المنتخب عجز مجدداً عن الانتصار بتعادل مع جزر القمر (1ـ1) : حضر ردّ الفعل وغابت المبادرة مجدداً
رغم أن المنتخب الوطني استحق الانتصار على جزر القمر في لقاء الإياب، إلا أن مستواه لم يكن مقنعاً خلال فترات طويلة من اللقاء، ولئن ظهرت الرغبة في الانتصار، فإن ذلك لا يعني أن المنتخب كان موفقاً في التعامل مع المقابلة، فالنسخة التي شاهدناها مساء الثلاثاء، لا تختلف كثيراً عن التي لعبت في رادس قبل أيام قليلة والحصول على نقطة من هذه المواجهة لا يرضي الجماهير، ولا يعكس تعطش التونسيين إلى مشاهدة «نسور قرطاج» يقلعون، في سماء النجاح والتألق ومحو خيبة الفشل.
مواجهة جزر القمر ذهاباً وإياباً، كشفت عن أضعف جيل تونسي في السنوات الأخيرة، والتأهل إلى النهائيات سيكون مكسباً مهماً، ففي غياب المواهب وخاصة في الهجوم، فإن المنتخب لا يمكنه أن يطمح إلى أكثر من حصاده في المقابلتين الأخيرتين، ذلك أن الظروف كانت ضد المدرب فوزي البنزرتي، وهي حقيقة يجب الاعتراف بها، ولكن في النهاية لم نشاهد منتخباً يستحق الإشادة أو المجاملة، ولم نشاهد منتخبا يبادر بالفعل، بل كان منتخب ردّ فعل، وهذا يسيء كثيرا إلى الكرة التونسيّة.
المنتخب أفلت من الخسارة مجدداً، وهذه حقيقة بما أن المنتخب المنافس بادر بالهجوم وصنع الخطر أكثر من مرة، ولكن قياسا بمقابلة الذهاب، فإن رد الفعل كان قوياً هذه المرة وهذا ما افتقده المنتخب في المقابلة الماضية، ولكن الانتصار الذي يضمن تأهلا جديدا، للمرة 22 في تاريخ المنتخب الوطني، ورقم 17 توالياً، في انتظار الجولة الخامسة التي قد تحمل انفراجاً وقد يكون ذلك مع مدرب آخر غير البنزرتي الذي خسر كل الثقة التي كان يتمتع بها وبات مهدداً بخسارة خطته.
كل التعديلات لم تكن مفيدة
ما يحسب للمدرب فوزي البنزرتي واقعيته، وكذلك قوة الشخصية والدفاع عن القناعات، فقد اعتمد على تسعة لاعبين أساسيين شاركوا في المقابلة الأخيرة منذ البداية، وهو دليل على أنّه يؤمن باختياراته ولم ينقد إلى انتقادات الرأي العام حيث كان حريصا على حماية لاعبيه ولم يدفع رائد بوشنيبة فاتورة الفشل الأخيرة أو بن حميدة وهذا أمر جيد، كما أنه بادر بتعديل تكتيكي وتخلى عن 4ـ4ـ2 وعاد إلى الرسم 4ـ2ـ3ـ1 مفضلاً تقريباً أفضل اللاعبين لهذه الخطة وهذا أمر جيد بالنسبة إلى المدرب الوطني، الذي حصد «حسنة» إضافية عندما قام بتغييرات أثناء المقابلة من خلال تغيير الرسم في عديد المناسبات ودفع بلاعبين جدد وعوّض نجوماً مثل السخيري والمساكني دفعة واحدة وهو أمر يحسب له فلم يجامل أحدا هذه المرة ولم يمنح الفرصة إلا لمن يستحق بتعامل صارم مع كل اللاعبين على حدّ السواء.
ولكن الإشكال هو أنه لم يجد الحلول التي تقود المنتخب إلى التسجيل بوصوله المتواصل إلى منطقة جزاء المنافس، وهذا تحول مفيد بلا شك، ولكن ما يملكه البنزرتي من رصيد بشري لا يسمح له بأن يطمح إلى أكثر مما شاهدناه في المقابلة الأخيرة، فالمنتخب كان ضعيفا من حيث التجسيم بعد أن تحسّن التنشيط الهجومي وطبعا فإن لكل مقابلة نقطة ضعف.
وفي النهاية، فإن ما قدمه المنتخب الوطني في المقابلة الأخيرة، كان نسخة مشوهة لما يمكن انتظاره من النسور، ولكن قياسا بالقدرات الفردية فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان، رغم أن المنتخب لم يكن محظوظاً هذه المرة بإهدار الكثير من الفرص التي كانت ستغير النتيجة النهائية.
مسيرته شهدت تطوراً كبيراً : الجلاصي صفقة أضعفت النجم ولم يستفد منها الترجي
تعددت الصفقات التي قادت لاعبين من النجم الساحلي إلى الترجي، أو اللاعبين الذين اختاروا طريق…