مدارس جديدة تدخل السوق التونسية : بحث عن التميـّز… أم تــجـــربـــة مـــخــتـــلــفــــة؟
تعاقد النادي الصفاقسي مع المهاجم الألباني هيباج ليكون ثاني لاعب أوروبي يعزّز صفوفه في «الميركاتو» الصيفي بعد متوسط الميدان البرتغالي بيدرو، غير أن ضمّ لاعب من دولة مغمورة في كرة القدم يؤكد توجّه الفرق التونسية نحو مدارس جديدة على أمل إيجاد «العصفور النادر» واللاعب القادر على صنع الفارق باعتبار أن دور العناصر الأجنبية أصبح مهما للغاية، فعلاوة على الألباني ديباج والبرتغالي بيدرو، شهدت الجولة الافتتاحية للمرة الأولى ظهور لاعب من جنوب افريقيا وهو جناح الترجي الياس موكوانا وضمّ مستقبل قابس المهاجم أيوب الحميدي من جبل طارق في انتظار الحسم في مصيره كما يجري لاعب ياباني اختبارا مع قوافل قفصة لتكون البطولة الوطنية قبلة لمدارس مختلفة رغم معاناة أغلب فرقها من الناحية المادية وكذلك الاشكالات التي رافقت العناصر الأجنبية وجعلتها محلّ عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ومع عودة المدربين الأجانب إلى البطولة الوطنية وخاصة من القارة العجوز بوجود برتغاليين وفرنسي على رأس المراهنين على الألقاب، كان من الطبيعي أن يختار أغلبهم عناصر تتماشى مع طريقة لعبهم وفلسفتهم التدريبية فضلا عن التعويل على أبناء جلدتهم فعلاوة على النادي الصفاقسي الذي ضمّ مدربا ولاعبا من البرتغال كان النادي الإفريقي قريبا من التعاقد مع متوسط ميدان فرنسي بتوصية من مواطنه بيتوني لولا سقوط الصفقة في الماء لاعتبارات صحية.
تراجع
طغت المدرسة الجزائرية على التعاقدات في السنوات الأخيرة وبدرجة أقل السوق الليبية وخصوصا مع اعتبار لاعبي شمال افريقيا محليين قبل أن تتراجع التمثيلية بصورة كبيرة بسبب غياب الإضافة من جهة والمشاكل التي رافقت أغلبهم من جهة أخرى حيث عانى النجم الساحلي والنادي الافريقي من الويلات بسبب تعاقدهم مع لاعبين جزائريين كان حضورهم هافتا والتخلص منهم مكلفا للغاية كما أن الأولمبي الباجي واتحاد تطاوين أغلقا ملفي لاعبين جزائريين بصعوبة وقبلهما النادي الصفاقسي ومازال الترجي يبحث عن صيغة لفكّ الارتباط مع رياض بن عياد.
وكان من المنطقي أن لا تتهافت الفرق التونسية على السوق الجزائرية رغم أن الصفقة الأبرز كانت لنجم «الخضر» يوسف البلايلي والذي لعبت علاقته الخاصة مع الترجي دورا في عودته للمرة الثانية بينما ركّزت بقية الفرق على اللاعبين الأفارقة الذين واصلوا غزو البطولة الوطنية وهو أمر طبيعي ومعتاد بحكم أن تونس تبقى واجهة مهمة للبروز رغم التراجع الحاصل في المستوى الفني خلال المواسم الأخيرة والعائد إلى المشاكل العويصة التي تعانيها الكرة التونسية على مستوى البرمجة والبنية التحتية والامكانات المادية.
انعكاس محدود
لعبت عودة الترجي الى السوق اللاتينية دورا في تتويجه باللقب المحلي وتوهّجه قاريا حيث قدّم الثنائي البرازيلي رودريغو رودريغاز ويان ساس مستوى متميزا في موسمهما الأول في القارة السمراء ليعطي ذلك انطباعا حول عودة الفرق التونسية الى التعاقدات من بلاد «الصامبا» وهي الموجة التي كانت سائدة منذ منتصف التسعينات قبل تراجعها تدريجيا غير أن الواقع كان مغايرا إذ لم تعقد صفقات مماثلة لاعتبارات مالية ورياضية لتواصل أغلبها في نفس المنهج المعتمد خلال المواسم الفارطة بالتركيز على السوق الافريقية سواء للمراهنين على اللقب أو البقية مع وجود استثناءات على غرار النادي الصفاقسي الذي راهن على مدرب برتغالي وكذلك مدير رياضي سابق للمنتخبات الوطنية يملك دراية كبيرة بالبطولات الأوروبية.
النجاح ليس مضمونا
ليس غريبا عن البطولة الوطنية وجود لاعبين من دول أوروبا الشرقية أو جنوب القارة السمراء وكذلك وسط القارة الأمريكية غير أن فرص النجاح متفاوتة بحكم أن التأقلم سريعا مع الأجواء مهم لتفادي الضغوطات المبكّرة وتأمين انطلاقة مثالية تؤكد نجاح استراتيجية الفرق التي راهنت على مدارس جديدة لتغطية النقص الحاصل في بعض المراكز والتي أصبحت عملة نادرة في بطولتنا كقلب هجوم أو لاعب ارتكاز محوري.
وساعدت عديد العوامل على التعاقد من بطولات جديدة ومنها العامل المادي باعتبار أن المقابل ليس كبيرا مقارنة بجلب أسماء معروفة كما أن عالم الاحتراف قلّص المسافات كثيرا وهو ما يبرزه انتقال بعض اللاعبين التونسيين إلى بطولات مغمورة في أوروبا أو وجهات غير مألوفة في شرق القارة الآسيوية كالهند وماليزيا ليكون البحث عن وجهات جديدة أمرا محدودا شريطة وجود الحدّ الأدنى من القيمة الفنية.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…