تسعى الحكومة إلى التسريع في إعداد والمصادقة على جملة من مشاريع النصوص المتعلقة بانجاز المشاريع الكبرى المعطلة ومن بينها مشروع إحداث مؤسسة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان التي سيعهد انجازها إلى شركة صينية. كما ستعمل على التسريع في مشاريع النقل العمومي من خلال تجديد أسطول الحافلات والانتهاء من مشروع القطار السريع لتونس.
وقالت الرئاسة التونسية إن الصين ستتولى تشييد مشاريع كبرى في البنية التحتية من بينها مدينة صحية في القيروان وسط تونس، في مؤشر على زيادة الحضور للشريك الصيني. ولتجسيم ذلك تم توقيع مذكرة تفاهم مع الصين لإنجاز مشروع المدينة الصحية.
ومن الملاحظ أن أهم المشاريع التي تعتزم الحكومة انجازها تحظى بشراكة صينية رغم ارتباط تونس الوثيق مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكها الاقتصادي والتجاري الأول. لكن الانكماش الاقتصادي الذي تعيشه البلاد في السنوات الاخيرة و تفاقم الأزمة الأقتصادية جعل من الضروري البحث عن حلول بديلة حيث بدأت تونس خطوات من أجل انفتاح أوسع على الشريك الصيني وبلدان مجموعة البريكس. كما تسعى تونس إلى الانخراط بفاعلية في مبادرة «الحزام والطريق» الصينية منذ عام 2018 التي تضم عديد البلدان حيث تنضوي تحتها عديد اتفاقات التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبحث العلمي والبنية التحتية.
ومن بين المشاريع الأخرى التي تحدثت عنها الرئاسة التونسية، مشروع القطار السريع الذي يربط بين شمال تونس وجنوبها ومشروع إعادة تهيئة الحي الأولمبي بالمنزه في العاصمة وصفقة لاقتناء حافلات للنقل العمومي.
وتجسيدا لهذا التوجه حلت الصين في المركز الثالث كأكبر مورد للسلع الاستهلاكية لتونس اعتبارا من عام 2021، حيث بلغت الواردات السنوية 2,2 مليار دولار في ذلك العام. كما افتتحت الصين مؤخرا أكاديمية دبلوماسية في تونس . ومع ذلك تشير التقارير الاقتصادية إلى أن الاستثمارات الصينية في تونس تبقى ضعيفة ولم تحتل الصين سوى المركز 35 في قائمة الدول التي تستثمر بنشاط في تونس عبر 12 شركة وبحجم استثمار لا يتجاوز 103 مليون دينار.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد حث في لقاء مع رئيس الحكومة كمال المدوري على التسريع في إعداد النصوص المتعلقة بعدد من المشاريع الكبرى ومن بينها مشروع أمر يتعلق بإحداث مؤسسة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان وبضبط تنظيمها الإداري والمالي وطرق تسييرها بعد أن تم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم مع جمهورية الصين الشعبية تتعلق بهذا المشروع. كما تم التعرض، أيضا، إلى اقتناء عدد من حافلات النقل العمومي في أسرع الأوقات ومشروع القطار السريع الذي يربط بين شمال تونس وجنوبها ومشروع إعادة تهيئة الحي الأولمبي بالمنزه فضلا عن عدد من المشاريع الأخرى في إطار التعاون بين تونس والصين، تجسيدا لاتفاق إقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين خلال زيارة الدولة التي أداها رئيس الجمهورية إلى الصين خلال الفترة الممتدة من 28 ماي 2024 إلى 1 جوان 2024.
التونسيون بالخارج شركاء في خلق الثروة وفي التنمية
تبرز المؤشرات النقدية والمالية التي نشرها البنك المركزي التونسي مؤخرا نسقا تصاعديا في تحو…