2024-08-31

غزة : قلق أممي وأوروبي من خطر توسّع الحرب على القطاع

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) أكد مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ «حكومات الاحتلال الصهيوني كلها والحكومة الحالية على وجه الخصوص تميل إلى الاعتقاد بأن أي شخص لا ينحاز إلى موقفها بنسبة 100% هو ضدّها وسرعان ما يتم اتهامه بمعاداة السامية» مشيراً إلى أن «هنري كيسنجر هو أول من اشتكى من هذا الموقف».

وجاء كلام بوريل ضمن مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» الصهيونية وأكد فيها أنه يحاول منذ 7 أكتوبر 2023 أن يكون صوت العقل من خلال تكرار القول إن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الحل».

وإذ أقرّ بوريل بمعرفته أنّ «من الصعب إقناع الصهاينة بهذه الفكرة في ظل الظروف الحالية» فقد تابع موضحاً أنّ «من يعارض هذا الحل عليه أن يقول ما الذي يقترحه بدلاً منه».

وقال بوريل مخاطباً الصهاينة «يمكنكم الاستمرار في حرمان الفلسطينيين من دولة وأن تحاولوا إبقاء غزة تحت الحصار والضغط بقوة على الضفة الغربية لكن هذا لن يضمن تحقيق السلام. سيتعين عليكم استخدام الكثير من القدرات العسكرية لقمع المقاومة الفلسطينية ومع ذلك فلن تعيشوا في أمن كامل». 

ودعا  بوريل إلى وقف إطلاق النار منذ توقيع أول اتفاق للإفراج عن الأسرى في نوفمبر 2023 وإلى فرض عقوبات على المستوطنين والوزراء الصهاينة المحرضين على العنف.

وكان بوريل قد أعلن في تصريحات للصحافيين قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس، أنه بدأ حملة لسؤال الدول الأعضاء في الاتحاد، عما إذا كانت تريد  فرض عقوبات على بعض الوزراء في الحكومة الصهيونية.

وأوضح بوريل أنّ «بعض الوزراء» في الحكومة الصهيونية المعنيين في هذه الحملة، هم «الذين يبعثون برسائل كراهية غير مقبولة ضد الفلسطينيين، ويطرحون أفكاراً تتعارض بوضوح مع القانون الدولي»، من دون أن يحدّد بالاسم أياً من وزراء حكومة الاحتلال الذين يشير إليهم.

وفي سياق متصل كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد سبق بوريل إلى الإعراب عن «خيبة أمله» من اعتماد «الكنيست» الإسرائيلي قراراً ينص على رفضه «إقامة دولة فلسطينية»، وأكد في بيانٍ أعلنه الناطق الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك أنّ قرار «الكنيست» لا ينسجم مع منظومة الأمم المتحدة وقراراتها والقانون الدولي والاتفاقات السابقة. 

وادانت عدّة دولٍ القرار الصهيوني من بينها الولايات المتحدة وفرنسا تركيا ومصر والأردن مُشيرةً إلى أنّ القرار يمثّل «تنصلاً من مقررات الشرعية الدولية» بينما اعتبرت الخارجية التركية أن اعتماد «الكنيست» قراراً يرفض إقامة دولة فلسطينية هو مؤشر على تجاهل «إسرائيل» القانون والاتفاقيات الدولية.

ويُذكر أنّ «الكنيست» الصهيوني تبنّى في جويلية الماضي قراراً ينص على «رفض إقامة دولة فلسطينية» واصفاً إقامة الدولة الفلسطينية في أعقاب «طوفان الأقصى» بأنها ستكون «خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني».

من جهته  اعتبر رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم جان بيار لاكروا الجمعة أن خطر توسّع الحرب الدائرة بين الاحتلال وحركة حماس اقليميا ما زال «كبيرا» محذرا من الاعتقاد بأن الأطراف المعنية لن تتجاوز خطوطا معينة.

وقال لاكروا خلال مؤتمر صحافي في بروكسل «قد يكون لدى البعض شعور بأن هناك قواعد لا يرغب أي من الأطراف في تجاوزها وبالتالي نحن في وضع أكثر استقرارا مما يبدو». وتدارك «في الحقيقة ما زال خطر التصعيد على المستوى الإقليمي كبيرا جدا».

وشدد على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قائلا «ما زلنا في وضع خطير جدا».

وشدد المسؤول الأممي على خطر التصعيد «غير المقصود» والناتج من «سوء فهم». وأوضح أن «أحد المخاطر خصوصا في جنوب لبنان هو أن كلا من الجانبين لا يفهم بالضبط ما هي حسابات الجانب الآخر».

في هذا السياق المشتعل مدّد مجلس الأمن الدولي الأربعاء لمدة عام تفويض قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) والتي تضم نحو 10 آلاف عسكري.

وتشن دولة الاحتلال منذ الأربعاء عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية المحتلة.

الأونروا تعلّق خدماتها في مخيمات الضفة

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فيليب لازاريني إن عمليات القوات الصهيونية شمال الضفة الغربية لها تأثير متواصل على عشرات الآلاف من الأشخاص في 4 مخيمات للاجئين من خلال تدمير البنية التحتية العامة والخاصة.

وأضاف أن الأونروا اضطرت لتعليق خدماتها في العديد من مخيمات الضفة، بسبب هذه العمليات التي خلفت دمارا هائلا في البنى التحتية. وأشار إلى أن أكثر من 150 طفل فلسطيني قُتلوا في الضفة منذ بدء الحرب حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف

وأكد لازاريني أن الوقت قد حان للتوصل إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ عقود لإنهاء معاناة المدنيين أينما كانوا.

وفجر الأربعاء الماضي بدأ الجيش الصهيوني تحت غطاء كثيف من سلاح الجو عملية في محافظتي طولكرم وجنين (شمال) ومخيم الفارعة قرب طوباس (شمال) قبل أن ينسحب من الفارعة وطولكرم.

و استشهد 19 فلسطينيا وأصاب العشرات واعتقل جيش الاحتلال  45 ويواصل اقتحامه طولكرم وجنين في عملية هي الأوسع منذ عام 2002.

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر صعّد الجيش الصهيوني اعتداءاته بالضفة بما فيها القدس فاستشهد 670 فلسطينيا بينهم 150 طفل وأصاب أكثر من 5 آلاف و400 واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم الـ344 من العدوان على غزة: قصف صهيوني على القطاع و64 شهيدا في 48 ساعة

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه الصاروخي والمدفعي في عديد ا…