بعد تسجيل أربع رجات أرضية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة : الخبير “عامر بحبة” الباحث في المخاطر الطبيعية لـ«الصحافة اليوم»:تواتر الرجات الأرضية عادي ولا يمثل مبعثا للتخوفات
سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة أربع رجات أرضية خفيفة في كل من الكريب من ولاية سليانة التي سجلت ثلاث رجات متتالية ليلة 18 سبتمبر الجاري والوردانين من ولاية المنستير وفق ما نشره المعهد الوطني للرصد الجوي.
كما تشير بيانات محطات رصد الزلازل، إلى أن تونس سجلت 21 رجة أرضية منذ مطلع العام 2024 ما فتح النقاش بشأن تواتر الرجات الأرضية ومدى خطورة حدوث زلازل.
وقد أثار تواتر مثل هذه الرجات حيرة ومخاوف المواطنين لاسيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من البلدان على غرار المغرب وتركيا وسوريا والذي تلته آلاف الهزات الأرضية.
ولتفسير هذا النشاط الزلزالي وتواتر الرجات ومدى خطورتها وهل يدفع الوضع للتخوف يقول الخبير عامر بن بحبة الباحث في المخاطر الطبيعية في تصريحه لـ«الصحافة اليوم» أن نشاط الزلازل في تونس يعتبر ضعيفا ويتميز بعدم القوة والشدّة، ويتمّ يوميا تسجيل رجات أرضية يشعر المواطنون بالبعض منها والبعض الآخر يمرّ بسلام.
وأوضح الخبير أن الواقع الجيولوجي والتكتوني لتونس لا يسمح بحدوث زلازل عنيفة بالعنف الذّي نشهده في أماكن أخرى فيها صفائح نشطة حاليا مشيرا إلى أن تونس تقع على الصفيحة الأفريقية التي هي في تصادم مستمر مع الصفيحة الأوروبية مما يخلف رجات أرضية «عادة تكون خفيفة» في تونس باعتبارها بلدا بعيدا عن مركز التصادم، إذ لا تتجاوز الرجات المسجلة، 3 درجات بمقياس ريشتر وأكد أن تونس تسجل سنويا بين 20 و40 رجة لكنها لا تتعدى قوتها 4،5 و5 درجات على أقصى تقدير ولا تشكل خطورة وليست لها تداعيات أو خسائر مادية ملحوظة.
وبين الأستاذ عامر بحبة بأن البحر الأبيض المتوسط منطقة تصادم صفائحي ويصنف كمنطقة زلزالية نشطة جدا مؤكدا أن مئات الرجات الأرضية التي تحدث يوميا بعضها يتم رصده عبر محطات رصد الزلازل وبعضها الآخر لا يشعر به نتيجة ضعف قوته.
واستبعد الباحث في الكوارث الطبيعية حدوث زلازل مدمرة في تونس إلا «في حالات استثنائية ونادرة جدا» مشيرا إلى أن أعنف زلزال تم تسجيله في تونس كان سنة 1970 بمنطقة سيدي ثابت على بعد عشرات الكيلومترات شمال العاصمة تونس و بلغت قوته 5.9 درجة.
كما تظهر خريطة الأحداث الزلزالية المنشورة في موقع المعهد الوطني للرصد الجوي المناطق التي شهدت هزات أرضية والتي تشير إلى عدد من الولايات بينها بنزرت وتونس ونابل، وسوسة، وسليانة والمنستير.
وبين عامر بحبة بأن تواتر تسجيل هزات أرضية بعدد من المناطق في تونس هو نتيجة تواجدها في الحزام الزلزالي بمنطقة التصادم بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروبية.
وأضاف بحبة أنه من حسن حظ تونس أنها تقع وسط الصفيحة الأفريقية مما يجعل الزلازل خفيفة ولا تتجاوز 5 درجات على سلم ريشتر، موضحا أن «هذه الرجات الخفيفة ناجمة عن تصدعات صفائحية بمنطقة البحر الأبيض المتوسط».
الدورة الأولى للمنتدى التونسي للبيولوجيا الطبية : ملتقى 1000 مهني من تونس و من العالم
تنظم الجمعية التونسية للبيولوجيا السريرية بالتعاون مع النقابة التونسية للبيولوجيين الخواص …