الأسعار من نار : التهيّؤ للعودة المدرسية بالإمكانيات المتاحة..!
رغم تهرؤ المقدرة الشرائية وارتفاع أسعار مستلزمات الدراسة وضعف الامكانيات الا أن العائلات التونسية كانت في الموعد استعدادا للسنة الدراسية الجديدة وهي حقيقة تعكسها الديناميكية والحيوية التي تعرفها العديد من المحلات التجارية بالعاصمة وبالولايات الداخلية للبلاد ناهيك عن الاكتظاظ بالمكتبات دون أن ننسى الإقبال على الفريب ومحلات بيع المواد المدرسية بالسوق الموازية.
ديناميكية وحركية ونشاط في كل الفضاءات ، ومظاهر الاستعداد للعودة المدرسية تجلت في أعداد المواطنين في كل الفضاءات والاماكن بحثا عن ضالتهم من ملابس واحذية وكتب وكراسات….
التونسيون ،يستعدون للعودة المدرسية رغما عن أنف كل الصعوبات الاجتماعية المطروحة ورغما عن ضعف الإمكانيات ومحدوديتها…في سبيل العلم تقدم كل التضحيات وتسقط كل التبريرات وفي سبيل العلم تعمل العديد من مكونات المجتمع المدني على التكثيف من حملات المد التضامني للإحاطة بأكثر العائلات المعوزة والمفقرة ومحاولة أن لا يحرم اي طفل من حقه في العلم.
يقول في هذا السياق السيد لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك –منظمة غير حكومية- انه في ظل إجراءات إنعاش المقدرة الشرائية التي تعمل الدولة على بلوغها من خلال وضع حد لكل من تخوّل له نفسه التلاعب بالأسعار أو القيام بأي نوع من التجاوزات من خلال تكثيف الرقابة والى حين انفراج الأزمة وتعديل الأسعار فان التونسي يتعامل مع الأحداث ويطوعها تماشيا مع ميزانيته وحدود صمودها فيتكيف مع الأوضاع خاصة بعد خروجه من مواسم تعد كلها ثقيلة ومكلفة على غرار موسم «الخلاعة»…
ولكن رغم كل الصعوبات فالتونسي يتأقلم مع وضعه الاجتماعي ولا يتوانى عن التهيؤ للسّنة الدراسية الجديدة ويحاول توفير مستلزمات الدراسة بشتى السبل بالاقتراض والسلفة متحديا بذلك كل الأزمات ويتكيّف مع الأوضاع ويراوح بين الملابس الجاهزة و الفريب ويؤجل استخلاص فواتير الماء والكهرباء وعديد الالتزامات الضرورية الاخرى.. للتمكن من استخلاص معاليم رياض الأطفال واشتراك النقل ومعاليم السكن لمن له أبناء بالمؤسسات الجامعية.
مشيرا في الآن ذاته الى أن شطط الأسعار يدفع بالعديد من العائلات إلى التوجه نحو الملابس المستعملة حيث تشهد محلات بيع الملابس المستعملة أو ما يعرف بالفريب بدورها ديناميكية وحركية خلال هذه الأيام مع اقتراب العودة المدرسية،من قبل شق كبير من المواطنين ، والإقبال على هذه المحلات لا يمكن استغرابه باعتبار أن الفريب بات يمثل ملاذا للعديد من الأسر هربا من شطط الأسعار في محلات بيع الملابس الجاهزة ففي هذه الأسواق «أسواق بيع الملابس المستعملة» ورغم ارتفاع أسعار بعضها إلا أنها مازالت تمثل وجهة المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية وكفيلة بتمكينهم من اقتناء حاجياتهم وإدخال البهجة خاصة في نفوس الأطفال بمناسبة العودة المدرسية .
ويؤكد محدثنا على ضرورة العمل على إنعاش المقدرة الشرائية لان المواطن لم تعد له القدرة الكافية على الصمود أمام سيل الطلبات المتتالية والتي لا يمكن باي شكل من الاشكال الاستغناء عنها ولكن رغم ذلك فانه يكتفي وفي كل الأحوال بالحد الادنى المطلوب مجبرا وليس مخيرا….
تجدر الإشارة الى أنّ أسعار مستلزمات العودة المدرسية سجّلت زيادة تتراوح بين 10 و 12 % مقارنة بالسنة الماضية، على غرار الزي الرياضي، المحفظة، الميدعة والأدوات المدرسية، مع محافظة الكتاب المدرسي والكراس المدعم على السعر نفسه وفق المنظمة التونسية لارشاد المستهلك.
العقوبات التأديبية بالمؤسسات التربوية : مراجعتها ودراسة جدواها من الضروريات…
تمثل العقوبات التأديبية بأنواعها الموجهة للتلاميذ من قبل المربي ملفا من الملفات الحار…