في الأسبوع الأول: الحملة الانتخابية في الفضاء الافتراضي أبرز من الحملة الميدانية
انطلقت الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقرّرة ليوم السادس من أكتوبر 2024 منذ يوم 14 سبتمبر الجاري في الداخل بعد يومين من انطلاقتها خارج حدود الوطن، ومثلما أكدت ذلك عضوة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء العبروقي في عديد وسائل الاعلام فإن نسق الحملة بطيء، ومن المتوقع ان يشهد خلال الأيام القادمة نسقا تصاعديا ربّما كما حصل تقريبا في الانتخابات العديدة السابقة التي عرفتها بلادنا منذ 2011.
أمّا المسألة الثانية الأبرز في انطلاقة هذه الحملة التي تستغرق 21 يوما، وتحديدا بعد مرور أسبوعها الاول فهي دون أدنى شك اختلاف منسوب الحملة بين الفضاءين الافتراضي والواقع إن جاز القول، والهيمنة الى حدّ الآن هي لمواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية حيث كانت الحملة أبرز وأثرى واكثر طرافة وجاذبية.
في الواقع، اقتصرت الحملة الى حد الآن على بعض الاطلالات الاعلامية للمترشحين بعد صدور بياناتهم الانتخابية.
وقد برز بالخصوص المترشح عن حركة الشعب زهير المغزاوي الذي زار أكثر من ولاية خلال الاسبوع المنقضي والتقى بالمواطنين في الشوارع والأسواق والساحات العامة ووزع بيانه الانتخابي وتحادث مع المواطنين وقد كان مرفوقا ببعض الأعضاء من الحزب واللاّفت غياب الحماسة التي كنا نسجلها في الاستحقاقات الرئاسية السابقة.
وبالنسبة إلى المترشح الهاشمي الزمال، وبحكم ظرفه الاستثنائي باعتباره موقوفا في السجن على خلفية شبهة ارتكاب مخالفات وجرائم انتخابية، لم يتأخر فريق حملته في عقد ندوة صحفية وتوزيع البيان الانتخابي وتكثيف الحضور في الاعلام استجابة لدعوة المؤسسات الاعلامية التي توجه لها الدعوة.
والحقيقة ان صعوبات موضوعية سترافق الحملة الانتخابية لهذا المترشح قد تدفع بفريقه للاجتهاد لابتكار طرق دعائية جديدة متطابقة بطبيعة الحال مع القانون.
من جهة أخرى، كانت حملة المترشح قيس سعيد شبيهة بحملة مرشح حركة الشعب من حيث اختيار الزيارات الميدانية كأسلوب للاتصال المباشر مع المواطنين في غياب المترشح نفسه حتى الآن إلى جانب توزيع البيان الانتخابي ورفع الشعارات.
في المقابل، وخلافا لما سجلناه في الميدان وسجلته هيئة الانتخابات نفسها التي رصدت جملة من المخالفات الانتخابية لفتت أنظار المترشحين لها، عرف الفضاء الافتراضي درجة كبيرة من الحماسة يكتشفها المبحر في الشبكة العنكبوتية بسهولة في صفحات التواصل الاجتماعي وفي التدوينات والتعاليق المنحازة أو المنتقدة لهذا المرشح أو ذاك.
وللأسف فإن حالة من الانفلات صبغت هذه الحملة في الفضاء الافتراضي بلغت ذروتها في درجة الدفاع أو الاستعداء أحيانا أو السخرية والتندّر أحيانا أخرى.
وكما هو معلوم فان المزاج العام أو الرأي العام قابل لتأثير كبير مما ينشر في هذا الفضاء الافتراضي الذي تجد الجهات الرقابية صعوبة ربما في تأطيره، والطريف ان المترشحين أو انصارهم يراهنون كثيرا على هذا الفضاء ويعتبرونه ساحة للحملة الانتخابية المثالية التي تقسم ظهر الخصوم وتحقق الفوز للمحظوظ باتقانه للعبة الدعاية بواسطة هذه الوسائط العصرية والتكنولوجيا الحديثة للمعلومات.
وحتى بالعودة الى التجارب المقارنة فان كثيرا من الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والتشريعية والبلدية في مشارق الارض ومغاربها حكمها الفضاء الافتراضي وحسمت أمرها الحملات الممنهجة والتي خلافا لما يعتقده البعض مكلفة ماديا.
هي متطلبات العصر وتمظهرات الديمقراطية الحديثة التي ارتقت بالتواصل بين الناخبين والمترشحين من العلاقة الأفقية والعمودية المباشرة الملموسة الى العلاقة الافتراضية والتي برهنت الوقائع انها مجدية وايجابية فكيف ستسير الأمور في ما تبقى من حملتنا الانتخابية لسباق الرئاسة في بلادنا؟
في الذكرى الأولى لملحمة طوفان الأقصى «7 أكتوبر..»: نصف الطريق إلى.. القدس عاصمة فلسطين
بكثير من الألم والحزن لفقدان آلاف الأشقاء، لكن أيضا بكثير من الاعتزاز والثقة والتفاؤل نحيي…