رغم نزيف الهجرة وتردّي البنية التحتية الصحية : تونس تواصل نجاحاتها الطبية بفضل كفاءاتها
تواصل الفرق الطبّية التّونسيّة في المؤسسات الاستشفائية العمومية سلسلة نجاحاتها في مختلف المجالات وقد تمكن في هذا الإطار فريق طبي بقسم القلب بمستشفى الرابطة صباح أول أمس تحت إشراف الأستاذين محمد سامي مورالي وسناء والي من استئصال الارتجاف الأذيني عبر التقنية الحديثة افارابولسب التي تستخدم لعلاج نبض القلب المضطرب والسريع لدى المرضى.
وبحسب ما اعلنت عنه وزارة الصحة العمومية فإن نجاح هذه العملية يعد إنجازا طبيا الأول من نوعه في شمال إفريقيا.وافادت الوزارة ايضا بانها قامت باقتناء الجهاز عبر تمويل من الصندوق الوطني للتأمين على المرض في إطار الشّراكة مع المستشفى الجامعي الرابطة وذلك بهدف تعزيز الخدمات الاستشفائيّة والعلاجيّة المتطوّرة بالقطاع الصحّي العمومي.
هكذا يسجّل المجال الطبي في تونس من فترة إلى أخرى وبشكل متواصل نجاحات كبيرة بفضل طاقاته من الكفاءات الطبية وشبه الطبية رغم ضعف الإمكانيات اللوجستية وتدني البنية التحتية التي تعاني من النقص الكبير في التجهيزات والمعدات وفي طب الاختصاص نتيجة لاستفحال ظاهرة الهجرة في صفوف الكوادر الطبية حيث يشهد قطاع الصحة في تونس موجة هجرة متصاعدة تحمل سنويا مئات الأطباء الشبان إلى خارج البلاد. مما أثر على ظروف التداوي في المستشفيات، وسبب نقصا واضحا في الإطارات الطبية خاصة في المؤسسات الإستشفائيّة العمومية الواقعة داخل البلاد وبحسب إحصائيات عمادة الأطباء، يغادر تونس سنويا 80 بالمائة من الأطباء الشبان حديثي التخرج وسط دعوات عاجلة من المنظمات المهنية العاملة في قطاع الصحة لإيجاد حلول جذرية تنهي نزيف هجرة الأطباء وتأثيراتها على جودة الصحة العامة والاستثمارات الطبية ومستقبل قطاع الصحة.
لكن كل هذه النقائص والمصاعب لم تزد في الحقيقة الفرق الطبية التونسية الا اصرارا على تحقيق مزيد من النجاحات التي تذهل العالم من وقت إلى آخر في مختلف المجالات ففي مجال أمراض القلب والشرايين، قام القطب الطبي لأمراض وجراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الرابطة منذ فترة بإنجاز طبي جديد، هو الأول من نوعه في العالم وقد كلّلت هذه العملية بالنّجاح بفضل تضافر جهود الفرق الطبية وشبه الطبية بقسم الاستكشاف الوظيفي والإنعاش القلبي تحت إشراف رئيس القسم الأستاذ محمد سامي مورالي وبإشراف الأستاذة سناء والي وبمعية الدكتورة زينب جباري والدكتورة منال بن حليمة.
ويتمثّل هذا النّجاح في عمليّة زرع نظام فيزيولوجي لتحفيز القلب وذلك عبر تحفيز الفرع الأيسر لامرأة حامل ومصابة ابإحصار بطيني أذيني كاملب واتبديل مصحح للأوعية الكبيرةب، حيث تم عبر تخفيض التعرض للأشعة السينية ودون خطر على الجنين. وتم التحقق من جميع معايير التحفيز الحقيقي للفرع الأيسر…
كما حقق الطاقم الطبي من قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة نجاح أول عملية زراعة قوقعة اصطناعية أجريت على رجل يبلغ من العمر 40 سنة كان فقد حاسة السمع طيلة 10 سنوات الماضية علاوة على نجاح الدكتور نبيل الهرمي جراح القلب والشرايين والبالغ من العمر 31 سنة في تجربة سابقة في اجراء عملية على القلب خارج جسم المريض تعدّ هي ايضا الأولى من نوعها في تونس والعالم العربي وإفريقيا وذلك من خلال استخراج قلب من جسم مريض ومعالجته من التعفنات ثم إرجاعه إلى مكانه ودون تخطيط مسبق لإجراء هذه عملية لتغيير صمام أو إصلاحه .
كذلك قام قسم جراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بولاية المنستير يوم جمعة 26 جانفي 2024 وتحت إشراف الأستاذ مهدي درمول من القيام بتدخلين طبيين يتمثل الاول في إجراء عمليّة زرع نخاع عظمي من نفس المريض- لمريض يبلغ من العمر 49 سنة بوحدة زرع النخاع العظمي بمركز التوليد وطب الولدان تحت اشراف وزارة الصحة وبالتنسيق مع قسم علم أمراض الدم السريري ومخبر علم ونقل الدم بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير، وقام بالعملية كل من الأستاذ عدنان العتيري والأستاذ محسن حسين والفريقان الطبيان المساعدان لهما. ويعتبر هذا التدخل الجراحي الدقيق النجاح الاول، في زرع نخاع عظمي بمركز التوليد وطب الولدان بهذه المستشفى وهو يترجم في حقيقة الامر الجهد المبذول للنهوض بنقل الأعضاء وزرعها في بلادنا والمستوى الرفيع للإطار الطبي وشبه الطبي التونسي.
وتجدر الإشارة إلى أن مجريات هذه العملية تمت منذ يوم الاثنين 15 جانفي 2024، وقد تمكن المريض من مغادرة المستشفى بحالة جيدة يوم الاثنين 29 جانفي 2024 بعد أيام من إجراء هذه العملية الدقيقة.
وينضاف إلى سلسلة هذه النجاحات التي لا تتوقف ابدا بفضل الإرادة القوية والثابتة للكفاءات الطبية نجاح اخر يتمثل في إجراء عملية استئصال ورم دماغي في منطقة مسؤولة عن تحريك اليد والرٌجل اليمنى باستعمال تقنية جديدة في التخدير (Chirurgie éveillée) لفتاة تبلغ من العمر 17 سنة وذلك بالتعاون مع فريق صحي مختص من القطاع الخاص وقد تمت هذه العملية بنجاح ودون مضاعفات ودون الحاجة إلى الإنعاش ، ايضا وتحت إشراف رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب والمسؤول الوطني عن تكوين الأطباء المقيمين في جراحة الأعصاب في البلاد، البروفيسور مهدي درمول كما نجح الفريق الطبي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير خلال الأشهر الماضية في إجراء أول عملية دقيقة في جراحة الأعصاب لاستئصال ورم حميد بمنطقة حساسة جدا بين العروق والأعصاب سريعة التلف لإمرأة خمسينية. ولتفسير مدى دقة العملية الجراحية وحساسية الموقف، أوضح دكتور درمول في تصريح له ، بأن الورم كان بمنطقة غابرة ودقيقة جدّا في الدماغ، ويعتبر حالة نادرة ويتطلب الوصول إليه واستئصاله اعتماد تقنية جانبية (تقريبا على مستوى الأذن)، ومعرفة دقيقة في التشريح نظرا لوجود الورم بين العروق والأعصاب الحساسة جدّا وسريعة التلف، وهو في الوقت ذاته أمام جذع المخ ففي حالة وجود اي حركة يمكن ان يؤدي ذلك إلى موت المريضة.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…