تعرض لهجمة غير بريئة من جماهير اتحاد العاصمة : أومـارو كـسـب التـعاطـف والتأييد.. فهل يرد بقـوة فوق الميدان؟
مرّ على وجود لاعب منتخب النيجر يوسوفا أومارو حوالي أربعة مواسم قضى من بينها موسمان ناجحان إلى أبعد الحدود مع الاتحاد المنستيري قبل أن يساعده هذا التألق اللافت للانتقال إلى صفوف الترجي الرياضي في الموسم الماضي، ليغادر سريعا فريق باب سويقة ويلتحق منتصف الموسم بالملعب التونسي، ليستعيد توهجه وتألقه ويساهم في حصول فريق باردو على كأس تونس، وهذا التتويج أهّل الفريق للمشاركة هذا الموسم في مسابقة كأس «الكاف».
بيد أن ما حصل عقب المباراة الأخيرة للملعب التونسي التي جمعته بفريق اتحاد العاصمة الجزائري كان بمثابة الحدث النادر الذي لم يحصل سابقا في مسيرة هذا اللاعب، حيث أنه تعرض لحملة عنيفة وقوية للغاية من قبل شقّ كبير من أنصار الفريق الجزائري الذين تحدثوا عن خروج اللاعب عن النص وإصداره بعض العبارات الخارجة عن النص ضد فريق اتحاد العاصمة مباشرة إثر نهاية المقابلة الأخيرة، وهذه الحملة وصفت بـ»العنصرية» بسبب كمية الشتائم والنعوت الصادرة بحق هذا اللاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل هؤلاء الأنصار.
اللاعب على حق
ما يمكن تأكيده في هذا السياق أن أومارو ربما انفعل نسبيا بعد المباراة وكان بصدد الحديث فوق الميدان مع عدد من زملائه في الفريق، وحتى وإن فرضنا أنه تلفظ ببعض العبارات غير الملائمة، فإن الأمر يكاد يكون عاديا ومألوفا في أغلب الملاعب، والأكثر من ذلك أنه لم يتحدث إلى لاعبين أو مسؤولين من الفريق المنافس أو توجه مباشرة بهذه العبارات إلى الجماهير الجزائرية التي تابعت اللقاء في مدرجات ملعب رادس، وكل ما في الأمر أن أحد الحاضرين كان يرصد فرحة لاعبي الملعب التونسي عقب المقابلة قبل أن ينشر مقطع الفيديو التي يتضمن نقاش أومارو مع بقية زملائه محفزا إياهم من أجل تأكيد مباراة الذهاب واقتطاع بطاقة التأهل من العاصمة الجزائرية بالذات، وتبعا لذلك فإن كل ما صدر عن الدولي النيجري هو تصرف عادي وطبيعي من قبل لاعب كان بصدد خوض مباراة صعبة وقوية وحاسمة هدفها التأهل إلى دور مجموعات المسابقة القارية، ولذلك كان من الأجدى عدم تهويل الأمر والنأي عن تأويل هذه العبارات التي لا يمكن بالمرة تصنيفها ضمن خانة التصريحات الاستفزازية، بل على العكس من ذلك فإن عددا كبيرا من الجماهير الجزائرية المناصرة لاتحاد العاصمة مارست أسوأ أنواع الهرسلة وأبشع النعوت العنصرية بحق هذا اللاعب متوعدة إياه بـ»الانتقام» في مباراة العودة، لتبدو هذه الحملة الشرسة غير بريئة بل هي أشبه بحملة هرسلة وتخويف لا تخص أومارو لوحده بل تمس بقية زملائه، والهدف من ذلك يبدو واضحا وهو تشتيت تركيز لاعبي الملعب التونسي وجعلهم يخوضون المباراة المنتظرة وسط ضغوط نفسية قوية للغاية.
تضامن وتعاطف دون حدود
قد لا تكون هذه الحملة الممنهجة بحق أومارو الأولى أو الأخيرة ضد أحد اللاعبين، ذلك أن بعض الجماهير تعمد إلى اعتماد سياسة الترويع والحروب النفسية خلال المباريات الحاسمة، بيد أن ما تعرض له أومارو جعله يحظى بدعم كبير من قبل مختلف مكونات المشهد الرياضي، حيث أكدت جماهير الملعب التونسي وقوفها ومساندتها المطلقة لهذا اللاعب، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه عدد من اللاعبين المحليين الرياضيين وكذلك المتابعين للكرة التونسية، والسبب الأساسي في ذلك أن أومارو لم يكن أبدا ذلك اللاعب المشاغب الذي يثير المشاكل بل إن علاقته بمختلف الأطراف يسودها الاحترام والإعجاب بقدرات هذا اللاعب الذي قدّم الإضافة إلى الكرة التونسية وساهم في تألق الاتحاد المنستيري سابقا والملعب التونسي في الوقت الراهن.
ملف التحكيم يطرح مبكرا هذا الموسم : أخطاء وعقوبات بالجملة.. فهل يظهر «الفار» قريبا؟
استأثرت بطولة الموسم الحالي بكثير من الاهتمام والمتابعة، ليس فقط بسبب قوة المنافسة وتحسن ن…