2024-09-22

بدايته كانت مع الإفريقي: بـوحــوش مـُهــنـدس مـشـروع الـعمران

قبل سنوات، كان عبد السلام بوحوش، مرشحاً ليكون اسماً بارزاً في النادي الإفريقي بعد أن صعد إلى الفريق الأول شاباً، وفرض على المدربين الاعتماد عليه أساسياً، فقد كسب أهم تحدٍ وهو الانضمام إلى نادي الشعب، ولكن التجربة مع النادي الإفريقي أحذت منعرجاً مخالفاً لكل التوقعات، ليرحل عن الفريق ويخوض تجارب مع عديد الأندية التونسية، وحمل شارة القيادة في معظم هذه الأندية، ليُعرف بروحه القتالية والعزيمة التي ميّزت مسيرته، إلى أن اختفى عن الأنظار، ثم عاود الظهور مجدداً في خطة غير متوقعة وهي مدير رياضي في شبيبة العمران، فـ”ابن الجبل الأحمر”، اختار طريقاً مختلفاً عن البقية وهو العودة إلى نقطة البداية، ولئن فشل في كتابة التاريخ مع فريقه لاعباً فقد كان مهندس الصعود التاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى، بحضور قوي على منصّات التواصل ولكن أيضا بخيارات قوية ساعدته على أن يحوّل فريقه إلى نقطة مضيئة في منافسات الرابطة الثانية من حيث التنظيم وإدارة شؤونه وقوّة الاتصال والخيارات الرياضية، حيث استمد قوّته من الارتباط التاريخي بمنطقة العمران ولكن أيضا بثقة رئيس النادي والمموّل الأول للفريق، ليصبح فريق شبيبة العمران من الأندية الأفضل في تونس من حيث الهيكلة والبرمجة والتنظيم ويخرج فعلياً عن السرب في الإطار الإيجابي، وبمشروع سيسمح تنفيذه بأن يحوّل وجود الفريق في الرابطة الأولى من الحدث التاريخي، إلى استحقاق عن جدارة ذلك أن الوضع داخل هذا الفريق يختلف عن كل الأندية الأخرى، ولا يبدو أنه حديث العهد بالرابطة المحترفة الأولى.

السهل الممتنع

سياسة شبيبة العمران لم تتأثر بما يحصل داخل بقية الأندية من حيث التسارع لعقد الصفقات وجلب اللاعبين واتخاذ القرارات “الشعبوية”، فالفريق تعامل مع موسمه الأول في الرابطة الأولى بهدوء وذكاء قاده إلى تحقيق انتصار أول، ولكن الأهم هو وجود رصيد بشري متكامل، لا يوجد بينه نجم من الصف الأول أو لاعبين يفوقون البقية شهرة، فالفريق تأسس على مبدأ المجموعة قبل الفرديات وهو ما يُفسّر الهدوء الذي يرافق نشاطه منذ بداية الموسم، وطبعا فإن تأمين البقاء، وهو الهدف الأساسي للفريق لن يكون سهلا ولكن أرضية النجاح متوفرة.

والنجاح الرياضي هو أساس نجاح للمدرب واللاعبين في المقام الأول، لأنهم أبطال اللعبة وحقيقة الميدان هي الفيصل في كل الحالات، ولكن ما حصل في شبيبة العمران يُعتبر إنجازاً فهو من بين الفرق القليلة التي تملك خطة عمل واضحة ومشروع متكامل يتماشى مع قدرات النادي، فرغم الطموحات الكبيرة إلا أن هناك عقلانية في التصرف، ولهذا فإن عبد السلام بوحوش، هو “روح” هذا المشروع وقد حقق نجاحاً في بداية دوره الجديد لا يمكن أن تحجبه بعض التصرفات العنيفة أو العبارات التي تصدر منه في بعض الفترات، فلا يوجد مشروع متكامل ولكن البداية واعدة، واليوم سيكون الفريق في أصعب اختبار عندما يواجه النادي الإفريقي في واحدة من أصعب المقابلات للفريق، ولمديره الرياضي الذي سيواجه الجماهير التي شهدت انطلاقته لاعبا، وستشهد اليوم بدايته في عالم التسيير الرياضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المنتخب ودع 2024 بـ5 انتصارات وبـ4 مدربين : حـصــاد كـــارثـي بـفـشـل فـي أهـم الأهـــداف

سيدخل المنتخب الوطني، مثل كل المنتخبات في عطلة مطولة نسبيا والأمر يهم المنتخب الأول، الذي …