كانا أول الوافدين على الفريق : لماذا تأخر بروز الحميدي والقنوني؟
خاض الاتحاد المنستيري منذ بداية البطولة إلى غاية فترة التوقف الحالية ثماني مباريات كاملة من بينها أربع مقابلات في البطولة ومثلها في منافسات رابطة الأبطال الإفريقية، وبعيدا عن تقييم النتائج والأداء الذي كان في المجمل مرضيا باستثناء ما حصل في مباراة العودة ضد الفريق الجزائري فإن الملاحظة البارزة تتعلق بالتغييرات العديدة التي أجراها الإطار الفني بقيادة محمد الساحلي على مستوى التشكيلة الأساسية مقارنة بنهاية الموسم الماضي، وفي هذا السياق فإن الإطار الفني عوّل على امتداد أغلب المباريات الأخيرة على مجموعة هامة من اللاعبين الجدد على غرار مالك الميلادي ومحمود غربال وعبد السلام الحلاوي ومعز الحاج علي وأيمن الحرزي وحازم المستوري، كما ظهر أيضا إياد الحاج خليفة أساسيا في عدد محدود من المقابلات وتمكن من تسجيل هدف في مرمى فريق بسي التشادي، لكن في المقابل فإن الملاحظة البارزة تتعلق أساسا بالثنائي الشاب القادم من فرنسا ونعني بذلك مالكوم الحميدي ومهدي القنوني، فهذين اللاعبين كانا أول الوافدين على الفريق خلال الميركاتو الصيفي وهو ما كان يؤشر إلى أنهما سيتمتعان بوقت أطول من بقية العناصر الجديدة للتحضير والاستعداد كأفضل ما يكون قبل بداية الموسم الجديد، لكن هذا الأمر لم يحصل حيث تميزت المباريات الأولى التي خاضها الاتحاد ضمن المسابقة الإفريقية بغياب هذا الثنائي، حيث وقع الحديث حينها أن هذا الثنائي مازال بحاجة إلى وقت أطول من أجل استعادة كافة القدرات والمؤهلات من الناحية البدنية حتى يصبح قادرا على المنافسة بثقة على كسب ودّ الإطار الفني، لكن بعد ذلك خاض الفريق عددا من المباريات ضمن البطولة الوطنية ورغم ذلك لم يتمتع هذين اللاعبين بالفرصة كاملة للمشاركة ضمن التشكيلة الأساسية بل اقتصر الأمر على إشراك مهدي القنوني في عدد قليل من المباريات لينجح نسبيا في تقديم لمحات جيدة وخاصة في المواجهة التي حسمها الاتحاد لفائدته ضد النجم الساحلي بما أن القنوني شارك في الدقائق الأخيرة وظهر بمستوى فني جيد نسبيا.
واقع مختلف
في هذا الإطار يمكن القول إن من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تعطل بروز هذا الثنائي أن الحميدي والقنوني وجدا نفسيهما في محيط وبيئة جديدة عليهما، حيث أنهما ولدا وترعرعا في فرنسا وتلقيا تكوينهما هناك وتحديدا في باريس سان جيرمان، وبحكم صغر سنهما فإن التأقلم مع الواقع الجديد يتطلب الكثير من الوقت حتى يحصل الإندماج الكلي ويصبح هذين اللاعبين مؤهلين للنجاح، ومن المهم للغاية التأكيد على تجربة بلال آيت مالك وفيصل المناعي اللذين تكونا بدوريهما في فرنسا تبدو مختلفة بما أن قدومهما إلى تونس كان بعد تقدمهما نسبيا في السن واكتسابهما الخبرة والتجربة التي تساعدهما على التأقلم والإندماج بسهولة في تونس، في حين أن القنوني والحميدي مازالا صغيرين في السن، ونجاحهما مرتبط أساسا بمدى نجاح الإطار الفني وكافة المحيطين بهما في مساعدتهما على التعايش مع الواقع الجديد الذي يبدو مختلفا كليا لما كان يعيشه اللاعبين في السابق.
منافسة قوية
لكن من المهم أيضا التأكيد على أن قوة المنافسة واقتناع الإطار الفني سريعا بقدرات عدد من اللاعبين الذين أصبحوا من الركائز الأساسية في الظرف الراهن أتاح له إيجاد حلول مجدية دون الاضطرار إلى التعويل على الحميدي والقنوني سريعا، فالحميدي الذي يشغل خطة جناح لا يبدو حاليا قادرا على منافسة الحرزي أو الجبالي على مكان ضمن الأساسيين، أما القنوني الذي يشغل خطة متوسط ميدان هجومي لم يقدر بدوره على حسم المنافسة مع معز الحاج علي الذي نجح سريعا في تقديم أوراق اعتماده وقدّم الإضافة المرجوة ليحسم بذلك المنافسة مع القنوني الذي يمكن أن يلعب تماما مثل الحميدي دورا بارزا في قادم المواعيد خاصة وأن الإطار الفني استمر في دعوتهما ضمن قائمة بدلاء الاتحاد المنستيري خلال المباريات السابقة وآخرها ضد اتحاد بن قردان.
هاجس تحسين القدرات الهجومية يشغل المكشر : أربعـة خيارات مطروحة.. وكانـتي الـمـرشح الأول لقيـادة الـــــــــهــجـوم
تكتسي مباراة اليوم أهمية بالغة، بل يمكن اعتبارها بمثابة الاختبار الأشد صعوبة وحساسية في مس…