2024-10-13

الحلول السهلة لا تنفع دائما:  بوشنيبة وبن حميدة يورّطان البنزرتي

جاءت‭ ‬المباراة‭ ‬الثالثة‭ ‬ضمن‭ ‬التصفيات‭ ‬المؤهلة‭ ‬لكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬لتكشف‭ ‬العيوب‭ ‬االعديدةب‭ ‬والواضحة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي‭ ‬مهمة‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬انسور‭ ‬قرطاجب،‭ ‬فبعد‭ ‬الفوز‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الأولى‭ ‬للتصفيات‭ ‬ضد‭ ‬المنتخب‭ ‬الملغاشي‭ ‬بهدف‭ ‬متأخر‭ ‬للغاية‭ ‬بتوقيع‭ ‬الفرجاني‭ ‬ساسي‭ ‬والذي‭ ‬تبعه‭ ‬فوز‭ ‬ثان‭ ‬خارج‭ ‬الديار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المنتخب‭ ‬الغامبي‭ ‬دون‭ ‬أن‭  ‬يقدم‭ ‬منتخبا‭ ‬حينها‭ ‬أداء‭ ‬مميزا‭ ‬للغاية،‭ ‬حصل‭ ‬المكروه‭ ‬في‭ ‬المقابلة‭ ‬الثالثة‭ ‬ضد‭ ‬منتخب‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬سهلة‭ ‬وفي‭ ‬المتناول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حصد‭ ‬الانتصار‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬والذي‭ ‬يقّرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬للتأهل‭ ‬المبكر‭ ‬إلى‭ ‬النهائيات‭.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬كان‭ ‬مخالفا‭ ‬للتوقعات‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬مدوّ‭ ‬ومفاجئ‭ ‬للغاية‭ ‬ضد‭ ‬منتخب‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬المغمورة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬امتدادا‭ ‬لمسلسل‭ ‬الأداء‭ ‬المهزوز‭ ‬وغير‭ ‬المقنع‭ ‬للمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وخاصة‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬البنزرتي‭ ‬مهمة‭ ‬قيادة‭ ‬المنتخب،‭ ‬ليدفع‭ ‬بذلك‭ ‬غاليا‭ ‬ثمن‭ ‬بعض‭ ‬الخيارات‭ ‬الخاطئة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقائمة‭ ‬المدعوين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقابلات‭.‬

أداء‭ ‬دون‭ ‬المطلوب

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬البعض‭ ‬ينتقد‭ ‬الخيارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للإطار‭ ‬الفني‭ ‬هو‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوة‭ ‬للظهيرين‭ ‬رائد‭ ‬بوشنية‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬صفوف‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬المزدوجة‭ ‬ضد‭ ‬منتخب‭ ‬جزر‭ ‬القمر،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬أن‭ ‬اللاعبين‭ ‬لا‭ ‬يمرّان‭ ‬بفترة‭ ‬زاهية‭ ‬ومستواهما‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬مع‭ ‬فريقهما‭ ‬الترجي‭ ‬الرياضي‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬أصّر‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬دعوتهما‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬ثم‭ ‬إشراكهما‭ ‬ضمن‭ ‬التشكيلة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الثنائي‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تكذيب‭ ‬التوقعات‭ ‬والتكهنات‭ ‬بما‭ ‬أنهما‭ ‬لم‭ ‬يقدرا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬ولم‭ ‬ينجحا‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬بنتيجة‭ ‬إيجابية،‭ ‬فبن‭ ‬حميدة‭ ‬حاول‭ ‬الاجتهاد‭ ‬ومساندة‭ ‬الخط‭ ‬الأمامي‭ ‬وتوفرت‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬تسجيل‭ ‬هدف‭ ‬لكن‭ ‬سوء‭ ‬الحظ‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬يبرز‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬جانبا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬سجله‭ ‬المنافس‭ ‬الذي‭ ‬استغل‭ ‬غياب‭ ‬التغطية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬في‭ ‬الرواق‭ ‬الأيسر‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬مباغتة‭ ‬منتخبنا‭ ‬وحسم‭ ‬المواجهة‭ ‬لفائدته،‭ ‬وإجمالا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬مؤهلا‭ ‬لتقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬اللازمة‭ ‬للخط‭ ‬الأمامي‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬فك‭ ‬شفرة‭ ‬دفاع‭ ‬المنتخب‭ ‬المنافس‭.‬

وما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬يصحّ‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بوشنيبة‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مشاركته‭ ‬الأولى‭ ‬أساسيا‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬موفقة‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬مرّ‭ ‬بجانب‭ ‬الحدث‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬بالمرة‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬مردودا‭ ‬مقنعا‭ ‬أو‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الدفاعية‭ ‬أو‭ ‬الهجومية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أية‭ ‬إضافة‭ ‬ملموسة‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬حلول‭ ‬مجدية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تنويع‭ ‬العمليات‭ ‬الهجومية‭ ‬ضد‭ ‬منتخب‭ ‬اعتمد‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬دفاعه‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف،‭ ‬والثابت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أن‭ ‬غضب‭ ‬البنزرتي‭ ‬على‭ ‬اللاعب‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬المقابلة‭ ‬يفسّر‭ ‬عدم‭ ‬اقتناعه‭ ‬بالمرة‭ ‬بما‭ ‬قدّمه‭ ‬بوشنيبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬ويثبت‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬هذين‭ ‬الظهيرين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالمرة‭ ‬الخيار‭ ‬الأنسب‭.‬

في‭ ‬مرمى‭ ‬النيران

إجمالا‭ ‬لم‭ ‬يقدّم‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الأداء‭ ‬الذي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬عراقته‭ ‬وقوته‭ ‬مقارنة‭ ‬بمنافسه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬بفشل‭ ‬خيارات‭ ‬المدرب‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحسن‭ ‬الكاستينغ‭ ‬وبدا‭ ‬وكأنه‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬السهلة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمسكه‭ ‬بالتعويل‭ ‬على‭ ‬لاعبين‭ ‬لا‭ ‬يحظيان‭ ‬بدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أنصار‭ ‬فريقهما‭ ‬بسبب‭ ‬تذبذب‭ ‬أدائهما‭ ‬كان‭ ‬قرارا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬المكروه‭ ‬في‭ ‬المقابلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬أخرى‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭  ‬المنتخب‭ ‬يعج‭ ‬باللاعبين‭ ‬المميزين‭ ‬الذين‭ ‬يتنافسون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬اللعب‭ ‬ضمن‭ ‬التشكيلة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مركزي‭ ‬الظهيرين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أسامة‭ ‬الحدادي‭ ‬وحمزة‭ ‬المثلوثي‭ ‬ومحمد‭ ‬دراغر‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي‭ ‬بمعية‭ ‬مساعديه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الثنائي‭ ‬الأنسب‭ ‬والأمثل‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬الرواقين‭ ‬الأيمن‭ ‬والأيسر‭ ‬للدفاع،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬جعل‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬النيران،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬الفرضيات‭ ‬تظل‭ ‬واردة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والبقاء‭ ‬لأطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬جبهة‭ ‬المعارضة‭ ‬لإشراف‭ ‬البنزرتي‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الاتساع‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬الآخر‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المدرب ناصيف البياوي يقيّم أداء المنتخب الوطني ويتحدث عن تجربته الجديدة : «فـوضـى» فـنية أدّت إلى تراجع المنتخب.. والإطـار الفـني لم يتـمتع بالـوقت الكـافي

لم يكن خبر رحيل المدرب ناصيف البياوي أمرا منتظرا بل على العكس من ذلك تماما فإن الإعلان عن …