بين جنوب لبنان وغزّة جرائم الاحتلال تتجاوز المدى : شهداء بالجملة ومجازر بالتفصيل..!
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) رفضت دولة الاحتلال أمس الخميس مقترح هدنة مع حزب الله طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى “النصر”، مع مواصلة جيشها شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان، يردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو شمال الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الصهيونيأمس الخميس تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية. كما أكد شن “ضربات دقيقة” على ضاحية بيروت الجنوبية، أفاد مصدر مقرّب من الحزب وكالة فرانس براس أنها استهدفت قائد وحدة المسيّرات فيه محمد سرور الملقّب “أبو صالح”، من دون أن يتّضح مصيره.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارة خلّفت قتيلين و15 جريحا.
وهذا الهجوم الصهيوني الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعدّ معقلا للحزب المدعوم من إيران.
في المقابل، واصل الحزب إطلاق رشقات صاروخية نحو شمال الكيان.
وأعلن الجيش الصهيوني في بيانين أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخا أمس الخميس من لبنان، تمكّن من “اعتراض بعضها”.
وأعلن حزب الله أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمال مدينة حيفا “بصليات من الصواريخ”.كما أعلن قصف كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة “بصليات من صواريخ فلق 2”.
وأتت هذه التطورات الميدانية إثر دعوة دول عدّة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين الاحتلال وحزب الله، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.
ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الصهيونية أكثر من 600 قتيل في لبنان بينهم العديد من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت الوزارة أمس الخميس بمقتل عشرين شخصا بينهم 19 سوريا جراء غارة طالت ليلا بلدة يونين الواقعة في محافظة البقاع (شرق) الحدودية مع سوريا.
وتعرّضت هذه المنطقة لضربات جوية مكثّفة ليل الأربعاء الخميس.
وأدى القصف الصهيوني إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد، وسوريا.
في ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الصهيونية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية”.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في النص الصادر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، “حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تضمن الأمن وتمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”.
ورحّبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالدعوة، معتبرة أنها تسمح “بمساحة للدبلوماسية للنجاح”. وعوّلت على “دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة”.
لكن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو قال أمس الخميس إن الأخير “لم يرد حتى” على “المقترح الأميركي الفرنسي”، مؤكدا أنه أمر الجيش “بمواصلة الضرب بكل قوة”.
وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.
كما رفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل “سحق” حزب الله.
أعلن الكيان الذي يخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف سبتمبر أنه ينقل “مركز ثقل” عملياته شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من المستوطنين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.
وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين الاحتلال وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا وحوالي 3000 مصاب، وحمّل الحزب الكيان مسؤولياتها.
وتلت التفجيرات غارة صهيونية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان النخبوية إبراهيم عقيل.
ويؤكّد حزب الله أنه سيواصل مهاجمة الكيان حتى ينتهي “العدوان على غزة” حيث اندلعت الحرب في أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب الدولة العبرية.
وأكّدت قطر، وهي إحدى دول الوساطة لوقف الحرب بين الاحتلال وحماس في قطاع غزة، عدم وجود رابط مباشر بين هذه المباحثات وتلك الهادفة لوقف التصعيد بين الدولة العبرية وحزب الله اللبناني.
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي في الدوحة أمس الخميس “لست على علم بوجود صلة مباشرة، لكن من الواضح أن الوساطتين متداخلتان بشكل كبير عندما تتحدث عن نفس الأطراف التي تشارك، في الغالب في هذا” المسار الدبلوماسي.
ودعا رئيس أركان الجيش الصهيوني الجنرال هرتسي هاليفي الأربعاء جنوده للاستعداد لهجوم بري محتمل في لبنان، ما أعاد ذكريات الحرب الأخيرة بين الاحتلال وحزب الله عام 2006.
من جهته، حذّر الرئيس الأميركي الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي للكيان، مجددا من خطر اندلاع “حرب شاملة” في الشرق الأوسط، رغم عدم ترجيح البنتاغون وقوع هجوم بري “وشيك”.
وكان الجيش الصهيوني أفاد الأربعاء بأنه قصف “أكثر من ألفي هدف” لحزب لله على مدى ثلاثة أيام. كما قالت الحكومة الصهيونية إنه تم إطلاق 9360 صاروخ وقذيفة على الكيان خلال عام تقريبا.
وفتح حزب الله “جبهة إسناد” لغزة وحماس على الجبهة الشمالية للكيان في الثامن من أكتوبر، وذلك غداة اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية ودولة الاحتلال.
نزوح 31 ألف شخص إلى سوريا
أعلنت السلطات اللبنانية أمس الخميس أنها أحصت عبور أكثر من 31 ألف شخص إلى سوريا، أكثر من نصفهم لبنانيون، خلال يومين هربا من الغارات الصهيونية.
وقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية في بيان: «خلال اليومين الأخيرين، سجّل الأمن العام عبور 15,600 مواطن سوري و16,130 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية».
وتقول السلطات في لبنان البالغ عدد سكانه أكثر من أربعة ملايين نسمة، إنَّ البلاد تستضيف نحو مليوني سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة. وقدمت الغالبية منهم بعد اندلاع النزاع السوري عام 2011.
والعدد الإجمالي من اللاجئين هو الأعلى لدولة في العالم نسبة لعدد سكانها.
وتواصل القصف الصهيوني العنيف أمس الخميس، لليوم الرابع على التوالي على لبنان، إذ نفذ الطيران الحربي الصهيوني موجة كثيفة من الغارات في البقاع والهرمل والجنوب، مخلّفاً أضراراً جسيمة في الممتلكات والأرواح.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس الخميس أن 19 سورياً كانوا من ضمن 20 شخصاً قضوا جراء غارة اسرائيلية طالت ليلاً بلدة يونين في شرق لبنان حيث تعرّضت مناطق عدة لقصف مكثف ليل الأربعاء الخميس، في حين قال الجيش الصهيوني إنه ضرب أهدافاً لـ«حزب الله».
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـ«فرانس براس» إنَّ «ما لا يقلّ عن 87» سوريا هم 35 رجلاً و16 امرأة و36 طفلاً، قُتلوا في التصعيد الأخير بين «حزب الله» والكيان الصهيوني في لبنان، مشيرةً إلى أن هذه الحصيلة لا تشمل قتلى غارة يونين أمس.
وأوضحت المفوضية أن 338 سوري على الأقل أُصيبوا بجروح، بينهم 126 طفل، مرجّحة ارتفاع الحصيلة جراء الغارات المستمرّة على منطقة البقاع الحدودية مع سوريا، وحيث يقيم عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين فرّوا من النزاع في بلادهم.
وأعلن الجيش الصهيوني أمس الخميس أيضاً أنه استهدف بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية يستخدمها الحزب «لنقل وسائل قتالية».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطيران الحربي الصهيوني شنّ «غارة جوية استهدفت معبر مطربا الذي يربط منطقة القصير من الجهة السورية بالأراضي اللبنانية»، مشيراً إلى «سقوط عدد من الجرحى».
وأوضح أنها «الغارة الصهيونية الأولى التي تستهدف الأراضي السورية منذ بدء التصعيد الأخير على لبنان قبل أربعة أيام».
المحكمة الجنائية تنصف غزة : أوامر باعتقال نتانياهو وغالانت من أجل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس أوامر اعتقال بحق …