2024-10-05

أسهم كاردوزو في انخفاض مستمر : ثوابـــت دفاعية ضائعة … و«مخالب» هجوميـة معطّلة

بات مدرب الترجي الرياضي ميغيل كاردوزو في موقف صعب بعد التعادل الثاني على التوالي في البطولة ضد نجم المتلوي والذي تزامن مع  أداء دون المأمول بل يمكن اعتباره الأسوأ في هذا الموسم حيث فشل حامل اللقب في فرض إيقاعه ولم يكن التعامل مثاليا مع معطيات المباراة ليزيد هدف هاشم خليفة في الوقت «القاتل» في إعطاء مؤشرات قوية حول عدم الجاهزية التامة رغم العروض القوية التي ميّزت البدايات.

ورضخ كاردوزو الى الضغوطات التي سلّطت عليه في أعقاب مباراة الملعب التونسي إذ غيّر تركيبة وسط الميدان بالتعويل على لاري العزوني وعبد الرحمان كوناتي كما أقحم أيمن بن محمد في الرواق الأيسر وزين الدين كادة في مقدمة الهجوم دون أن ينعكس ذلك بالايجاب على أداء الفريق الذي خسر ثوابته وكان شبحا لنفسه في أغلب ردهات الشوط الأول رغم وجود الجناحين الطائرين يوسف البلايلي ويان ساس ليتأكد أن الاشكال لا يتعلّق بالأسماء بقدر ما يهمّ الرؤى التكتيكية للمدرب البرتغالي الذي لم يجد الحلول لاختراق دفاع نجم المتلوي ليكون الحلّ من الكرات الثابتة التي صنعت الفارق بتسجيل ياسين مرياح هدف السبق والذي لم يكن كافيا لاستعادة نغمة الانتصارات.

في تراجع

لم يتفاد الترجي قبول أهداف للمباراة الثالثة على التوالي والرابعة منذ انطلاق الموسم وهو ما يؤكد التراجع الحاصل في المنظومة الدفاعية التي كانت نقطة القوة الرئيسية منذ تولي كاردوزو المقاليد الفنية والقاطرة الأولى في الستة أشهر الأولى من العام الجاري حيث حيث أرسى المدرب البرتغالي مقومات فريق صلب نجح في تحقيق جانب كبير من أهدافه بفضل الحصانة الكبيرة في الخط الخلفي غير أنها تهادت نسبيا في بداية الموسم الجاري رغم المحافظة على نفس التركيبة التي صنعت النجاحات في دلالة على التراجع الذي يورّط المدرب البرتغالي ويضعه  تحت الضغط بعد أن كان يستمد وجوده من التوازن الذي أضفاه على الأداء.

وتعدّدت أسباب التقهقر الدفاعي وأهمها الأخطاء الفردية التي ورّطت الفريق كثيرا وجعلته يهدم ما بناه في الموسم الفارط رغم أن الأمور الجدية لم تنطلق بعد ويمكن الإصلاح في الفترة القادمة التي ستعرف توقفا في وقته، وقد يكون ارتفاع منسوب الثقة عند بعض الركائز وراء تعدّد أخطائها في الفترة الماضية وهو ما يطرح تساؤلات حول الإعداد الذهني باعتبار أن الترجي كان على الورق في طريق مفتوحة لحسم جميع مبارياته لكن حقيقة الميدان مخالفة ليدفع ثمن الاستسهال وسوء التعامل مع بعض المواعيد، فبعد أن لعب بالنار في مباراتي الذهاب ضد ديكاداها والجولة الثانية أمام مستقبل سليمان كانت الحصيلة مخيّبة في المباراتين الأخيرتين قياسا بالفوارق الفنية والبشرية التي تفصل حامل اللقب عن منافسيه ولم تنعكس على أرض الواقع بسبب المشاكل الفنية التي عانى منها الترجي رغم النسبة العالية لامتلاك الكرة وخلق عديد الفرص.

مجازفة غير محسوبة

تمسّك المدرب ميغيل كاردوزو منذ قدومه الى الترجي بخياراته التكتيكية حيث لم يسع الى إضفاء مرونة في اللعب بتمسكّه بنفس الرسم الذي قاده الى النجاح في بداية المشوار غير أنه أفقد الترجي «هويته» الهجومية بإعطائه الأولوية للجانب الهجومي رغم ترسانة النجوم قبل أن يُجبر على التخلي عن فلسفته المعتادة في اللقاء الأخير في محاولة لإرضاء الأنصار من جهة وفرض طابع جديد على الأداء لكن الثوابت كانت مفقودة من جديد مع تغيير تمركز اللاعبين وتراجع أداء بعض الركائز بعد بداية قوية وهو ما يترجمه فشل يوسف البلايلي ويان ساس مجددا في صنع الفارق.

وبعد أن نجحت تغييراته في حفظ ماء الوجه ضد الملعب التونسي وقبلها قلب الطاولة على مستقبل سليمان، كانت مجازفة كاردوزو ضد نجم المناجم غير محسوبة باعتبار أنه وضع كل ثقله في الهجوم بالزجّ بأسامة بوقرة ويوسف العبدلي والياس موكوانا رفقة يوسف البلايلي ويان ساس مقابل تكليف زكرياء العايب بمهمة التغطية ليجد المحليون سهولة في الوصول الى مرمى أمان الله مميش وتكون الخطوط متباعدة ليقع الترجي في المحظور رغم تسجيله هدفا في وقت مهم ليكون كاردوزو في «قفص الاتهام».

«ناقوس خطر» ليس أكثر

لا يمكن الحكم قطعيا على جاهزية الترجي لقادم الاستحقاقات لكن المباريات الثلاث الأخيرة دقّت «نواقيس الخطر» قبل اقتحام المواعيد الصعبة وعلى رأسها مجموعات رابطة الأبطال فضلا عن الحوارات الكلاسيكية في البطولة والتي ستكشف عن مدى جاهزية زملاء ياسين مرياح لكسب التحديات فالحديث عن تغيير فني في هذا الظرف لا يستقيم بما أن كاردوزو لم يعرف طعم الهزيمة وهو الذي كان قبل أسبوعين محلّ إشادة ولاقى قرار تمديد عقده ارتياحا كبيرا غير أن قانون اللعبة سيفرض عليه تعاملت مغايرا من خلال التخلي عن بعض قناعاته واستغلال فترة الراحة على الوجه الأكمل لتلافي النقائص التي ظهرت في الآونة الأخيرة من أجل العودة بقوة إلى الساحة وتوظيف قدرات اللاعبين بما يسمح ببلوغ المنشود على مستوى الأداء والنتائج وقطع الطريق أمام الشكوك التي من شأنها العودة بالوبال على الفريق وهو ما لاح في الجولة الفارطة عندما كانت أغلب العناصر خارج الخدمة كما لم يظهر اللاعبون الذين كانوا مطلبا ملحا من الأحباء بالمستوى المطلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد عودة الهدوء : خــــطــــــة مـــــتــــــوازنـــــة للــــغـــــرايـــــري

استأنف المدرب غازي الغرايري مهامه بصفة عادية يوم الخميس بعد أن لوّح بالانسحاب في أعقاب رفض…