في الذكرى 68 لانبعاثه: الحرس الوطني مفخرة من مفاخر الوطن
أحيت تونس يوم أمس 6 سبتمبر 2024 الذكرى الثامنة والستين لانبعاث الحرس الوطني. وهو المؤسسة الأمنية التي لها مآثر عديدة في كل مراحل تاريخ تونس منذ انشائها عام 1956 الى اليوم.
وفي كل سنة وبهذه المناسبة يتجدد الإكبار لدور هذا السلك في كل المحطات التاريخية المهمة تماما كما يتجدد التعبير عن آيات الخشوع والترحم على الأرواح الزكية لشهداء هذا السلك من أبناء تونس البررة الذين ضحوا من اجل ان تكون راية الوطن دائما خفاقة.
فقد كان للحرس الوطني ضلع كبير في مرحلة بناء التأسيس ذلك انه ساهم في معركة الجلاء رغم انه كان فتيا في تلك اللحظة ولم يتمرس بالقتال ومع ذلك خاض هذه الحرب مع الجيش الوطني والمواطنين المتطوعين وقدم درسا في البسالة والذود عن الوطن وكان له دور في جلاء آخر جندي فرنسي عن تراب تونس ودفع أبناء هذه المؤسسة دماءهم الزكية من اجل هذا الهدف النبيل.
وبعد تحقق الهدف المنشود وتحقيق الاستقلال جاءت مرحلة البناء الوطني وتأسيس دولة حديثة وهنا كانت مشاركة سلك الحرس الوطني كبيرة وفعالة سواء عبر العمل الميداني الأمني أو حتى بعض الأعمال المدنية التي شارك فيها بشكل مباشر او غير مباشر.
أما في المرحلة الأخيرة من تاريخنا الآني والتي عايشنا تفاصيلها فقد ضحى أبناء سلك الحرس الوطني بالغالي والنفيس من اجل سلامة التراب الوطني وعملوا جنبا الى جنب مع المؤسسة العسكرية وباقي الاسلاك الأمنية وبذلوا جهودا جبارة بهدف المحافظة على الأمن وحماية الحدود ومحاربة ظاهرة الإرهاب والتهريب.
والأكيد ان سلك الحرس الوطني يعد مفخرة من مفاخر تونس سواء على مستوى الجاهزية والقدرة على الاستباق والقيام بعمليات نوعية كان لها صداها وحمت تونس والتونسيين من هجمات خطيرة محتملة او على مستوى الانضباط والنجاعة في الأداء بالإضافة الى امتلاك روح الانتماء والوطنية العالية.
وربما لكل هذه الاعتبارات من المهم في كل سنة ونحن نحيي ذكرى انبعاث سلك الحرس الوطني ان نتوقف عند بطولاته ومنجزه على امتداد تاريخ تونس المعاصر وأن نحيي الجهود المبذولة من أبناء هذا السلك في اللحظة الراهنة.
فلابد أن نضع في أذهاننا ونحن نحيي هذه الذكرى البطولات الخالدة لسلك الحرس الوطني وان نستلهم من تضحيات أبنائه على مدى عقود. تماما مثلما نتوقف عند المنجز المتميز راهنا لهذا السلك والذي لا يقتصر على الدور الأمني المعروف بل يتعداه الى أدوار أخرى غير تقليدية تشمل قطاعات ومجالات أخرى كثيرة ومتعددة. ولهذه الاعتبارات كان سلك الحرس الوطني من المؤسسات الموثوق فيها جدا من قبل عموم التونسيين والتي هي مصدر فخر ويستلهم الكثير من المواطنين من مآثرها ويعربون عن الاعتزاز بها وبالدور الذي تلعبه في كل المحطات المهمة.
وباعتبار ان تونس مقدمة في غضون شهر تقريبا على استحقاق انتخابي مهم وعلى أساس أن تأمين الانتخابات يساهم فيه أيضا سلك الحرس الوطني فإنه يجدر بالذكر ان المحطات الانتخابية التي عاشتها تونس ما بعد 14 جانفي 2011 والتي كما نعلم جميعا كانت كثيرة ومتعددة وبعضها تم في لحظات شائكة ومرتبكة سياسيا وامنيا ولكن تضافر جهود كل القوات المسلحة الأمنية والعسكرية ساهم في تأمينها والمرور بتونس الى بر الأمان وعدم الانزلاق في الفوضى كما حدث في بعض البلدان الموجودة في محيطنا الإقليمي على سبيل المثال لا الحصر.
إذن ونحن نحيي هذه الذكرى المهمة يكون من المفيد التذكير بدور سلك الحرس الوطني والـتأكيد أيضا على الرهانات المطروحة عليه في اللحظة الراهنة بكل ما تحمله من صعوبات وتوترات أحيانا.
الانتخاب فعل مواطني لا للتفريط فيه!
هل نحتاج الى ان نذكّر المواطنين بأن الانتخاب حق وواجب في الآن ذات…