عن صحوته مع «النسور» التي كانت دون مخالب هجومية واتسمت بالضعف الفردي والجماعي مع استثناءات قليلة تهمّ حمزة رفيعة ومنتصر الطالبي.
وفتح المجبري صفحة جديدة في علاقته مع المنتخب الوطني إذ سيكون وجوده ضمن الأساسيين في المواعيد القادمة مفروغا منه طالما أن قيمته المضافة تعطي الحلول في الجانب الهجومي في انتظار تحسين آليات اللعب وتلافي النقائص العديدة التي جعلت الأداء شاحبا وهزيلا ولا يليق بقيمة المنتخب الوطني في القارة السمراء والعائد أساسا الى الاختيارات الخاطئة وسوء توظيف اللاعبين فضلا عن «الكاستينغ» الفاشل الذي جعل أوجه الشبه كبيرة مع المدربين السابقين.
ولا يبدو أن اللقطة التي حصلت بين المجبري ومدربه البنزرتي قد تعيد التوتر إلى العلاقة مع المنتخب الوطني باعتبار أن الضغط الذي تعيشه المجموعة يجعل التشنج حاضرا كما أن تدوينة اللاعب في أعقاب المباراة تبرز عدم وجود اشكالات عندما تحدّث عن حتمية التدارك مستقبلا رغم وجود عوامل غير مشجعة خارجة عن نطاق اللاعبين والاطار الفني.
رغم النية في دعم الاستقرار : الظهــــــور الأول لبن سعيـــــد وارد
يستهل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب تجربته مع الترجي بمواجهة صعبة ضد اتحاد بن قردان أث…