2024-09-06

أما آن لإفريقيا أن تنهض..؟

يشارك القادة والزعماء الافارقة في القمة الاقتصادية الصينية الافريقية والتي جدد في يومها الافتتاحي الرئيس الصيني على رغبة بلده في تطوير التعاون مع القارة الافريقية في مختلف المجالات مؤكدا أن الصين وافريقيا تمثلان ثلث سكان العالم وأن لا تنمية عالمية دونهما.

عرض الرئيس الصيني العديد من القرارات والمشاريع والمبادرات التي تعتزم بلاده تنفيذها خلال السنوات الثلاث القادمة في افريقيا بعضها في شكل استثمارات وبعضها الاخر في شكل هبات ومبادرات تعاون لكنه في المقابل لم يشر صراحة لاعتزام بلاده تكثيف واردتها من هذه القارة فحركة التعاون والتبادل التي كشف عنها تسير في اتجاه واحد من بكين إلى القارة السمراء.

يعيد هذا التفصيل الحديث عن رؤية الصين الاقتصادية القائمة على حصد المكاسب عبر مد يدها لكل الدول التي تعلن عن تعاون ثنائي معها، تعاون دائما ما يراعي مصالحها قبل كل شيء هي بذلك لا تشذ عن القاعدة التي تحتكم لها جل القوى العظمى في تعاملها مع الدول الصغرى.

وخلال العامين الماضيين وحدهما، تمت دعوة رؤساء الدول الإفريقية البالغ عددهم 54 رئيساً بشكل جماعي إلى واشنطن لحضور قمة أمريكية إفريقية استضافها الرئيس جو بايدن، وإلى سانت بطرسبرغ لحضور القمة الروسية الإفريقية الثانية مع الرئيس فلاديمير بوتين، وإلى قمة إيطاليا الإفريقية في روما برئاسة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.

كما حضر الزعماء الأفارقة تجمعات مماثلة في تركيا والسعودية، وفي جوان الماضي، التأم القادة في كوريا الجنوبية، كما سيسافر العديد منهم إلى يوكوهاما العام المقبل حيث تصبح اليابان أحدث مضيف.

لقد تحولت القارة الافريقية اليوم إلى محور دائرة الاهتمام العالمي وعلى قادتها أن يعوا ذلك وان يضعوها بين أعينهم وهم يجلسون إلى طاولات التفاوض في كل القمم العالمية التي يدعون لها.

إن افريقيا اليوم بإجماع كل اللاعبين الدوليين هي مستقبل التنمية في العالم وهذه في رأينا ورقة على قادة القارة أن يلوحوا بها كلما كانت الظروف مواتية لتحسين شروط التفاوض والتعاون مع القوى العالمية التي تسعى للاستفادة من خيراتها بأقل التكاليف الممكنة.

اليوم ربما لا نبالغ إن قلنا إن للقارة الافريقية ما يكفي من ميزات حتى تتحول إلى لاعب رئيس في الموازنات العالمية شريطة أن تغادر دولها دائرة الصراعات والانقلابات التي جعلتها دائما رقعة جغرافية مستضعفة تنهب خيراتها وتجوع شعوبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

البيت الأبيض يتعهد بعدم تكرار سيناريو 11 سبتمبر ..وماذا عن غزة؟

في الذكرة عدد 23 لهجمات الـ11 من سبتمبر زار الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس …