من أبرز الإشكاليات المطروحة مع بداية كل سنة دراسية: مطالب النُّقل من مؤسسة تربوية إلى أخرى …!
لعل أكثر الإشكاليات المطروحة سنويا مع كل عودة دراسية إلى جانب اسعار لوازم العودة تلك المتعلقة بمطالب النُّقل من مؤسسة تربوية إلى أخرى وهي معضلة تشمل كل المؤسسات التربوية من الأساسي وصولا إلى المؤسسات الجامعية…
ولعل البحث عن النقلة من مؤسسة إلى أخرى يخضع إلى عدة أسباب أهمها البعد والظرف الاجتماعي والصحي وغيرها من المعطيات الأخرى التي تحول دون التحاق التلميذ بالمؤسسة المعنية وينطلق بذلك ماراطون اللهث وراء إيجاد المؤسسة الأقرب لمحل السكنى والتي تراعى فيها حزمة من الظروف تمكن من تسهيل عملية التعلم للمعني بالأمر.
يقول في هذا السياق الدكتور عبد القادر حمدوني أستاذ جامعي انه لايمكن مقارنة التعليم الأساسي والثانوي بالتعليم الجامعي لاختلاف خصوصيات المراحل التعليمية المذكورة باعتبار أن التعليم الأساسي والثانوي يكون فيه التلميذ في حاجة إلى مرافقة ورعاية العائلة من الناحية النفسية والاجتماعية والمادية تجنبا طبعا لمخاطر الشارع والتنقل اما التعليم العالي فيخضع لعملية نوعية وهي عملية خاضعة للتنافس على أساس النتائج المحققة في الباكالوريا وطاقة الاستيعاب الجملية باحتساب طاقة كل مؤسسة في كامل تراب الجمهورية.
ويضيف محدثنا ان عملية النقلة ساهمت في بعض المرات في إعلان غلق بعض المؤسسات الجامعية مشيرا انه في عديد الأحيان تخضع النقلة لموافقة المؤسسة الأصلية فإلى جانب مراعاة الجانب الاجتماعي والصحي فانه تقع مراعاة عنصر المحافظة على ديمومة المؤسسات الجامعية.
ويؤكد محدثنا ان الفضاء الجامعي يساهم في تكوين شخصية الطالب من خلال الاعتماد على ذاته عند الابتعاد عن العائلة والتوجه إلى جامعات بمختلف الجهات فالجامعة تخلق نوعا من الترابط بين الطلبة من مختلف ولايات الجمهورية وتتكون الصداقات ويتأقلم الطلبة مع مناخهم الجديد مما يجعل بعضهم يعدل عن فكرة النقلة بعد قضاء سنته الدراسية الأولى…
اشكالية النقلة من مؤسسة تربوية إلى أخرى ليست حكرا على العاصمة ولكنها تشمل كل الجهات، ويقول في السياق نفسه رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ رضا الزهروني ان هذه الاشكالية تعود إلى عدة أسباب أهمها سوء البرمجة والمتابعة للضغط الديمغرافي لمراعاة جانب الضغط على المؤسسات وتكون طاقة الاستيعاب متناغمة مع النمو الديمغرافي وتتماشى وخريطة المؤسسات.
ويضيف الزهروني من الضروري ان يدرس التلميذ في أقرب مؤسسة تربوية لمقر سكناه وفي ذلك تحقيق لراحته وراحة العائلة والاطار التربوي .معتبرا في الان ذاته أن دراسة التلميذ في مؤسسة تبعد عن مقر سكناه تقلب موازين العائلة وتربكها خاصة تلك التي لديها أكثر من ابن في مستويات تعليمية مختلفة مما يحيل طبعا الى صعوبات تعترضها على مستوى النقل والمصاريف بمختلف أنواعها…
ويشير محدثنا الى ان الضغط على مؤسسة تربوية دون غيرها له انعكاسات سلبية على بقية المؤسسات الأخرى ولعل ذلك يشي طبعا بسوء البرمجة في الآن ذاته أكد محدثنا ان إقبال الأولياء على بعض المؤسسات يخضع لعنصر الجودة ونسب النجاح العالية بها مما يجعل لديهم رغبة ملحة لإلحاق منظوريهم بها كلفهم ذلك ما كلفهم حيث يعمد بعضهم إلى اعتماد اقامة أقاربهم قرب هذه المؤسسات كحجة لإلحاقهم بها وهو ما يتسبب في ضياع حق شقّ كبير من التلاميذ الذين يجدون أنفسهم خارج القائمة ويتم توجيههم إلى مؤسسات بعيدة عن مقر سكناهم..
في ذات السياق أفاد رئيس المنظمة التونسية لارشاد المستهلك لطفي الرياحي الى ان المنظمة تلقت العديد من التشكيات حول معضلة النقلة من مؤسسة إلى أخرى والتي يكون فيها الجانب الاجتماعي من اكثر الأسباب الكامنة وراء هذا الطلب زائد ضبابية المعلومة وكثرة الوثائق في ما يخص الحصول على المنحة الجامعية بالإضافة إلى معضلة السكن التي تؤرق شقا كبيرا من العائلات.
عن الطلبة وعلاقتهم بوسائل النقل العمومي : سيناريو التأخر عن موعد الدرس يتواصل..!
لعل تعزيز أسطول النقل العمومي بات أمرا ملحا وأكثر من ضروري فالنقص الفادح في الأسطول يعدّ م…